والدي الغالي إلى جنة الخلد ....
إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام .. مقر ومعترف بأننا سنموت وبأن آجالنا محدده .. يارب لطفك بما حل بنا .. يارب خفف عنا مصابنا .. يارب رحماك رحماك بأبي الغالي ..
هكذا غاب القمر في حياتي ..
ودعت العزيز إلى قلبي ..
,هكذا سارت حكمة ربي إلى حيث يشاء ..
أربعة أشهر وهو على سرير المرض ..
حبيبي وقلبي والدي الغالي ..
لم أسمعه يوما من الأيام شكا مرضاً أو صاح من ألم .. !
بل إن أحد الدكاتره كان يقول .. هذا الشيخ فيه صبر عجيب .. !!
يقول عن أحد جروحه إنه يشد الجسم شداً ومعه يزداد الألم ولكنه وبحمد ربي صابر على ماقضى الله .. بل وإلى قبل أن يتوفي بساعات وكانت الأجهزة الطبية حوله تصدر تلك الأصوات المفزعه من قياس للضغط وأخرى للنبض وأخرى للحرارة والأكسجين كان على أنفه وأنبوب التغذيه كان يؤذي أنفه وفي تلك اللحظة كان مغمض العينين .. يفيق حيناً فبالكاد يفتح عينية حينها سألته وناديته وأجابني . فقلت له ( شلونك اليوم ؟ فقال بصوت ضعيف جدا : طيب . )
هكذا هو رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان .
كان أحد إخواني عنده في المستشفى وفي آخر الليل يقول أخي التفت إليه وإذ بي أراه صاحيا لم ينم وكان ذلك قبل وفاته بشهرين .. فتوجهت إليه وقلت له : ياأبي نحن الآن في آخر الليل وربما هي ساعة استجابة فادعو الله أن يشفيك ويعافيك مما ألمّ بك؟
يقول أخي فرأيته يرفع يديه الضعيفتين ويقول يارب الجنة الجنة .. يقول أخي وادعه أن يعافيك ويشفيك فيقول والدي يارب الجنة الجنة . يقول فبعد أن دعى التفت إليّ وقال يابني ما بعد الثمانين حياة أتريدني أن أدعوه أن يعافيني بل إني أساله أن يرزقني الجنة فهي أحب إلى قلبي من أن يعافيني ويشفيني .. رحمك الله ياأبي ..!ورزقك الجنة كما كنت تحب .
هكذا كان والدي ..
في لحظات يغيب فيها الإنسان عن الواقع ، يعيش في لحظات من الماضي القريب ..
يظن أن ما حدث إنه حلم .. سينتهي ..
الموت حلم سينتهي ..
لا أستطيع تصور فقد والدي بعد سنوات قضيتها معه رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ..
إنها لحظات من الغياب عن الواقع المؤلم .. لكنها سنة الله في خلقه .. كلنا على هذا الدرب ..
في لحظات إنتظار الصلاة عليه رحمه الله وأسكنه أعالي الفردوس من الجنان ..
مرت حياتي معه الماضيه كطيف خيال ..
كنت في المسجد أسمع القارئ للقرآن وأرى المصلي لله لكني كنت في مكان آخر حيث مرّ شريط الذكريات أمامي منذ عرفت الحبيب رحمه الله .. من صغري حتى سنوات المراهقه ثم الشباب .. كلها مرت كأنها ساعات ولحظات ..سريعه ..
تذكرته ينتظرني عند باب المدرسة .. تذكرته حين يأخذنا إلى نزه البر ، حيث كان يستمتع كثيرا في الصحراء .. تذكرته حين يسمع المؤذن فيفز من مكانه بل حيناً كان يخرج قبل الآذان فيأمرنا بالصلاة .. وتذكرته بعد أن كبُر ووهن عظمه وأصبح العكاز صديقه فيأخذه ويتجه للمسجد والذي كان لايبعد عن بيتنا سوى أمتار بسيطه فكان يستغرق وقتاً طويلا للوصول إليه بسبب بطء سيره رحمه الله ..
