[مميز] رحلة الأمام - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-2010, 04:23 AM
  #1
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
[مميز] رحلة الأمام



عندما خرج طفلاً صغيراً يصحبه والده مبتعداً به عن الرياض موطن الأجداد بعد أن سقطت في يد ابن الرشيد ميمماً صوب الكويت كانت منه تلك الإلتفاته الأخيرة إلى الرياض وهو على مشارفها عيناه تفيض من الدمع ليدرك أن حداً جديداً بُني في ذلك اليوم بين مرحلة عمرية تنقضي بخروجه من الرياض ومرحلة عمرية أخرى سيعيشها قي غير وطنه وعلى تراب غير ترابه هنا فقط وفي تلك اللحظات المؤلمة ويولد في داخل الطفل ذلك الشعور بأن مُلكاً يغتصب وأن تاريخاً طويلاً من المجد ومن نصرة دين الله على يد الامام محمد بن سعود والأمام محمد بن عبدالوهاب بدأ في الزوال ليتملكه اليقين أن دمعةً وشعوراً بالحزن وبالأسى لن تعيد كل هذا , فيفلت الصغير يد والده لينطلق الى كثيب الرمل الأخير على تخوم الرياض وليخط عليه بيديه الصغيرتين ..... غداً سأعود .....

ليلتحق بعد ذلك بركب والده مكفكفاً دمعاً كان قد سال في حب الرياض يحث الخطى مسرعاً صوب الكويت وكأني به قد كره البقاء طويلاً على تخوم الحبيبة بنت المجد وزهرة نجد ( الرياض ) .لم يكن الصبي الصغير محباً فقط بل كان قائداً وملك فبرغم من كرم الوفادة وحسن الاستقبال من آل الصباح في الكويت إلا أنه كره البقاء بعيداً عن الرياض فما أن وصل أرض الكويت حتى راح ينقش الحلم على شورعها وفي ساحاتها الحلم الذي أودعه كثبان الرمال رمال الرياض الوفية لما استودعه فيها والذي جمعه في كلمتي غداً سأعود أنه حلمه الأكبر ..... حلم العودة ولأنه من الألم ومن الحزن و الأسى يصنع الحلم فهو إذاً قائد ولأن والده ملك تبين ذلك سريعاً في ابنه فما كان منه إلا أن أودعه كتاتيب القران وعلوم الدين واللغة لأنه يعلم علم اليقين أن قائداً يسعى لإستعادة ملك لابد له من علم الى جانب الحلم . درج الصغير يطلب العلم يحمل بين جوانحه حلم العودة واستعادة الرياض ولأنه قائد وملك ما أن تنتهي ساعات الدرس حتى ينطلق الى صحراء الكويت يحمل بين يديه سلاحه وحلمه يدرب نفسه على القتال والفروسية ويرسم على كثبان الرمل خطته لاستعادة الرياض ومملكة الاباء والاجداد ومنطلق الدعوة الوهابية الطاهرة محولاً الحلم الى عقيدة وعمل , وبمثل هذا العزم يحمي الحالم حلمه ويبذل له من العلم ما يحوله مع الوقت الى الحقيقة الأبرز في حياة الحالم الملك .وهكذا سارت سنوات الصبى والشباب بين العلم والعمل يغذيها بالحلم حتى تحولت في داخله الى يقين لا يفصل بينه وبين تحقيقة إلا الصحراء , ولأنه قائد وملك طفق يجمع لحلمه المال والسلاح وقبل ذلك كله الرجال والأتباع , ولأنه صاحب حلم قائد وملك جمع حوله من يؤمنون بالحق ويحلمون مثلما يحلم هو , الحلم بالعودة وبالرياض . ما بالغ الحالم كثيراً في مطاردة حلمه إلا لأنه بذل له ما يحوله الى حقيقة ومع أنه أدرك بحنكة القائد وعقلية الملك أن المهمة صعبة وبينه وبين تحقيقها الفيافي والقفار وصعوبة التنقل ومشقة السفر وشح المؤن وقلة السلاح إلا أنه غطى كل ذلك بغطاء الأيمان و الأمل الإيمان بالله والأمل فيه بالنصر والتمكين مخلصاً النية له وحده سبحانه أن أرضاً بدأت منها دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب لابد وأن تؤول لمن يعيد لها وهجها ويقوم على إستعادة ما إندثر منها ويساعد على نشرها من جديد . مرت الأيام والشهور والحالم يعد العدة ويدرب الرجال ويشحذ الهمم حتى أدرك بروح القائد وعقلية الملك أن أوان المسير نحو الحلم قد حان فجمع الرجال وأخبرهم بوقت المسير وبدأ في تجهيز السلاح والركائب والمؤن والتي ساهم حكام الكويت آل الصباح بجزء كبير منها , حتى أكمل جميع الأستعدادات , فإنطلق الحالم يعبر بحلمه أصعب الطرق وأشقها يهونها بالايمان و بالعزم وبحلم أستودعه الرمال منذ الصغر . قضى الحالم الملك الايام والليال الطوال في المسير بجيش قليل العدد والعدة قوي الأيمان شديد العزم بالغ التصميم على الوصول وتحقيق الحلم والنصر وما أن وصل إلى تخوم الرياض حتى أختط له ولجيشه مكاناً يعسكرون فيه إستعداداً لساعة الصفر بدأ الحالم قريباً من حبيبته الرياض في وضع الخطط والقيام بالترتيبات النهائية مع بقية الرجال وعندما شعر أن كل الاستعدادات أكتملت وأن مرحلة الغزو دنت ولأنه قائد وملك خطط لجعل المفاجأة والظلام هما السلاح الذي سيكمل بهما النقص الشديد في الرجال وفي المؤن فطلب من الرجال أن يكونوا على إستعداد لبداية اقتحام الرياض في أواخر ساعات الليل وشدد عليهم أن ينتهي كل ذلك قبل شروق الشمس وطلب منهم أن يأخذو قسطاً من الراحة قبل ساعة الانطلاق .لم يستطع الحالم أن ينام أو يرتاح في تلك الليلة فراح يتنقل خفية بين كثبان الرمال يترصد القوم ويدقق النظر الى كل كبيرة وصغيرة تفصله عن أسوار الرياض ولأنه قائد وملك ألم بكل تفاصيل أرض المعركة ثم جلس الى أحد الكثبان جلست أسود الشرى ينتظر اللحظة الأهم في تاريخة وتاريخ الرياض بل في تاريخ جزيرة العرب كلها مستعيداً ليلة خروجه من الرياض ودمعاً سال في حبها وحرقة على مفرقتها وتلك الكلمات التي خطها على كثبانها
غداً سأعود
ولأنه يعلم أن رمال الرياض وفية للحلم أستبشر تلك الليلة أن نصراً يلوح له من فوق أسوارها وها هو ليس بينه وبين الغد إلا سويعات يقضيها في تجهيز نفسه وحثها على طلب النصر .مرت الدقائق والساعات بطيئة على الحالم الملك يمني النفس فيها بملك ضاع منه صغيراً عقد العزم على إستعادته شاباً يحمل بين جوانحه الدعوة والتوحيد .إنقضت ساعات الليل وهاهي ساعة السحر والتي حددها لبداية المعركة وأقتحام الاسوار فبدأ هو رجاله في المسير بعد أن وضعوا أيديهم بيده يبايعونه على الرياض أو الموت في سبيل أستعادتها وصل الجيش خفية الى أقرب نقطة من اسوار الرياض سعياً لتحقبق عنصر المفاجأة فكمنوا هناك في إنتظار اللحظة المناسبة للأقتحام وبالفعل وبعد أن أدى حاكم الرياض صلاة الفجر وفي طريق عودته هو وأعوانه برز لهم الحالم الملك هو ورجاله ودارت بينهم معركة كان حريصاً فيها على عدم أثارت أي صوت حتى لا يتنبه بقية الجيش المدافع عن الرياض وبهذا يحافظ على بقاء عنصر المفاجأة الى جانبه وبالفعل كان له ما أراد إلا أن الأحداث كادت أن تفلت من يد الحالم الملك حين تمكن حاكم الرياض من الهرب والإتجاة صوب باب السور يريد الدخول وغلق البوابة وتنبيه بقية جيشه لردع المقتحمين فما كان من الحالم الملك إلا أن عاجله وهو قريب من بوابة السور برمية برمح كان يحمله فسقط صريعاً , وعلى الفور قام بفتح البوابة ليسمح لبقية أفراد جيشة بالدخول وبذلك جعل من عنصر المفاجأة العامل الأبرز في الإقتحام وبعد أن أكمل عملية الإقتحام أشتبك رجاله مع بعض الجنود المدافعين كما أستسلم الكثير منهم حينما أدركوا أن الجيش المقتحم أحكم سيطرته على المدينة . ومع بزوغ خيوط الفجر الأولى وظهور تباشير الصباح صعد أحد معاوني الحالم الملك أعلى نقطة من أسوار المدينة منادياً في سكان الرياض
الملك لله العزبز ثم لعبد العزيز

