بسمِ الله ْ.. وبحمدِه ْ..
اخوتي الأحبّه ْ..
تحيّه عطِره ْ من القلب ِ أبثّها لقلوبكم ْ..
وتقدير ٌ خاص من الفِكر .. يعانق ُ عقولكم ْ.. أمّا بعد ْ ...
في الحقيقه ْ .. عندما ْ هممت ُ بكتابة ِ موضوعي ْ هذا ْ للمشاركه ْ.. في (( المسابقه ْ ))
حيّرني الشرط الخامس ْ.. من الشّروط اللتي خطّها الأخ ْ الفاضل ْ "" تُــركـــي ْ ""
واللذي ْ نصّه : تستبعد المواضيع القصيره ْ والطويله ْ المُملّه ْ ...
وسبب ُ حيرتي ْ.. أنّنا نكتُب هُنا عن العلآقه الزوجيّه .. منذُ إبتداءِ الحبّ والإنجذاب ْ .. والتعارف ْ..بينَ الرّجل والمرأه ْ .. إلى ان يتوّج الأمر بالزواج ْ. والرباط القُدسيّ ... بينَ روحيهما وجسديهما ... وصولآ إمّا لإنجاب الأطفال والإستقرار الحياتيّ .. والنفسي ْ ...
أو وصولآ إلى الطّلاق والإنفصال ْ. .. والتّنافر بينَهما ْ..
وخشيت ُ أن أكتبَ بِضع َ كلمات ٍ .. لآ تلِمّ بعظمة ْ وحجم ِ اللذي نتحدّث عنه ْ... أو أن استرسل َ في الكتابه .ْ. إلى أن ادخل في محظور هذه ِ العباره ْ ( طويله ْ مُملّه ْ )

.
لذا فلتسمحوا ْ لي جميعا ً.. بان اكتبَ موضوعي .ْ. على شكلِ ومضات ٍ .. أحاولُ من خلآلها ْ.. الإحاطه .ْ. بكلّ ابعاد ْ العلآقه الزوجيّه .ْ. . وبكلّ فصولها ْ..
- ((( الرّبيـــع ْ ))) أجملِ فصولَ هذهِ العلآقه ْ.. وأزكاها .. وأشدّها جمالا ً.. كيف َ لآ ...؟ وفيهِ يبدأ التعارف ُ الجّميل .ْ. والحبّ النقيّ .. العذب ْ.. بينَ روحين ْ.. ثمّ يتحوّل .. ذاكَ التعارف ْ لإنجذاب .. وإعجاب ْ.. ومن ثمّ لقرارِ إرتباط ْ... وتتويج ْ .. لهذه ِ المشاعر .ْ. المُتبادله ْ..
وعلى كُلّ من وقفَ على عتبةِ هذا الفصل ِ المميّز .. في حياةِ الإنسان ْ.. أن يضع ْ في حُسبانه ْ.. أن الحياه ْ الزوجيّه .. ليست ْ ميدان َ تجارب ْ.. ولآ حقلَ تذوّق ْ.. لذا ْ فليُحسن الإختيار ْ.. وليختر زوجته ْ.. لتكونَ لهُ السّكن ْ.. والمودّه ْ.. والعشيره ْ.. المُحِبّه ْ.. والأمّ المثاليّه لأبناءه ْ.. لآ يختار َ الجّمال ْ .. والنظره ْ السّاحره ْ.. والقدّ الممشوق ْ .. على حساب ِ كلّ الصّفات .. والنّقاط .. اللتي تضفي لهذا الرّابط " الزواج " وللعلآقه بينه ُ وبين زوجته ْ.. البقاء .. والإستمراريّه .. لآخرِ العُمر ْ..
