السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في كثير من الأحيان وفي يوم عادي جداً قد يحدث اي نقاش بين الزوجين ثم فجأة يتطور ويتحول هذا النقاش دون شعور أياً من الطرفين ليصبح شجاراً ومعركة ضارية ويتعجب الطرفان فيما بعد (ان شاء الله بعد السلام والمحبة ) كيف بدأت المعركة من الأساس ولماذا!!!؟؟؟


ومن المتوقع ان يكون الجواب من الطرفين هو انهم لا يعلموا غير أن الأمور فجأة تفاقمت ووجهات النظر أختلفت ووقع الشجار. وأنا أعلم انه مهما كانت المشاجرات الزوجية وما تسببه من مشاكل وضيق وقتي في النفس قد يطول او يقصر فإن الزوجين يربطهما قدر من الحب ويريدوا إبقاء هذه الحياة الزوجية في درب الأمان.


المشكلة الكبري في كثير من الأحيان يقوم الزوج أو الزوجة بتدخيل طرف ثالث بينهم ومع أن الأمر لا يتطلب ذلك فهي ليست مشكلة عويصة لمجرد الإختلاف على أمور بسيطة عالأقل من وجهة نظر حيادية ولكن التدخل عادة من طرف آخر عادة لا يؤدي إلى الصلح بقدر ما يزيد الخلاف بين الزوجين وذلك لتمسك كل طرف برأيه وحتى لا ينجرح وينتقص ذلك من شعوره أمام إنسان غريب - ويأخذ كل طرف الدفاع والهجوم كأنهم في حرب شعواء - مع أنهم قادرين على حل هذه المشاكل فيما بينهم وفي فترة قصيرة بالمناقشة الهادئة والصبر والتحمل ومعرفة انهم زوجين وإحترام كل طرف للطرف الآخر.


- طبعاً ستقولون أحبائي ولكن في كثير من الأحيان يفقد أحد الزوجين أعصابه ويرد بعنف ويهجم بقوة ويعلى صوته ويزعق وغيره من الأشياء التى تدل على إنفعال جم. ولذلك أسطر إليكم بعض المبادئ والنصائح التي ستساعد الجميع في المحافظة على الوئام والحب وعدم وصول المشاكل والخلافات إلى درب مسدود وأيضاً للجعل الحياة الزوجية من أفضل ما تكون.





المبدأ الأول: عدم الرد بعنف مهما كان الأمر والهدوء في المناقشة حتى لا يفقد أحد أعصابه وتكون الطامه الكبري لأن من المعروف ان من لا يكظم غيظه ويسمك أعصابه فيعتبر خلاص أن الشيطان قد سيطر عليه.





المبدأ الثاني: الإهتمام من الزوجين بوجهة نظر الطرف الآخر والإنتظار حتى سماع رأيه حتى النهاية.





المبدأ الثالث: تقدير المشاعر وأن هذه زوجته او هذا زوجك وليس إنسان من الطريق لا تعرفيه لكي تعامليه او تعاملها بهذا الشكل وبقد أمرنا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بإحترام الآخرين.





المبدأ الرابع: إياك أن تتخذ او تتخذي موقفاً سلبياً في حياتك من شريكك الآخر ولابد لك ان تعرف او تعرفي ما يكرهه الطرف الآخر وتطبق وتحاول ان توفق بين رغباتك ورغبات الطرف الآخر.





المبدأ الخامس: عدم القيام بالزن والقيام بدور ناظر المدرسة وتصحيح كل الأخطاء بل الأولى ان يعبر عن ذلك بصورة غير مباشرة وبدون إدخال طرف ثالث في ذلك (بمعني لا تقولي هذا المطرب شيك) فذلك يثير غيره الطرف الآخر ويجعل المشكلة تزيد أكثر.





المبدأ السادس: عدم إدعاء أحد الطرفين بأنه أذكي من الطرف الآخر وأنه فيلسوف عصره وأوانه حتى لا يتفاقم الوضع.