أتذكره في ضحكه ..
أتذكره في بكائه حين يسمع عن فقد قريب أو صديق ..
والعيد وما أدراك مالعيد .. ما كان يأتي من صلاة العيد إلا ودموعه تتقاطر من عينيه !!
فنساله مابالك يالوالدي ؟ فيقول تذكرت والداي .. رحمك الله وجمعك بهم في جنة عدن .
أتذكره في جلسته حين نتحلق حوله ويتحدث عن مواقف ماضيه في حياته أو يتحدث عن حكاية قديمه ..
أتذكره في كل شأن حياته الماضيه ..
إنها ساعات من الألم في القلب كأنما سكين تطعن الفؤاد ..
وتحزه حزا..
إنني أراه في كل شبر من البيت ..
بل في كل زاوية ..
حتى وأنا في العزاء والناس حولنا ..
اقول ربما سيدخل علينا الآن !!
أراه في كل متر من الأرض التي كان حولها .. أراه في المسجد كأنه على كرسيه يصلي ..
أرى باب غرفته مغلق فأظن أنه سيخرج علينا الآن ..!!
إنها لحظات من العذاب حين يتعارك العقل مع القلب ..!
حين يغيب القلب عن تصديق الواقع ويحاول العقل أن يفرض نفسه في تلك اللحظة .. إنها والله لمواقف مؤلمه أيما إيلام .. وأنت ترى فقيدك في كل لحظة .. بل لايغيب عن ناظريك .. بل يسكن فؤادك .. ولكنها سنة الله في خلقه ..
إن مما يسكن فؤادي ويجبر مصابي إنني رأيته بعد وفاته .. بل وشاركت في غسله رحمه الله .. وفرحت كثيرا كثيرا كثيرا حين رأيت وجهه مشرق كالقمر ووالله هذا ما رأيت ورأيت إصبع السبابه مرفوعه للأعلى فحمدت الله كثيرا ..
فإن كان أمرا مفرحاً بحق .. لكن في القلب ألماً لفقدك ياأبي .. وفي العين دمعة ستبقى تبكيك .. وفي بيتك كل زاوية ترثيك .. وفي مسجدك سيفقدك .. وجيرانك .. وأحبابك ...كلهم سيفقدوك ..
رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان وجمعنا بك في دار كرامته ..
إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .
كلمات خرجت غير مرتبة ومبعثره بعد وفاة والدي بيومين .
فزعت جدا عند رؤيتي للخبر
تالمت و سرت قشعريرة في جسدي
لم اتمالك دموعي و انا اقرأ
عظم الله اجركم و غفر لميتكم و الهمكم الصبر و السلوان
اوصيك يا اخي في الله وانت خير العارفين
بأن ما للميت خيرٌ من عمله و ولده الصالح
تعاهده بالصدقة و الدعاء
أخي في الله ..
لا اجد ما اواسيكم به غير ان خير من مشى
على هذه الارض محمّد صلى الله عليه و سلم
قد مات و قد عُزييّنا فيه
لا تحزن هذه سنة الحياة .. لقاء ثم فراق
و لكن هناك حيث النعيم السرمدي الذيّ لا فراق بعده
بإذن الله
اسأل الله ان يجمعكم به في جنات الفردوس الأعلى
و اسأله بمنّه و كرمه ان يربط على قلوبكم
و يرزقكم الصبر
__________________
حين نُقرّر أن نكون سعداء
فَـ لن تستطيع الرّياح العكسيّة أن تمحو قرارنا . . مهما كانت حدّتها !
لنتخذ القرار ولنستمتع في الدفاع عنه =)
التعديل الأخير تم بواسطة حبر رآقي ; 02-04-2012 الساعة 09:01 AM
أحسن الله عزائكم وغفر لميتكم وأسكنه فسيح جناته وعوضه عنكم بخير وعوضكم عنه بخير وزادكم له برا بعد موته
والعزاء موصول للكل من فقدوه رحمه الله
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.