- ((( الصّـيــف ْ ))) وهوَ سِمةُ بداية ُ الزّواج ْ.. وشهر َ العسل ْ ْ.. والسّنه ْ الأولى من الزواج ْ.. وفيه ِ تستعِر المشاعر ْ.. وتلتهب ْ الأحاسيس .. المُتبادله ْ.. بينَ الزوجين ْ.. وفي هذه ِ المرحله ْ.. يكون ُ الحبّ طاغِيا ً.. على كلّ الأوقات ْ.. واللّحظات ْ.. ْ.. بحيث ْ.. لآ تظهر ْ العيوب ْ.. وإن ظهرت ْ.. كانَ الحبّ سيّد الاجواء ْ.. وسحابةً تحجب عيوبّ ايّ منهما ْ.. عن سعادة ِ وتمتّع كلّ منهما . بظلّ الآخر .ْ.
تبقى الأيام ْ الأولى .. او السّنه الأولى من الزواج ْ .. مُثيره ْ جِدّا ً.. وممتعه ْ.. حيث ُ يتمّ تجنّب المشاعر السلبيّه .. من قبل الزوجين ْ.. وذلك بسبب إقبال روح كلّ مِنهُما ْ على الآخر .ْ.
وبسبب ْ أجواء الإستكشاف ْ المُمتِعه ْ... والنظره التفائليّه .. نحو َ مُستقبل ْ علآقتهما ْ معا ً.. كـَ روحين ْ وجسدين ْ.. تمازجا ْ معا ً.. وتآلفا ْ .. وأقبلآ لحياةِ جديده ْ..
يملؤُها الإشراق ْ.. ويجمّلها الدفىء ْ ...
- ((( الشّـتــــاء ْ ))) هُنا فصل ُ البُروووود ْ.. وفتووور ُ المشاعِر ْْ ... وإكتساء ُ الأحاسيس ْ بالثّلوج ْ ْ... ويبهت ُ الحبّ فيه ْ.. وتُـوأد ُ المودّةِ فيه .ْ.. عندَ البعض ْ .. !! عندما تطفح ُ المشاكل .ْ. وسوء ُ الفهم ْ.. والأنانيّه .. والغيره ْ... والتناقضات الفِكريّه ..على سطح ِ علآقتهما معا ً...
أو يعملُ احدهما ْ.. وفقَ مقولةً قالها ْ أحد ُ القدماء ْ ... "" يحبّ الرّجل حبيبته ْ.. فيُعطيها ْ.. أكثرَ ممِا تستحق ْ.. ويتزوّجها .. فيعطيها أقلّ مِما تستحِق ْ.. !! ""
عندها ْ.. سيكونُ مثل ُ هذين ِ الزوجين ْ.. على مشارف ِ فصل ِ جديد ْ... سنأتي على ذكرِه ِ لآحقا ً...
بينما هُوَ موسِمُ الأمطار .ْ. والخير ْ.. عندَ البعض ْ الآخر .. . حينما يُثمر ُ الحبّ .. ويزهر ُ ذاكَ التقارب ُ والتمازُج الرّوحيّ الجسديّ .. عن .. طفل ... يضيفُ لمسةً جماليّه .. طاغيه ْ.. على حياتهما ْ.. معا ً.. ويعزز ُ التقارب ْ.. ويزيد ُ الحميميّةَ .. ومشاعر َ الرّضا بينَ روحيهِما ْ..
((( الخَريف ْ ))) ومثل ُ هذا الفصل ْ.. عندما ذكرته ُ هُنا ْ.. لم أذكره ْ.. لأجل ْ أنّه ُ كـ قاعده ْ.. عامّه .. تُصيبُ كلّ متزوّج .. ومتزوّجه .ْ. لكنّه ُ واقع ْ نراه ْ.. ونعاني ْ.. منه ْ.. ويؤلمنا ْ.. بشدّه .ْ.. وخصوصا ً الطرف ْ الأكثر تألما ً فيه ْ.. " المرأه ْ "
واعني بهذا الفصل ْ.. المؤلم ْ.. "" الطّلآق ""
وتلكَ التسميه ْ.. " مُطلّقه ْ.. " اللتي اصبحت ْ تحمل ُ الرعب َ والألم َ والمُكابده ْ.. والشقاءَ بينَ حروفها ْ.. لكلّ إمرأه ْ.. إبتلآها ْ الله ْ.. بويلِ حملِه ْ ... في مُجتمعاتنا .ْ.
