طريق النصر- يا أُمَّة محمد- أن نعيدَ تاريخنا الْمُشْرق، أن نخلعَ ثوبَ الركون والتقليد، نحن مَن يصنع المجْد والتغيير؛ لأنَّ القوة والقيادة والعِزَّة بأيدي المؤمنين، فثقتُهم وإيمانُهم بالله سوف تُحقِّق لهم مطالبَ الدنيا وجِنان الآخرة.
النصر طريقه قدماك أخي المسلم، رغبة التغيُّر الجامحة لرفْع راية الحقِّ والتعبير الحقيقي أنَّ الإسلام دينٌ لكلِّ الأزمان، فلنجعلْ رضا المولَى- عز وجل- غايةً، وشرعه الحنيف دستورًا لحياتنا، ولنَخْرج مِن شَرنَقة التقليد، ونفرد أجْنحتَنا ونبسط لهم في الأُفق فِكرَنا وعِلْمنا، ولنَضَع لنا في صفحات العِلم أسطرًا من نور تُعيد ضوءَ مَجْدنا التليد.
قال أبو القاسم الشابي:
وَمَنْ لاَ يُحِبُّ صُعُودَ الْجِبَالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الْحُفَرْ
فلنغيِّر أنفسَنا؛ لنستطيع تغيير ماهيَّة الأشياء التي حولنا، ولنتأكَّد أنَّه لا يقف في وجْه تقدُّمنا غير أنفسنا، ولا نكنْ غارقين في دَوَّامة أنَّ هنالك مَن يحدُّ مِن تقدُّمنا؛ قال- تعالى-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
وهذا دليل من كتاب الله الكريم أنَّ التغير يبدأُ من الإنسان، وينتهي عنده؛ إمَّا إيجابًا أو سَلْبًا.
فبالاستقامة على المنهج الإسلامي القويم؛ مِن طاعةٍ لله، واتِّباع لأوامر رسوله الكريم - ننتصرُ؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وقال - جل ذكره -: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173].
ولا يكون النصرُ من غير اتِّخاذ الأسباب المؤيِّدة لذلك النصر الذي نبتغي لأُمَّتنا الإسلامية، وحتى وإنْ رَأوا أنَّ ذلك النصر تأخَّر ولم يأتِ، فهو قادمٌ لا مَحالة؛ حيث قال- عز وجل- في مُحْكم تنزيله: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].