
الأنترنت هل يمكن تصنع مثقفين !
الأنترنت هل يمكن أن تصنع مثقفين
أذكر لما كان والدي يتصفّح الكتاب ليبحث عن المعلومة
أذكر لما يطلب مني أن أبحث له عن أمر ما في الكتاب الفلاني
ظلّ الكتاب والمجلّد والكتيّب والموسوعة
مصدرا
نبحث فيهم عن المعلومة الشرعية
عن المعلومة العلمية
عن المعلومة الجغرافية والتاريخية
عن المعلومة الأدبية
وعن المعلومة باختصار
وآه لتلك الفرحة لما نجد ما نحتاجه
وإلا قد نظطرّ للذهاب إلى المكتبة
أو لسؤال من نعرفهم إذا عنده مصدرا يلبّي الطلب..
(( الحديث يطول حول تطوّر طرق اقتناء المعلومة عبر الزّمن
بين الحفظ والتناقل والتدوين ...إلخ ))
إلى أن وصلنا
إلى المعلومة بضغطة زر
بضغطة زرّ تجدها
وبضغطة زرّ تتبادلها
تيسّر الوصول إلى مصادرها
وتيسّر إيجادها
قدّمت الأنترنت خدمة عظيمة للبشرية
لكن هل أصبح الجيل الحالي أكثر ثقافة من الأجيال السّابقة؟
هناك عدّة اعتبارات
منها أن سهولة اقتناء المعلومة أصبح مثل الوجبات السريعة,
تغذّي في الحين ولها أضرارها على المدى الطويل.
المعلومة صارت جاهزة ولم يعد الإنسان بحاجة لحفظها في ذاكرته هو
لم يعد يحتاج لتشغيل قوّاه الفكرية فضعفت قدرته على جمع الكثير من المعلومات,
وبالتالي كسْب ثقافة وفكر يصنّفه من بين المثقفين,
كما أن البحث في الكتب كان يفتح لصاحبه ميدانا يثري به فكره وثقافته دون أن يشعر,
بينما الآن أصبحت المعلومة تستخرج مُنتقاة, حتى تعوّدنا على الإختصار وصرنا نفضّل النتائج الموجزة.
أضف إلى ذلك تدهور اللّغة وركاكة الأسلوب وكثرة الأخطاء في كثير مما نطالعه على النّت.
الأنترنت تقدّم الأجوبة, تعلّم اللّغات, تعطي الشروح,
توفّر ذخيرة من الكتب والموسوعات والمعلومات وما إلى ذلك...
بحر العلوم متوفّر في الأنترنت...
لكن هل تصنع مفكّرا ومثقّفا ؟
.gif)
__________________
إن كنت في مجالس الناس فاحفظ لسانك,
وإن كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك.
ممتنّة لله وحده