استعجِب ْ .. يا اخوتي .ْ. من أمر ْ.. !!
هُوَ انّه ُ بينَ كلّ حين ِ وآخر .ْ. ظهرت ْ.. لنا ْ.. إحصائيّه ْ.. تُقولُ لنا بأنّ نِسبةِ المُطلّقات ْ بيننا ْ
هِيَ عشره ْ بالمِئه ْ ... أو عِشرونِ .. أو ثلآثونَ بالمِئه ْ.. !!
هُم ْ أخطئوا ْ..
عندما اعتبروا أنّ المطلّقه ْ.. من تحمِل ورقة طلآق رسميّه ْ... أو تِلكَ اللتي تركها ْ زوجها ْ.. بصكّ من المحكمه ْ الشرعيّه ْ... هُم أخطئوا ْ عمدا ً.. أو عن غير ِ عمد ْ.. !!
عِندما لم يُدركوا أن المرأه ْ... قد ْ تكون ْمُطلّقه ْ. وهِيَ ما زالت ْ بعصمة ِ الرّجل ْ.. ! أخطئوا عِندما لِم يُدركوا أنّها زوجه ْ.. لكن ْ.. مُطلّقه منذ ُ زمن ْ.. !
هم ْ أخطئوا ْ ..! عِندما لَم يُدركوا أن ّ ثلآثةَ ارباع ِ نِسائنا ْ ..
مُطلّقات ْ روحيّا ً ...
مُطلّقات ْ جسديّا ً ...
الطّلآق يا اخوه ْ.. ( بِنظري ْ ) ليسَ لفظا ً.. أو صكّا ً من محكمه ْ.. أو كلمه ْ.. تعلّق برقبة ْ إمرأه ْ.. !
الطّلآق ْ .. إنفصال ُ روح ٍ عن روح ْ .. وإنفصال ُ جسد ٍ عن ْ جسد ْ ... !
بعـض ُ رجـالنـا المتزوّجيــن ْ.. مطلّقون َ منذ ُ زمن ْ !
ومُعظم ْ نسائنا ْ المتزوّجات ْ.. مطلّقات ٌ منذ ُ زمن ْ. !
ما عادَ شيء ٌ يربطهما ْ.. سِوى سقف ٌ واحد ْ .. وسرير ٍ خاو ٍ هُوَ ايضا ً .. !
منذ ُ زمن ْ. !!!!!!
رُبّما سردت ُ الكثير ْ.. عن هذا الأمر ْ.. لكنّه ُ ليسَ بحجم ِ المعاناه والآلآم ْ..
وكلّنا شاهد ْ.. في موقعنا هذا .. الكثير .. من المشاركات ْ.. اللتي تحكي ْ عن معاناة ِ المطلّقه .. وعن هذا البغيض ْ اللذي ْ.. ينهك ُ مجتمعنا ْ.. " الطّلآق "
بقيت ْ كلمه ْ أخيره ْ اقولها بأمانه ْ.. لكلّ أخت ْ مطلّقه ْ ...
ودعيني أبدأها بسؤال ْ !!
