رثائي في غازي القصيبي - منتدى عالم الأسرة والمجتمع

17-08-2010, 05:17 AM

أديب الشرق

عضو دائم

تاريخ التسجيل: Jan 2007

المشاركات: 79

رثائي في غازي القصيبي

رثائي في غازي القصيبي

أفر إلى غرفتي هارباً

وأطفىء أنوارها المضاءة

وأتخيل وجهك يأتيني في الظلام

وانخرط في بكاء طويل .. كما يبكي الأطفال

وأسائل نفسي: "هل مت يا غازي؟!

حقاً مت؟

حقاً سرقك الموت دون أن أودعك .. أو أعانقك؟

لن أرى بسماتك التي تسيل منها أنهار الحزن؟

ولن أسمع صوتك الجهوري الذي ينطلق من وديان الألم؟

لن أتذوق قناديلك / القصائد التي توقدها في زوايا الشعر؟

لن أستمتع بلوحاتك التشكيلية الروائية التي ترسمها بريشتك الساحرة في معرض الأدب؟

لن أضحك مع طرائفك التي لا تنتهي؟

لن أستمع إلى حديثك الذي لا يمل؟

كل هذا .. " شيءٌ أراه .. ولكن لا أصدقه"

كما قلتَ في قصيدة من قصائدك الرائعة

* * *

كنتَ الأسطورة .. وما أحوجنا إليك!

بعدما ولّى زمان الأساطير

أشغلتَ الناس في حياتك .. وبعد مماتك .. فأشغلوك

فتحتَ لهم نوافذ عقلك .. فتسربتَ إلى قلوبهم

بذلتَ لهم حياتك .. فنقشوك في وجدانهم

من يقرأ لك .. أو يعرفك

يقع في فخك .. وشباكك

فيتحول، شاء أم أبى، إلى صديق لك

حيث تأسره جاذبيتك .. وسحرك

كأنك .. " عجيبٌ في عيون العجائب"

كما قال قديماً أستاذي وأستاذك " المتنبي"

تنقلتَ بين المناصب

من قمة شماء .. إلى قمة شماء أخرى

دون أن تبطر .. أو تنغر

ودون أن تأنف أن تعمل نادلاً في مطعم .. وفنياً في مركز تدريب

لتشجع الشباب على العمل

كتبتَ للأدباء .. والعشاق

فأشعارك تحضر معهم في كل لقاء

رعيتَ المعاق .. ومسحتَ دمع اليتيم

دون أن تعلم يمينك عن شمالك

صحبتَ الفقير .. كما صادقتَ الملك والأمير

فكسبتَ قلوبهم جميعاً

ملأتَ الحياة .. بالحياة

إبداعاً نادراً .. ونشاطاً متفجراً

ولا أحب أن أرى الموت .. حيث كانت الحياة

رحمك الله رحمة واسعة

وأسكنك فسيح جناته

إنا لله وإنا إليه راجعون

مواقع النشر

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك BB code متاحة الابتسامات متاحة كود [IMG] متاحة كود HTML معطلة قوانين المنتدى

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:08 PM.

روابط سريعه