السلام عليكم
تجدون ادناه رسالة اريد ان ابعث بها الى زوجتي الغالية, واود منكم بعد قرائتها ان توضحو لي ان كانت تحوي كلاما جارحا فانتم ايها الاخوات افهم مني بذلك لان اكثر من يفهم المراة هن بنات جنسها, مع العلم ان زوجتي مطلقة ولديها ولد من زوجها السابق.
وهذا نص الرسالة:
رسالة من القلب
27/6/1434هـ
حبيبتي بعد عام كامل مضى على حبنا, اكتب لك هذه الرسالة من الأعماق دون أن أجاملك أو اربت على كتفيك,ويبقى لك الخيار في قبول ما ورد فيها او رده, لكن أتمنى ان تردي علي بمثلها ان أردت وذلك كي نتناقش كما تعودنا, ونصل الى ما يزيد سعادتي معك وبك.
حبيبتي سنة مرت على زواجنا, شعرت خلالها كما شعرت اننا نعرف بعضنا منذ سنين, لن انسى ما قدمت فيها من تضحيات لإسعادي. لن انسى تلك اللحظات التي اسات فيها التعامل معك, ولكن قلبك كان كبيرامتسامحا. لقد كنت ومازلت ارى فيك الام والاخت والزوجة.
حبيبتي يعلم الله انني اتفهم الظروف والمحن التي مررت بها, والتي قد لا نستطيع نحن معشر الرجال تحملها,ومع ذلك كنت جبلا في مواجهتها. ورغم ذلك فاظنك تتفقين معي أن هذا لا يوجد لك عذرا فيما ساذكر لانك متعلمة والفرق بين المتعلم والجاهل كبير كما تعلمين. وكم من جاهل متعلم ومتعلم جاهل.
حبيبتي كما تعودت ان افعل, دعيني ابوح لك بشيء يؤرقني كثيرا, شيء أتمنى ان تتفهميه قبل ان تغضبي, شيئ فضلت الكتابة فيه على الحديث المباشر معك لان الكتابة تجعل حديثي مرتبا واضحا.
حبيبتي ان الموضوع الذي يؤرقني هو موضوع "التربية". هذا الموضوع هو حجر الزاوية بالنسبةلي. هو هدف من اسمى الاهداف في حياتي.
حبيبتي ان سبب حديثي معك فيه هو انني (على الاقل من وجهة نظري) لا اراك تولين هذا الموضوع اهتماما, وذلك لاني لا المس او اجد عندك اهدافا واضحة نتفق عليها حتى نربي اولادنا في اطارها,تحدثت معك في هذا الموضوع من قبل عندما كنا عائدين من الرياض, ولا أخفيك بأنني شعرتخلالها بغصة ولذلك لعدم وجود رؤية واضحة لديك لما تنشدين أن يكون عليه ابناؤنا, فكيف لانسانة مبدعة مثلك ان تغفل موضوعا مهما كهذا ؟!
حبيبتي يسوؤني كثيرا صراخك في وجه "اسامة", واقول في نفسي "هل سيتكرر هذا المشهد مع ابننا المنتظر كما يتكرر الان مع اسامة؟!"
حبيبتي سمعتك صباح اليوم تقولين لاسامة "انقلع". وقلت في نفسي لو انه رد عليك بمثلها, فكيف سيكون الحال, واظنه لو قالها لك لاقمت الدنيا ولم تقعديها, وذلك لا لشيئ الا لانك ترين انك امه, ويغيب عنك انه فلذة كبدك, وكونك امه لا يعطيك الحق في ذلك لان كلمةمثل "انقلع" ان قيلت على سبيل الزجر وليس على سبيل المزاح (كما اقولها لك احيانا وتوقلينها لي احياننا)هي خطا والخطا كما تعلمين يبقى خطئا بغض النظر عن قائله كبر اوصغر وذلك بدليل انك ان سمعتها على لسانه فستردين عليه بقولك "عيب عيب". فمتى كان العيب حلالا لنا وحراما على أولادنا, واظنك تتفقين معي في هذا.
حبيبتي اظنك نسيت اوتناسيت كيف كانت تلك الكلمات التي تقولها امك لك مثل الخناجر في صدرك. ان كنت تتالمين وتبوحين, فاسامة ايضا يتالم ولكن لم يحن موعد بوحه بعد, ولكني ابشرك (ان لم نغير طريقة تعاملنا معه) بأنه سيبوح عاجلا ام اجلا, واخشى ان يكون بوحه بيده لابلسانه وعندها لا ينفع الندم.
حبيبتي قلت لي يوما ان "اسامة" شخصيته ضعيفه دون ان ارى (من وجهة نظري) ملامح الالم ترتسم على وجهك وكأن الامر لا يعنيك, وكانك تتحدثين عن ابن الجيران, والسؤال, ان كانت شخصيته بشهادتك ضعيفة مهزوزة, فمن اوصله لذلك؟ قد تقولين "امي" "ابوه" اتفق معك ولكن لا تنسي انك مشاركة في ذلك لانك متعلمة وقبل ذلك فانت امه واقرب الناس اليه.
حبيبتي لماذا نحن نتعامل مع ابناء غيرنا بافضل ما عندنا في احيان كثيرة ونمنح اولادنا اسوا ما عندنا في احيان كثيرة ايضا؟
حبيبتي يعلم الله اني قلق كثيرا بشان ولدي الذي في بطنك, وأرجو ان لا تقولي لي ان الوضع سيتغير دون ان تبذلي جهدا, وذلك لان تغيير الطباع ليس بالامر اليسير ولكن يظل مع ذلك ممكننا ولكن نحتاج ان نبدا دون تسويف.
حبيبتي كيف تكون البداية دون ان يكون للشخص قراءة وافرة في مجال التربية. ان هذا لن يأتي في يوم وليلة بل يحتاج الى صبر ومجاهدة. لا احد في الكون يستطيع تغيير الاخر ان لم يرد هو ذلك, ولكن من حقك علي ان ابين لك ما اراى انه (من وجهة نظري) غير صائب, ولست اقول ماسبق مستندنا على اهوائي الشخصية ولكنه مبني على علم ومنطق. واقرئي ان شئت في ذلك.
حبيبتي, العمر يمضي, واذكرنفسي قبل ان اذكرك بان الله سيسأل كلا منا عما استرعاه عليه, سيسألنا عن ابناءنا,فليكن كل منا عونا للاخر, ضعي يدك بيدي ودعينا نتفق على ما نريد ان نربي اولادناعليه دعينا نتناقش دعينا نقرا مايعود علينا وعلى اولادنا بالنفع والفائدة. دعي اولادنا يقولون سواء بلسان الحال او بلسان المقال "نحمد الله ان وهبنا ابوين مثلكما".
حبيبتي بعد قرائتك لهذه الرسالة, ارجو أن لا تتعجلي الرد,بل ضعيها جانبا وتأملي فيما قلت , فأنا من حيث المبدأ لا انتقدك فمكانتك عندي عالية ولكني اوضح لك مالم تنتبهي اليه وارجو أن تهدي الي عيوبي فالمؤمن مرآة اخيه,فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قال: (رحم الله امرأ أهدى الي عيوبي).
واخيرا يا مهجةالقلب, دعيني اغيب عنك وعن الدنيا وانامطمئن ان الحب هو مايحيط بأبنائنا.