الملك لله العزيز ثم لعبدالعزيز
أستبشر سكان الرياض بهذا الفتح لمعرفتهم أن المُلك آل لمن يستحقه وأن الله أعاده إلى آل سعود الذين حكموا الرياض ونجد دولتين متتاليتين وها هو يعيده سبحانه وتعالى ثالث مرة على يد أحد أحفادهم فخرجوا من ساعتهم يبايعون ملكهم الجديد القديم على السمع والطاعة فرحين بما آتاهم الله وبذلك إكتمل للحالم الملك عبدالعزيز بن عبدالحمن آل سعود فتح وإستعادة الرياض محولاً حلماً كان في الصغر الى واقع يقطف اول ثماره بإعلان سيطرته على الرياض وعلى عموم نجد ليكمل بعد أن أستتب له الأمن فيها مسيرة لم يسبقه إليها أحد من أجداده نحو بقية أقاليم ومناطق الجزيرة العربية موحداً , حتى جمعها الله له بكامل مدنها وقراها محققاً المسيرة التوحيدية الأضخم والأنجح في جزيرة العرب بعد سقوط الخلافة العثمانية . أنها مسيرة

أسد الجزيرة عبدالعزيز الحالم الموحد .
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑

التعديل الأخير تم بواسطة little dreams ; 18-10-2010 الساعة 08:01 PM السبب: حذف الصورة + إضافة شعر التميز
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM.


images