حدث قبل ثلاثة عشر عاماً في مثل هذا اليوم 27 محرم1420هـ
..
بسم الله الرحمن الرحيم
..
..
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عشر عاما ..
...
أي في 27 / 1 / 1420 هـ = 13 / 6 / 1999م
..
فقد العالم الاسلامي العالم الكبير والشيخ الجليل والإمام الفذ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ..
لن أتطرق إلى الكثير من حياته ولكن أحببت أن نتذكر هذا اليوم ونتذكر بعض المواقف للشيخ رحمه الله ..
حيث لازلت أذكر في عام 1413هـ وحين كان لجريدة المدينة التي تصدر من جدة كان لها ملحق يصدر كل يوم إربعاء واسمه ( الإربعاء) كان منوعاً خفيفاً جميلاً ..
وفي أحد الأيام من ذلك العام أعلنوا يوم السبت أن الإصدار القادم سيكون عن الشيخ ابن باز رحمه الله ، حقيقة كنت متحمساً لشراء ذلك العدد وحريص عليه لأني كنت أرى أن حياة الشيخ لم تظهر للناس بصورة كبيرة ، المهم في يوم الإربعاء ذهبت لأقرب "بقاله" وأخذت الجريدة وللبيت مباشرة أتصفح العدد المذكور فتفاجأت بأن الملحق لم يكن مع الجريدة فرجعت للبقاله وكلمت صاحبها فأخبرني ان هذا ما وصله .
فقلت غير معقول وذهبت إلى بقاله أخرى ونفس الموال " الملحق " غير موجود .. !!
وأكثر من محل تجاري ونفس القضية ..!!
تعجبت وقلت لربما في الأمر سرّ..!!
توجهت حينها وفي نفس اليوم إلى مكتب الجريدة في مدينتنا وأخبرتهم الخبر . فقالوا لم يصل الملحق فقط وصلت الجريدة . فاستفسرت منهم فقالوا لاعلم لنا بما حدث..!
تعجبت أكثر .. لمَ يحصل كل هذا؟؟
وقد كنت في حماس لقراءة الكثير عن حياة الشيخ رحمه الله ..
اتصلت على مقر الجريدة في جدة فاستفسرت عنه فقالوا : لانعلم مالذي حدث؟؟
قلت ربما يصدر في الغدْ ..!
أو يصدر تنبيه أو تنويه أو لربما حصل خلل في الطباعه ليؤجل صدوره فيما بعد .. غير أن الجريدة لم تصدر أي بيان لهذا الأمر .. وظل هذا الحدث سراً غامضاً لم ينكشف إلا حين توفي الشيخ ..
حيث أصدرت الجريدة ذلك الملحق وفيه تبيان كل شيئ .. ولكن البيان تأخر لمدة سبع سنوات ..
حيث قالوا في الجريدة حين توفي الشيخ أن السبب في عدم صدور ذلك الملحق ، كون الشيخ عَلِمَ بذلك الملحق قبل صدوره بأيام فاتصل على رئيس التحرير وقال له ناشدتك الله أن لاتصدره ..!
فحاول ثنيه عن ذلك .. فقال من أنا وأنا لاأستحق كل ذلك أرجوك أن توقف صدوره . فما كان لرئيس التحرير إلا أن يرضخ لطلب الشيخ لما له من مكانة عاليه ، ورفعة جليلة ،
أكبرت هذا الأمر من الشيخ .. فاين هو من بعض من يبحثون عن وسائل الإعلام اليوم .. يريدون الظهور فيها بأي وسيلة وبأي طريقة كانت ..!!
رحم الله الشيخ رحمة واسعه وأسكنه فسيح جنانه ..
جريدة الجزيرة ظلت بعد وفاة الشيخ لمدة شهر كامل وهي تصدر صفحة بل عدة صفحات عنه وكذلك الرياض فعلت وغيرها من الجرائد .
كونت من تلك الجرائد قصاصات جمعتها في أوراق ورتبتها وبوبتها على شكل أبواب فكان " الإنجاز فيما كتب عن ابن باز" رصد لما كتب عن الشيخ رحمه الله بعد وفاته في الصحف.
وظلت هذه الأوراق في ملف خاص أعود إليها كل حين أقلبها وأنا أتذكر الشيخ وأقرأ عنه ما كتب . رحم الله الشيخ رحمة واسعه وأسكنه فسيح جنانه .
وكتبت في مقدمتها :
يوم الخميس 27 / 1 /1420هـ لم يكن كأي خميس ، حيث أنه حمل لنا فقد إنسان ليس كأي إنسان ..
كثير من الناس يموتون لايشعر بفقدهم إلا أهلهم وجيرانهم وأصحابهم ..
فما بالك بإنسان علم برحيله وشعر بفقده ملايين البشر ، وصلى عليه حاضراً أكثر من مليوني مسلم ، وغائباً صلى عليه أكثر من ملايين حول المعمورة .
ألا يشعرك بأهمية هذا الإنسان .. إذاً لِمَ كل هذا الحزن ؟؟؟
قد يكون من السهل أن تجد عابداً قانتاً لله صوام النهار قوام الليل .. أو تجد انسان وهب نفسه لخدمة المسلمين يعين ويشفع ويكلم ويتصدق ..و..و..
أو تجد انسان تفرغ للعلم الشرعي فتعلم وعلّم وأقام الدروس وشرح الكتب وأعان طلبة العلم ..
أو تجد انسان تولى منصباً فاستولى على لب عقله حتى إنه ينجز معاملاته وهو في طريقة للمسجد من شدة حرصه واهتمامه .
ولكن..!!!!
أن تجد جميع ماسبق في شخص رجل واحد فهذا يكون ضرباً من الخيال لو لم يكن .. فقد كان إنه الشيخ ابن باز رحمه الله .
فهو الإنسان العابد لربه ..يقوم الليل يصوم النهار لسانه لايفتر عن ذكر الله .. اينما حل أقام الدروس في الدلم في الرياض في المدينة في الطائف في مكة .. يعين المحتاج .. أباً ليتيم فقد أباه .. معيناً لمن فقدت زوجها .. بعث الدعاة الى كل مكان في الأرض .. يكرم الضيوف .. ماترك باباً للخير إلا وطرقه .. أقبلت عليه الدنيا فاتحة ذراعيها فأعرض عنها .. بذل نفسه وماله ووقته لله سبحانه .. فوضع الله له القبول في الأرض .. أحبه الصغير والكبير .. القريب والبعيد ..
فإنسان جمع تلك الصفات حريٌ أن يحزن لفراقه الكبير المسلمون أجمع ..
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنانه .
ففي مثل هذا اليوم الخميس 27 / 1 / 1420هـ = 13 / 6 / 1999م
كانت وفاة الشيخ رحمه الله .[/COLOR]