السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على أقداره التي كتبها لنا
لربما نرى في بعض مانبتلى به هماً كبيراً وحسرة عظيمة لكن لله في كل شيء حكمة خفية لايعلمها إلا هو
بعد مروري بتجربة الطلاق شعرت بأسى عظيم وحزن كبير ولازمني شعور الخوف والقلق والتوتر في كل دقيقة
حتى هذه اللحظة التي أكتب لكم فيها هذه الأسطر مازلت أعجز عن الشعور بالآمان والطمأنينة إلا حين أكون
بحضرة الله
ويزداد السؤال الأكثر إلحاح بداخلي تردداً على لساني
لماذا فعل هذا معي ؟!
أنا أم أولاده وشريكة حياته والمرأة التي تحملت سنوات طويلة الكثير من هفواته وعبثه
لكن أعود لأقف وأتسأل وماذا يعني لو انفصلنا . .؟!
مالذي تغير بحياتك ياسيدة ..؟!
ألم تكوني دائماً وحيدة بدونه . .؟!
ألم تكوني دائماً قوية وقادرة بعون الله على مواجهة كل مامر بكِ وبابنائك من صعاب..؟!
أين كان هذا الرجل المسمى زوج في الوقت الذي تحملين فيه أطفالك للمستشفى وكأن لا أب لهم ؟!
أين كان هذا الرجل في الوقت الذي تحتضنين وحشتك وغربة ليلك وتطلبين العون من أخوانك ليكونوا
أباء لأبنائك يحضرون مجالس الأباء ويمسحون على رؤس الأطفال ويلعبون معهم
أين كان هذا الرجل في الأوقات التي كنت تبكين فيها لشعورك أنه يخونك
أين كان وأنت تركضين لإسعاده وإعداد طعامه وجعله سعيداً دون ان تستعينين حتى بخادمة تخفف
عنكش أعباء حياتك
أين كان وأنت تدفعين لكل شيء كأرملة لازوج لها ينفق عليها
أين كان وأنت التي دائماً تقدم الهدايا له وتسرف في تدليلة وطاعته ولم تري يوماً منه شيئاً إلا الكثير
والكثير من الأكاذيب والوعود بحياة مستقرة طيبة
حين اسمع النساء يتحدثن عن ذآك الصنف من الأزواج الذين يناقشونهن في مستقبل ابنائهن
وحياتهم المشتركة ويضع معها الخطط لبناء منزلهم ولمستقبل أطفالهم وزوجته وابنائه يحضون
برعايته
أتسأل في داخلي هل أنا فعلاً متزوجة ؟؟!
هل أنا فعلاً كنت أعيش مع رجل حقيقي ؟!
أين هو هذا الرجل ..؟
الذي ملىء حياتي بهموم ومسؤوليات كبيرة جداً وأنا لم أتجاوز السادسة عشرة من عمري
أين هو هذا الرجل الذي جعلني أشعر أني نصف انثى فقط .؟!
أين هو هذا الرجل الذي صنع مني آلة لاتكل ولاتمل من الخدمة ؟!
أين هو هذا الرجل الذي جعلني قانعة لدرجة الاستخفاف بحقوقي كزوجة ؟!
كنت أساير الحياة لتمضي بي وحتى لا يتأثر أولادي بأي شيء ويعيشوا في بيت مستقر لاخلافات به
كنت أتنازل عن أبسط حقوقي فقط لتسير تلك المركب المهترئة بنا
لكن المراكب الهشة لاتصمد طويلاً
والقلوب الصابر يأتي لها وقت وتنفجر بصبرها
كنت مصره أن أصمد معه حتى النهاية
لكنه لم يتركني حتى غرس في داخلي ألماً عميقاً عجزت جوارحي أن تتحمله
حين شعرت أن خطره اصبح يهدد أطفالي آثرت الانسحاب واختيار طريق الانفصال
والهروب بابنائي من أب لم يكن إلا خيالاً عابراً في حياتهم
الهروب بهم لحياة خالية من المشاكل والخوف والترقب الدائم
__________________
" اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا , ودبرني فإني لا أحسن التدبير "
*
شوك أحبكِ في الله
فكوني قوية وابتسمي لتبتسم الدنيا