عودة الغرباء ..
عنوان لديوان شعر كان أول ما تفتح عليه ذهني منذ أكثر من خمس عشرة سنة لما كنت في المرحلة المتوسطة
ويمكنني أن أقول أنه يكاد يكون أول شعر قرأته.. عدى ما تتضمنه كتب المدرسة..
وجدته في المنزل.. اشتراه الوالد قديماً.. أتلفته من كثرة التصفح مع عدم العناية لعدم إدراك قيمة الكتاب آنذاك.. وليس له الآن أثر.. وآخر عهدي به نهاية المرحلة المتوسطة أو بداية الثانوي..
مؤلفة اسمه.. هارون هاشم رشيد .. على ما أذكر وهو شاعر وسياسي فلسطيني فذ .. أكثر قصائد الديوان ألفت في خمسينيات القرن الميلادي الماضي.. يذكر التاريخ نهاية كل قصيدة..وهذا ما جعل أكثر قصائدة عن النازحين وآلامهم.. والحنين والشوق للأوطان..
ولا يزال عدد لا بأس به من أبياته منقوش في ذهني .. تثير فيني الحنين والأشواق..
لا أدري لماذا أردت أن أشارككم بعضها.. ولكني اردت...
سأكتب بعضا من أبيات قصيدتين أو ثلاث وقد يكون فيها شيء من الخطأ أو تغيير لبعض الكلمات.. ربما.. وذلك لبعد عهدي بها واعتمادي على ذاكرتي فقط...
أول قصيدة سأكتب منها شذرات عنوانها (سناء) ... وهي طويلة أتذكر قليلاً منها..
ســـــناء
وقفت والدتها على الشاطئ تلوح لابنتها بمنديلها والسفينة تغادر بها ضمن مجموعة من النازحين...
ولوح منديلها من بعيد يقول الوداع
وأطبق صمت رهيب عنيد ودب صداع
وسارت بها مركب النازحين ومال الشراع
وأغمضت الشمس أجفانها وناح الشعاع
******
وأرخى على الشط ذاك المساء
ذهول عنيف كثير الشقاء
وولول موج حزين البكاء
يقول متى سيكون اللقاء
******
إلى أين ألف سؤال كئيب
وألف التفات حزين غريب
إلى أين في وقدات اللهيب
إلى أين تمضين وقت المغيب
*******
وداعاً تقولين واحسرتاه
وعيناك ترقب ركب الحفاة
وقد ظل رغم دروب الفلاة
يردد آهاً ويرجع آه
******
وأمك واقفة والدموع
على الوجنتين أضائت شموع
وناراً تأجج خلف الضلوع
تذكرها بحنين الربوع
*****
ســـناء أنا هاهنا في الطريق
تسمرت أرنو لأمسي الغريق
حزيناً طواةً رماد الحريق
فلم يبق منه لفجري بريق