المبدأ السابع: المشاركة في إلتزامات الطرف الآخر فيمكن للرجل على سبيل المثال ان يقوم بغسل الأطباق في يوم الجمعة او المساعدة في التنظيف ولو ليوم واحد في الأسبوع فذلك يقارب بينهم ويحسس الزوجة بأنها لها مكانه عالية جداً في قلبه وأنه لا يتواني عن مساعدتها كلما أمكن - لا أن يقوم بدور سي السيد .





المبدأ الثامن: تذكري أيتها الزوجة أنكي مسئولة عن إسعاد زوجك وأولادك وتذكري أن رضا الله من رضا الزوج فقد قال الرسول صلوات الله وصلامه عليه "أيما إمرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة".





المبدأ التاسع: لا تحمِلي زوجك ما يفوق طاقته . فلا تحشري رغباتك ولا تكدسي طلباتك مرة واحدة ، حتى لا يرهق زوجك فيهرب منك . وإذا أصررت على مطالبك الكثيرة ، فقد يرفضها جميعا ويرفضك أنت رفضا تاما ، غير آسف ولا نادم . وتذكري ما قاله عمر بن عبد العزيز لابنه : " إنني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملةً ، فيرفضونه جملةً " .





المبدأ العاشر: حافظي على جمالك وأناقتك ، ونضرة صحتك ، ورشاقة حركاتك ، وحلاوة حديثك ، ولا تتحدثي بصوت أجش ، ولا ترددي ألفاظا ينفر منها زوجك ، وإذا تخليت عن هذه السمات النسوية المطلوبة ، أو أهملت شيئا منها ، هبطت صورتك في نظر زوجك ، وابتعدت أنت عن الصورة النسوية الرائعة التي ينشدها كل رجل في امرأته .





المبدأ الحادي عشر: حافظي على تدينك . التزمي بالحجاب الإسلامي ، ولا تتساهلي في أن يرى أحدٌ شيئا من جسدك ولو للمحة عابرة ، فإن زوجك يغار عليك ويحرص على ألا يراك إلا من تحل له رؤيتك .





المبدأ الثاني عشر: لا تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك ، فتظهر كل أعمال الطهي والتنظيف والترتيب عندما يأتي الزوج إلى بيته متعبا مرهقا . فلا يراك إلا في المطبخ ، أو في ثياب التنظيف والعمل !! قومي بهذه الأعمال في غيابه .





المبدأ الثالث عشر: لا تتحسري على العاطفة الملتهبة ، ومشاعر الحب الفياضة وأحلام اليقظة التي كنت تعيشين فيها قبل الزواج ، فهي تهدأ بعد الزواج وتتحول إلى عاطفة هادئة متزنة - فلا تقولي له أنت تغيرت ولم تعد تحبني مثل قبل فذلك يجرح شعور الرجل ويؤذيه جداً.

المبدأ الرابع عشر: أشعري زوجك دائما بمشاركتك له في مشاعره وأفراحه ، وهمومه وأحاسيسه . أشعريه أنه يحيا في جنة هادئة وادعة ، حتى يتفرغ للعمل والإبداع والإنتاج مما يجعل حياته حافلة مثمرة .





المبدأ الخامس عشر: جربي الكلام الحلو المفيد ، والابتسامة المشرقة المضيئة ، والفكاهة المنعشة ، والبشاشة الممتعة ، وابتعدي عن الحزن والغم ، والهذر واللغو ، والعبوس والتجهم ، والكآبة والاكتئاب .





المبدأ السادس عشر: لا تضيعي وقتك في ثرثرات هاتفية مع صاحباتك ، أو في قراءة مجلات تافهة تتحدث عن أخبار الممثلين والممثلات ، والمغنين والمغنيات ، وفي قراءة قصص الحب والعلاقات الغرامية والأوهام . فما أكثر تلك المجلات في أيامنا ، وما أكثر النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في قراءة تلك المجلات التافهة الهابطة - وللرجال نفس النصيب من الكلام لا تضيع وقتك في الشات وفي محادثات ليس لها داعي ولا تحاول مقارنه زوجتك بالمميلات اللواتي يتواجدن بالتلفاز أو غيره.





