أفكر أحيانًا في أن من يعيش حياةً شقيّة و يعلم أنها كذلك .. خيرٌ ممن يعيش حياة لا يعلم بالضبط ما إذا كانتْ على ما يُرام أم لا, أن تعرف حقيقة ما تعيش و إن كانت الحقيقة مُرّة خيرٌ من ألا تعلم, هذا ما توصلتُ إليه بعد عامٍ و نصفٍ من الزواج .
أحتاج أن أتحدث عن هذه التجربة .. عن زوجي الذي أحبه بقدر ما فيّ من ألم, بل أكثر .. بقدرِ ما في العالم من كائنات, و أكثر .. هكذا وجدتُ نفسي تدريجيًا أحبه * و إنني أحبه رغم ما سيأتي في حديثي .. أو رغم ما قد تشير إليه أسطري من ضجرٍ أو حزنٍ أو كآبة, أوقن تمامًا أن الحياة مراحل و أنني ربما سأضحك يومًا من مرحلتي هذه؛ فلتكن فضفضة أتخلص بها مما يثقل كاهلي و لعلّي أعذر نفسي بأنني أنثى, و بأن مشاعري قد تنتابُ أيّ زوجة .
سأتحدث, قد أطيل و قد أوجز .. سأذكر بعض الفوائد .. سأبكي بكلّ تأكيد وقت كتابة بعض الأحداث و سأبتسم تارةً أخرى, و لا أعلم هل سأتوقف .. هل ستصافح عينا زوجي هذه الكلمات, هل سيعذر شغبي .. إلحاحي المتواصل .. غضبي العارم .. هل سيفهمني, هل سيغضب .. لا أعلم . فقط أنا أحبه .
* و في هذا تذكيرٌ لكلّ زوج يضجر من زوجته و تبلّدها أيام الزواج الأولى .. هي مجرد مرحلة مررنا بها جميعًا و انتهتْ عندي بُحبٍّ شديد يملأ جوانحي تمامًا لزوجي و قرة عيني و أثق أنها ستنتهي عند كل الزوجاتِ بمثل ما انتهتْ لديّ إذا ما أحسن الزوج المعاملةَ و تجمّل بالصبر .
( 1 )
استمرّ عقد القران تسعة أشهر, اعتمد زوجي خلالها على نفسه ليجمع تكاليف الزواج, كانت علاقتنا هاتفية يشوبها الكثير من المجاملة و الرسمية و لا تتجاوز المكالمة الواحدة عشر دقائق, استطعتُ خلالها أن أكوّن فكرة بسيطة جدًا عن زوجي .. إنسان مستقيم ( ما شاء الله ) حييٌّ جدًا, جاد و عقلاني كما أنه حساس بدرجة عالية نوعًا ما, أما أنا فكنتُ في نظره هادئة خجولة منطوية أستطيع التكيّف مع كلّ الظروف و غير مهتمة بالمظاهر و في الحقيقة أنني لستُ كما تخيّل أو لستُ كما كنتُ أتظاهر؛ لأنني فتاة في مقتبل عمري .. أحب أن أعيش مراحلي بشكلٍ جيّد و مهما تقشفتُ فإن تقشفي سيكون بذخًا في نظر زوجي الذي يحبّ أن يكون كل شيءٍ بمقياس .
( 2 )
خلال المِلكة أخبرته أنني لا أريد أن يكون الزواج في قصرٍ كبير بل في استراحة مناسبة و أن يكون خاليًا من مظاهر البذخ, اتفقنا على هذا .. و لأنني في منطقة و هو في منطقة و الزواج في منطقته .. لذلك لم أستطع رؤية الاستراحة و مع ذلك توقعتُ أن يهتم بالأمر أو على الأقل عائلته و أخواته الكبيرات, والدتي موظفة و لذلك كان الذهاب إلى منطقة زوجي قبيل الزواج أمر صعب .
ذهبتُ قبل زواجي بيومين فقط, لم أكن أعلم خلالهما ماذا أفعل, لا زال هناك الكثير من الأمور التي لم أرتبها .. سألتُ والدتي إن كان من الممكن رؤية الاستراحة, كان هذا يوم الزواج لأرى من أين يكون دخولي و الزفة و ما إلى ذلك من الأمور النسائية, صُدمتُ حينما أخبرتنا أخته أنه لا يوجد مكان لجلوس العروس و استعدادها قبل أن تخرج للزفة, نفسيتي تدهورتْ إلى أقصى حدّ .. ذهبوا لرؤية الاستراحة صباحًا و كانت سيئة جدًا و غير مناسبة لإقامة حفل زفاف, بكيتُ كثيرًا .. لم أعلم أن تساهلي في الأمر معه سيجعله و عائلته لا يهتمون إطلاقًا بي, دخلنا للاستراحة و انتهى الزواج بشكل سيء .. لا إضاءة .. لا ( كوشة) .. لا مكبرات صوت .. لا شيء, زواج قديم و تقليدي جدًا .. و لا أدري من المخطيء, فوق هذا .. أخواته افتعلن مشكلة مع والدتي .. كان يومًا سيئًا جدًا و كم أكره استحضاره .
قد أكون مخطئة, الحياة ليست مظاهر, لا أعلم .. لم أعد قادرة على اختبار شعوري, أو على معرفة ما الصحيح .
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|