صابرةٌ على رائحة فمه الكريهة ...
زاملتُ رجلاً أنيقاً في لباسه .. منظماً في وقته .. مهذّباً في تعاملاته .. ولكنك لا تستطيع الاقتراب منه .. ولو للسلام .. فرائحة فمه كريهة جداً .. لو جاملته يوماً فلن تستطيع مجاراته أياماً .. وكنتُ أُلمح له بإشارات لعله يفهمها ..
فلمّا لم يتغيّر الحال .. صارحته .. ـ بعد أن اجتهدت في تهيئة المكان والوقت المناسب ـ ..
ذكرت رائحة فمه .. وأثر ذلك على زوجته خاصةً .. ثمّ على ولده وعلاقاته ... فقال ـ وهو صادق ـ : إنني لم أشعر بالرائحة الكريهة .. ولم يحدثني أحد غيرك ... وأشكرك .. فقدمت له ـ مجتهداً ـ بعض الحلول ..
جاء من الغد برائحة زكيّة .. وابتسامة مشرقة ً .. قال : لقد عدتّ إلى بيتي .. وأن غضب جداً .. لقد مضى على زواجي سنوات .. ولم تفاتحني زوجتي عن هذا العيب .. فسألتها .... فقالت : لقد صدقك الذي أخبرك عن رائحة فمك ... وقد كنت متضايقة جداً .. ولكني لم أستطع أن أُخبرك خوفاً وحياءً ........ فالتفت إليَّ شاكراً ... وقال : لقد جددت لنا حياتنا ....
إشارة مهمة
الزوجة أقرب الناس إلى زوجها ... كيف تعيش معه .. ورائحته منتنة .. كيف تسعد .. لماذا لا تنصح له .. لماذا لا تضع الحلول أمامه .. مما تخاف .. ولماذا تستحي ... إنها مرآته .. فلتصدق معه .....
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....