المبدأ السابع عشر: شجع زوجتك على النشاط الرياضي والبدني خارج البيت - إمشوا معاً وإستمتعوا بالهواء الطلق وتحدثوا بمرح وتذكروا الأيام الخوالى إذا كنتم كبار في السن مثلاً.





المبدأ الثامن عشر: تخيري الأوقات المناسبة لعرض مشاكل الأسرة ومناقشة حلها ، إذ يصعب حل المشاكل قبل خروج زوجك للعمل في الصباح بسبب قلة الوقت ، ولا تناقشي أي مشكلة عند عودته من عمله في المساء مرهقا متعبا . ولعل المساء هو أفضل فترة لمناقشة المشاكل ومحاولة حلها ، ولا تناقشي مشاكل الأبناء في حضورهم ، حتى لا يشعروا أنهم أعباء ثقيلة عليك وعلى زوجك ، وأنهم سبب الخلاف بين الوالدين .





المبدأ التاسع عشر: لا تنتقدي سلوك زوجك أمام أطفاله ، ولا تستعملي ألفاظا غير لائقة يرددها الأبناء من بعدها مثل " جاء البعبع " أو " وصل الهم " … أو غيرها من الكلمات الجارحة والتي تقلل من شأن الأب أمام الأطفال وأنصحك أختي في الله ان تراعي الله في زوجك وألا تقولي عليه شيئاً يحزنه او يغضبه سواء أمامه أو من خلف ظهره.





المبدأ العشرون: حذار حذار من الإفراط في الغيرة و العتاب ، وتجنبي/تجنبي التصرفات التي تؤجج غيرة زوجك/زوجتك ، وتبلبل أفكاره/افكارها . أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال : " إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق ، وإياك وكثرة العتب فإنه يورد البغضاء ".





المبدأ الحادي والعشرون: تواصل مع والداي زوجتك أخي الكريم وشجعها على ان تصل رحمها وأنتي أيضاً أختي الكريمة ساعديه على ذلك وذكريه بتقصيره في واجبه تجاه والديه او في صلة الرحم.





المبدأ الثاني والعشرون: لا تمتنعي على زوجك في المعاشرة الزوجية . قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فلم تأته ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ".





المبدأ الثالث والعشرون: حافظي على أموال زوجك ، ولا تنفقي شيئا من ماله إلا بإذنه ، وبعد أن تتأكدي من رضاه. وفي نفس الوقت عليك أيها الزوج ألا تكون بخيلا ابداً فالبخل من أشنع الصفات الموجودة في الإنسان وليس معنى ذلك التبذير "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" ولكن عليك ان تكون وسطاً وان تعدل في كل شئ.





المبدأ الرابع والعشرون: الثقة بين الزوجين : وإذا فقد الزوج الثقة في زوجته، أحال حياتها إلى عذاب وحياته أيضاً.. إنه يراقبها في كل وقت، ويفتش في أحوالها وخصوصياتها، وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها منه، فلعله يجد ما يدعم به شكه وما يبرر تصرفاته معها، وبذلك تنهار الأسرة، والسبب هو فقدان الثقة بين الزوجين. والكذب والمداراة وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة، فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها، وعدم تصديقها وإن كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك... ولو التزم الزوج، والتزمت الزوجة بالصدق والمصارحة تنفيذاً لأمر الله (يأيها الذين آمنوا اتقوا لله وكونوا مع الصادقين ) (التوبة:119) .





المبدأ الخامس والعشرون والأخير: "أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".





وأتمني من الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال وأن يكون الموضوع نال إعجباكم وأن يكون خطوة حقيقة في طريق حل المشكلات الزوجية والوقوف جانباً إلى جنب أمام مصاعب الحياة.





كلمات من قلب وعقل إنسان محب لوجه الله بالإستعانه ببعض الأفكار من بعض الكتب والمراجع الدينية.

لكم منى جزيل الشكر والتحية والسلام على من آمن وسلم نفسه لله وحق إسلامه وعمله.



Lonely Man