إلى كل حزينة لأنها بلا زوج اعتقادا أن الزواج هو المفتاح السحري
__________________قال تعالى {إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم و إن تعفو و تصفحو و تغفروا فإن الله غفور رحيم¤إنما أموالكم فتنة و الله عنده أجر عظيم } سورة التغابن-آية 14-15 فربما حماك الله عز وجل من قضاء سوء ، و صراع في حياة أصعب كثير مما أنت فيه ، لا تستطيعي أن تنجي منها تاركة أبنائك.
إن كان المال و البنون زينة الحياة الدنيا؛ فقد قال تعالى أيضا{ و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا} سورة الكهف آية46 و في سورة مريم آية67 { و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير مردا} إذن فالباقيات الصالحات هي خير ثوابا من المال و البنون ، و التي لها عائد أفضل ، و يمكن أن نأمل عليها أكثر، إن الباقيات الصالحات تقوي البدن فقد علمهم النبي للسيدة فاطمة و سيدنا علي عندما شعروا بالحاجة لخادم ، و هم يوسعوا بفضل الله في الرزق و يجيبو الدعاء ، فقد أخبر الخباز الذي كان يكررهم الحسن البصري أنه ما دعى دعاء إلا و استجيب ، إلا دعاء واحد لم يستجاب بعد، و هو أن يرى الحسن البصري،فقال الحسن البصري:لقد قذف بي من الحرم إلى الشارع إجابة لدعائك لتراني ، إنك عند ذكر الله عز و جل تكوني مع الله قال تعالى { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } و قال صلى الله عليه وسلم عن رب العزة{ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه} العبد في مصلاة و الرب في حوائجه .
أما أن تتزوج المرأة زيجة تعلم جيدا أن شقائها أكبر بكثير من نفعها ؛ لمجرد أن تهرب من لقب وضعه لها الرجال ؛ ليرضوا غرورهم؛و ليكسروها ليمكنهم استغلالها،و يطلقه عليها النساء ليتصبروا بذلك على حياتهم الزوجية،و التي ربما لا يبتسموا فيها أو يضحكوا إلا في الوقت الذي يقضوه معك؛ ليدَّعوا السعادة أمام الآخرين،حتى لا يشمت فيها حسادها و اعلمي أنه { لا يتكبر أحكم الا من ذلة يجدها في نفسه}.
في حين أن ربك أعطاك لقب أمة الرحمن،و إمرأة،و رحم للعديد من الأفراد؛رضى الله ، و البركة في مالم و عيالهم و عمرهم في صلتك ؛ لأنك رحمهم، و عقاب قطع رحمك يكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في الآخرة فقط ، بل يعجل الله به في الدنيا أيضا .
و جعل لك حقوق على الكثير من أهلك، انت أيضا عضوة في مجتمع_ لكن أن تكوني زوجة تعيسة ، و ربما تكوني معلقة و يدفع ثمن ذلك غاليا أهلك و ابنائك و أحفادك ، بل ربما إن قدَّر الله لك أن يكون لك أبناء،فلن يكون لك أبناء حتى إذا تزوجتي ، و إن قدر الله ألا يوجد بجوارك أحد عند موتك ، أو عند حاجتك لشئ ما ، فلن يكون أحد بجوارك؛ حتى إذا تزوجتي بزوج محب و كان لك أبناء ؛ فهل ضمنتي عمرهم ؟!! أو صحتهم فقد يصبحوا هم عبء عليكي لا لكي ؟!! ثمَّ هل ضمنتي أن القدر لن يسبب أي ظروف تبعدهم لأي سبب لحظة موتك أو حاجتك دون قصد منهم .
أرجو ألا تفهم مقالتي أني ضد الزواج و الإنجاب ؛ لأن هذا ضد مقصودي تماما،فأنا أدعو كل من ليس لها زوج ألا تترك سببا من أسباب الدنيا و الآخرة في غير معصية الله ليمكنها من ان يكون لها زوج إلا و تأخذ به، إلا أن الزوج و الأبناء لا يكونوا هبة إلا إذا كانوا قرة عين،و عون للإنسان في أمر آخرته(ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و أجعلنا للمتقين إماما)سورة الفرقان ؛ فإكثري أخت في كل أوقاتك و في سجودك من هذا الدعاء، و أكثري من الباقيات ،وكما قال صلى الله عليه و سلم( اطلبوا الحاجة بعزة أنفس فإن الأمور مقدرة)و لا تظني أن تفريطك في دينك أو ذلك ، سيعطيكي غير المقدر لك ؛لأن زوجك هو نفسك و لن تجدي مؤمن تقي له كرامة يقبل بزوجة إلا إن كانت بمثل صفاته ، و ليس زوجة مستعدة أن تفرط في دينها لتحصل على شئ كتبه الله منذ الأذل ، ، ثم اعلمي أن قضاء الحنان المنان الودود الولي الحميد هو الأفضل لك كان.