بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله للعالمين وآله وصحبه أجمعين وبعد
هذا الدرس لمساعدة من ترغب بالزواج سواء بكر متأخرة أو ثيب مطلقة أو أرملة لتجعل هذا الانتظار المحرق طاقة إيجابية بإذن الله
الوضع النفسي هو مشاعر الإنسان تجاه موضوع معين دائم أو متكرر
من تنتظر الزواج سبق بيانه
يسلم المسلم نفسه لله في كل شؤونه فيؤمن بقضائه وقدره ويترجم هذا الإيمان لسلوك فعلي لتري الله منها خير وترى إبليس الرجيم أنها لله وليست له
الزواج نعمة من الله لتلبية حاجة فطرية لهدف عمارة الأرض لتحقيق حمل الإمانة وهي العبودية لله
تنشأ المرأة في أسرة ضمن مجتمع تلقي ملفات متراكمة من الأجيال تضع هذه الملفات ضوابط للعلاقات وقيم لكل شيء وحسب الوعي الديني والاجتماعي لهذا المجتمع تكون النظرة للأمور والعلاقات ومن ذلك الزواج حيث يشكل المجتمع قيمة المتزوج من غير المتزوج والتعامل معه وفي الغالب يكون أفراد المجتمع سطحيون فيتعاملون بلا وعي مع غير المتزوجين من المحتاجين للزواج ويعبثون بجراحهم
وهم يتنعمون بنعمة الزوج والذرية على مرأى من الراغبات بالزوج وهنا موطن إثم عظيم في أذية المسلمة لأختها
فمن يوزع النعم ومنها الزوج والذرية قادر على قلب الوضع بساعة لا معقب لحكمة وبالمقابل قد ينبذ المجتمع من ترغب بالزواج خوف الحسد والعين ولا يعون تإثير هذا الجرح ولا يعالجونه بالمخالطة الحسنة مع تحصين النفس بالحصن الشرعي
مشاعر من ترغب بالزوج مما سبق تكون حسب وعيها في التلقي وبحسب ما وهبها الله عز وجل من الإيمان الجالب للصبر والإحتساب
تختلف درجات الضغط النفسي على الراغبة بالزواج حسب من يتفاعل معها في هذا الموضوع من حيث درجة قربه منها وقوة تأثيره في صناعة قرار تزويجها
وتكون درجة التأثير خفيفة من بُعد علاقة المؤثر بها وترتفع درجة التأثير النفسي حتى نصل لولي أمرها من أب أو أخ أو عم
وترتفع درجة الضغط النفسي عليها بعمق جهله وتعنته وعنادة وتسخيرها للمساومة في مصلحته
كمن يؤخرها والدها لراتبها أو ليقهر والدتها بها وغيرها من أمراض الطمع البشري ونقصه
هنا نصل لعمق الدرس
الآن عندنا مسلمة كريمة ترغب بالزواج ولا تتمكن من ذلك وعندنا أب عاضل لابنته وهي هذه المسلمة
هنا نضع يدنا بحنان لنغسل هذا القلب الكريم على الله بما يلي :
1- الإيمان بالله والتوكل عليه والصبر والاحتساب والشكوى له وحده هذه عوامل إيجابية تدفع للراحة النفسية لأنها تعظيم لله وحده القادر على تيسير المطلوب وعدم إشراك أحد معه فيما يكون عنده سبحانه فلا نتكل على غير الله في هذا بل أسباب.
2- الوعي بقيمة نعمة الزوج والذرية عند قيمة النعم الأخرى وخاصة الأكبر منها مثل العقل والدين والعرض والصحة والأمن والعصمة من الفجور والأسرة وكثرة المحبين ومقارنة توفر هذه النعم عندك مع من فقدها.
3- الأدب مع الله في النظر لمن تبتلى بإهمال الصلاة مثلا ننظر لهذا الذي فقدت ولا نتظر لما عندها من نعم دون الصلاة مثل الزوج.
4- التفاعل النفسي الذاتي مثل تردد الضوء بين مرآتين فهو يزيد ويشحن النفس بضغط متراكم لا يعالج الوضع بل يديده أزمة.
5- يرتفع الضغط النفسي لهذا الفقد للزوج عندما يكون معه ضغط مقابل بين التضرر النفسي من الأب وضغط الخوف من عقوقه عند معاتبته أو مضادته في عكس رغبته السيئة بالعضل وهنا الاحتراق فكما يقول المثل (ويلي منك وويلي عليك) فإن سكت فعن حاجة فطرية وإن طالبت فمضادة من أمرني الله برضاه.
6- هنا مرتع خصب لإبليس الرجيم عليه لعنة الله في تضخيم تأثير الأب حتى يخرج المرأة الراغبة في الزواج عن حدود الله مع والدها فتعامله بدرجة أقل من قيمته عند الله لها فيظهر منها العقوق سرا وعلانية وكونه علانة ذنب مضاعف لأنه مجاهرة بذنب.
7- الصبر والاحتساب والتوكل على الله في هذه البلوى وترك مضادة الأب رغم ما يفعل والإتيان له بالحسنى هو أدب مع الله وطاعة له وليس إنكسارا لهذا الأب العاضل فمن تنظر للخضوع من هذا الباب ستشعر بعظمة الله وحقارة خلقه فله الأمر عز وجل من قبل ومن بعد
ومن تعظم والدها بهذا وكأنه المتحكم الفاعل فيصدر منها سلوك مضاد للأب فتكون قد أذنبت بذنب أعظم من ذنب والدها حيث إنها أصبحت عاقة لوالدها وهو عاضل لابنته والعقوق أكبر.
8- لا يبيح ذنب الوالد بعضل ابنته للابنة الرد بالعقوق فالعظل لا شك ظلم من الأب ولكن لا يجوز للابنة رد الظلم بظلم بل ترده بطاعة لله بما لا يظهر منها أي عقوق.
9- هي والأب بشر قلوبهم معلقة بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كيف يشاء وهو عز وجل يستجيب للدعاء والدعاء متيسر ولله الحمد.
10- لأنك لا تعلمين أين الخير لك وما هو الخير لأن الخير هو فيما يدخره الله لك عنده وكل ما في الدنيا سيذهب فقد يرفع الله درجتك بالجنة لاحتسابك وصبرك وقد تزيد ذنوبك بزوج يدفعك للإثم معه بسبب مشاكله.
11- قاعدة عامة أنظري لكل ما يأتي من الله أنه خير كله ولكن لا تعلمين كيف ذلك.
النصيحة
ابنتي يا من تنتظرين الزواج والذرية
تتراكم الملفات السلبية من مشاعر القهر والقلق والتوتر والحرمان والانتقاص وغيرها بشكل يومي تحبطك عن النظر لأهدافك في الحياة وتحجب رؤيتك عن قدراتك فأجعلي هذا النقص في هذا الجانب دافعا لك للنجاح في جانب آخر وأنطلقي للحياة بالطريقة التالية
إجعلي هذا الموضوع كجرح في داخلة جسدك وعقميه بالرضا ولفيه بالصبر والاحتساب والدعاء والتقرب لله ليرضى عنك ونقي الجرح من العقوق وغيبة الوالد وغيره ثم أخرجي للدنيا وحددي هدفا كريما وسخري قدراتك ووقتك وجهدك لهذا الهدف وسترين أن الله عز وجل سيكرمك كما أكرمتيه.
أسأل العلي القدير الخبير الحكيم اللطيف الرؤوف الرحيم أن يمن على كل راغبة بالزواج والذرية بذلك وخير من ذلك وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.