بكل صراحة تفاجأت ولم أصدق أذني فلم يكن يدر بخلدي أن تلك القصة الآتية لعمر أبن الخطاب ذلك الرجل الصلب والذي كلمته تهز مدينة بأسرها، ذلك الرجل الذي تخشاه حتى الشياطين أن يحدث في بيته ذلك الحدث، قبل قليل سمعت هذه القصة، وربما أنكم سمعتوها واطلعتوا فيها قبلي، وأحببت أن تشاركونني وتعلقون بما فيه من العبر الشيء الكثير، وسيكون لي تعليق بعد هذه القصة:

أحد الصحابه كان يضيق بزوجته جداً ..لأن صوتها عالٍ دوما ..وتعرفون أن من النساء من لديها حنجرة دائمة الصياح ....فالصحابي من ضيقه ذهب يشتكي الى أمير المؤمنين
سيدنا عمر بن الخطاب فذهب ليطرق الباب فوجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل الى الشارع فخاب أمله ومضى..وبينما هو ينوي المضي اذا بعمر يفتح الباب..

ويقول له : كأنك جئت لي..
قال: نعم ،جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عندي ..
فأنظرالى رد عمر وعاطفته
يقول' تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي وربت أولادي ونظفت بيتي ،تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ،إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ،أفلا أتحملها إن رفعت صوتها'


تعليقي/ الله ما أروع هذا الوفاء وهذا العدل وهذا المنطق من عمر أبن الخطاب رضي الله عنه، فالبرغم من شخصيته المعروفة والتي يرتعد منها كل من يقابله، إلا أنه في بيتي ساكناً هادئاً متحملاً لمن يرفع صوته عليه! عجباً لم تأخذه عزة نفسه وشخصيته التي يهابها كل فرد، فتأتي زوجته لترفع صوته في حالة ضعف وغضب! فلا يبادلها الرد بل يسكن ويعدُ مكارمها ومحاسنها، إنه العدل الذي لم يطغى عمر عليه، وهكذا هو العقل حين يرى بعض السيئات ويتذكر الأيجابيات فلا يظلم أو يبخس حق شريكه.

ومهما يكن فإن هذه ليست دعوة لرفع الصوت ولا يبرر لأن ترفع المرأة صوتها على زوجها أو تغضب منه بحجة أنها صنعت معروفاً من قبل أو له فضلٌ عليه، كما أن على الجيل الحاضر والجديد من الزوجات أن يصبحنَ بمثل أمرأة عمر أبن الخطاب تلك التي أفنت وقتها في التربية وفي خدمة زوجها، لأننا للأسف نرى بعض الزوجات مما لا تدرك ولا تعرف دورها كزوجة وواجباتها وبالتالي تختل المعادلة المهمة في الحياة الزوجية بين الزوجين.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..