تُرى ! ما اللذي ْ يجب ْ علينا ْ القيام ْ به ْ حينما ْ نقف ْ وحيدين ْ في مهبّ الجرح ْ والألم ْ
والقلق ْ ... ونحمل ُ معنا ْ ذكريات ٍ حزينه ْ .. وأمان ٍ كسيره ْ ..؟
هل نعذّب أنفسنا ْ ..أكثر ْ .. وأكثر ْ.. بالوحده ْ والعزله ْ.. وفقدان ِ الثّقه بالذات ْ.. ؟
أم نملىء ْ أنفسنا ْ بالحقد ِ والبُغض ْ والكراهيه ْ .. نحوَ الطرف ْ الآخر .. وغيره ْ.. ! ونكيل ُ إليه ِ التّهم ْ ونفضح ْ كلّ عيوبه ْ.. وأسراره ْ.. ؟ ونحاول أن نُظهر للجميع ْ
أنّ الطرف ْ الآخر ْ هُوَ المُسيء ْ .. وهُوَ المخطىء ْ .. ؟
وإستعذاب ْ دور الضحيّه .. حاله ْ نفسيّه معروفه ْ أرى انّ معظم ْ نسائنا المطلّقات . يتلذذنَ بمعايشتها ْ... ولآ انكر ُ هُنا حجمَ الألم ْ.. والصدمه ْ. اللتي تعايشها ْ.. لكن ْ للتهويل ُ
والتضخيم ْ مكان ٌ عندَ البعض ِ منهن ّ ...
و يجب ْ أن نعلم ْ .. وأن نعترف ْ .. انّ الطّلآق ْ.. لآ يعني ْ.. بالضّرورةِ .. أنّه ُ لآ بُدّ من
وُجود ْ .. طرف ْ مُخطىء ْ.. وطرف ْ آخر على حق ْ .. أو انّ هُناك ْ.. قاتِل ْ وضحيّه ْ !!
بينما ْ أخذ ُ الأمر .. من زاوية ْ .. أنّه ُ ايّ " الطلآق ْ " .. لآ يعدو ْ .. كونه ُ عدم ْ تفاهم ْ بين َ شخصين ْ .. وجدا ْ نفسيهما ْ.. مع بعضهما البعض ْ.. تحت َ سقف ٍ واحد ْ.. لكلّ منهما توجّه فكري ْ.. وذوقيّ .. وأخلآقيّ متناقض ْ..
وكانَ الخلآف بينهما ْ هُوَ السّائِد ْ.. وسوء ُ الفهمِ بينهما هُوَ الغالب ْ ...
إثنان يسيران ْ في خطّين متوازيين ْ لآ يلتقيان ِ ابدا ً...
والزواج ْ علآقة ْ مودّه ومحبّه ْ... تعني ْ انّ هناك ْ نقطه إلتقاء ْ .. بينهما ْ..
وقاسِم مُشترك من المشاعر ْ .. والإهتمامات ْ.. والواجبات ْ..
يُؤدّيانِها بروح ِ الصّداقه ْ.. والعِشره ْ.. والحبّ اللذي جمعهما ْ.. معا ً..
اخيرا ً .. عليكِ أن تنظري ْ.. لهذه ِ التجربه ْ.. الحياتيّه ْ.. نظره ْ .. إيجابيّه .. مُشرِقه ْ..
تحمل ُ بُعدَ نظر ْ.. وفيها تفهّم وجهات النظر الأخرى ْ... وأنّ الأمرَ ليسَ كُلّه ُ شر ْ..
وأن الزواج ْ.. لم يكن ْ.. سِوى رِحله ْ مؤلمه ْ.. من سوءِ الفهم ْ .. والتنافر .. والخلآفات ْ..
اللتي .. تعني انّ نهايتها ْ.. الطبيعيّه . هِيَ الطلآق ْ..
فربّما كان َ الطّلآق ْ.. رحمة ً لنا ْ...
وحياة ً جديده ْ.. تنتظرنا ْ.. تحمل ُ كلّ بشائر َ الخير والسعاده ْ.. وكَفى ْ .
جعلَ الله ُ ايّامكم ْ كلّها ربيعيّه ْ.. وباركَ بأنفاسِ حياتِكم ْ..
ودُمتم ْ سالمين ْ..
أخيكُم : وريث ُ التّراب ْ .