الرجل الذي يجلس أمام شاشته و يطلب كوب الماء، القهوة و الشاي ، و ربما السجائر !! (نسأل الله له الهداية)
إذا دخل الحمام ليتوضأ تجده قد سكب الماء في كل مكان و كأن عليه أن يجعل من الحمام مسبحاً دولياً للمتسابقين ... و إن طلبت منه المسكينة زوجته أن ينتبه لهذا الأمر أو يمسح الماء بعد كل وضوء تجده اعترض و شكى زوجته لأمه. أو بكل بساطة أهمل رغبتها تلك لأنه لم يعتد هذا في بيت أهله و طبعاً هنا لا بد أن يكون لأمه دور في تقصيره.
كان الناس منذ بضع عقود من الزمن حالهم مختلفة جداً عن حالنا في هذه الأيام .
و مع مرور الزمن تغير الوضع الاقتصادي و كثرت متطلبات الحياة فأصبحت نسبة كبيرة من العوائل لا يكفيها دخل الرجل مفرداً فأصبح وجوباً على المرأة و الرجل أن يعملا كي يحصلا لقمة العيش و يؤمنّا مستقبلاً كريماً لأبنائهم .
فبدأت المرأة تعمل و قد يكون دوامها أطول من دوام زوجها (في بعض الأحيان). لكن مهمتها في البيت لا زالت هي لم تتغير و لم تتبدل .
أما الرجل فقد أصبح عمله أسهل و لكن عمله في البيت كان و لا يزال "شبه معدوم"، بل إنه يزيد العمل على زوجته فهي ستنظف المنزل و ترعى أطفالها و تهتم بزوجها و طلباته.
في الغرب تغيرت تربيتهم و نظرتهم لعمل الرجل في البيت و مساعدته للزوجة بتربية الأطفال.
فمن الطبيعي جداً أن تجد الأب يصطحب أطفاله للحديقة، و من الطبيعي جداً أن يطعم ابنه أو بنته ،أو يغير ملابسهم أو يعد لهم طعاماً ليأكلوه.
(و هذا لا يعني على الإطلاق إعجابي بتربية الغرب و لكن أتكلم عن نقطة محددة)
أما عندنا، فمع تغير الزمن و تغير الحال لم تتغير تربية الرجل الشرقي و نمط تفكيره . فكانت الضحية المرأة العاملة .
و كلامي هنا عن المرأة الشرقية التي تعمل و تساعد في مصروف البيت .
ألم تقرأ أيها الرجل في صحيح البخاري عن الأسود قال : سألت عائشة : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ، تعني خدمة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .
لمَ لم تتغير تربية الرجل الشرقي ؟ إلى متى ستبقى كلمة "عيب" تلاحق كل من يمد يد العون لزوجته ؟