
كيف تعرفين مايؤذي طفلك .. دون أن تجبريه على الكلام ؟؟
الأطفال ... رياحين الدنيا ... وضحكة القلب .... ولمسة البراءة الناعمة .. في عالم متوتر .. مصطخب ...... يتحدثون .. يشاغبون ... بكل براءة ...
لكنهم أحيانا يصمتون ... ويطوون قلوبهم الصغيرة المرهفة على جراح أليمة ....وصمتهم هذا ... لغز قد لاتدركه الأمهات .........
حينما يمر الطفل بتجربة مرة ..أوخبرة قاسية ..فإن مخزونه اللغوي .. والفكري ... والعاطفي قد لايؤهله للتعبير ... لذا تظهر عليه سلوكيات تحير أهله .. وبرغم محاولاتهم للنقاش معه ..إلا أنه يلوذ بالصمت أكثر وأكثر ....
وإذا كنت عزيزتي الأم قد مررت بموقف كهذا مع أحد أطفالك ...فإليك هذه الطريقة الناجحة ..المجربة ...إنها طريقة ( مناجاة الضمير )... وتتخذ عدة أشكال ..وإليك هاتين القصتين الواقعيتين
***** (غنى ).. طفلة مثابرة .. تحب روضتها كثيرا ... وتحرص على تأدية الواجبات ..وتثرثر لأمها كثيرا عن معلمتها وصديقاتها ..فجأة ...أصبحت الطفلة لاتريد الذهاب إلى روضتها ....حاولت الأم مناقشتها ...ولكن ...لافائدة ..فالطفلة تلوذ بالصمت .. وتنحدر الدموع من عينيها كلما حاول والداها إقناعها بالذهاب ... وبدأت والدتها تعاملها بالرقية الشرعية .. فالبنت .. ( معيونة )... ولم يسفر جهدها عن نتيجة .. وبعد مشاورات مع أهل الرأي ....اتبعت الطريقة التالية ....فتحت كتابا للأطفال على صفحة بدت فيها صورة أرنبين صغيرين يتجهان نحو الكوخ .. والأرنب الثالث بعيدا عنهما تحت شجرة ..قالت الأم لغنى .. هذان الأرنبان يتجهان نحو المدرسة ..وهما فرحان ..ولكن هذا الأرنب الكسول ..لايريد الذهاب ..قالت غنى : كلا إنه ليس كسولا ..إنه يخاف من المعلمة ...سألت الأم : ولماذا يخاف منها ..ردت غنى : لأنها شريرة تصرخ في وجه الأرنبين لأنهما لايعرفان الكتابة ..وهذاالأرنب يخاف ..ولايستطيع إمساك القلم ...بينما لايخاف الأرنبان الآخران ......
تقول الأم ..قمت بزيارة مفاجئة للروضة ..وفعلا وجدت كلام ابنتي صحيحا ..فالمعلمة تصرخ في وجوه الأطفال ..وطالبت بنقل ابنتي إلى صف آخر .... مع معلمة هادئة .. وعاد لابنتي حماسها القديم وارتاحت كثيرا .في صفها الجديد .......
********أمل ..طفلة في الصف الأول الابتدائي ..درست الأسبوع التمهيدي ....بفرح .... وكانت تنشد .. وتتكلم .. بجرأة ... وفجأة صمتت .. عفوا بل انخرست .. لم تعد تتكلم مطلقا .. لافي البيت ولا المدرسة ...طبعا ... بدأ الأهل بالرقية ..لأن البنت معيونة ... لكن.. بلا نتيجة .. أخيرا عرضها أهلها على أخصائية نفسية بارعة ..سألت عن تاريخ الحالة .. فأجابوا بأنها من بداية الدراسة ... طلبت من الأم أسماء المعلمات ...ثم أعطت الطفلة كراسة وألوانا وطلبت من الطفلة أن ترسم كل معلمة .. أرسمي المعلمة فلانة .. فترسم دائرة صغيرة .. والمعلمة فلانة ..دائرة صغيرة أيضا ... حتى جاء دور رائدة الصف .. فرسمتها الطفلة بشكل دائرة كبير ة .. متعرجة .. مما يعني أنها توحي للطفلة بالقوة .. والضخامة .. اتصلت الاخصائية بالمعلمة ... وطلبت منها أن تتذكر إن كان حدث بينها وبين الطفلة أي موقف .. يسبب .. مثل هذه المشاعر .... وبعد تفكير ..تذكرت المعلمة أن الطفلة .. في الأسبوع التمهيدي كانت تنشد بصوت عال ..فقالت لها المعلمة ..:اصمتي ..وإلا قطعت لسانك ..ومن يومها داهم الخوف الطفلة .. حتى أجبرها على الصمت ....
طبعا هنا كانت المعلمة جزءا من العلاج بدأت تتودد للطفلة كثيرا ..وكلما تحسن شعور الطفلة نحو المعلمة ..رسمتها بشكل دائرة أصغر .. .. وظلت الدائرة تصغر وتصغر .. حتى صارت مساوية لبقية الدوائر ..وعندها استعادت الطفلة قدرتها على الكلام .....
سقت هاتين القصتين ..لأوضح لك أيتها الأم وأيها الأب ..أنه من الممكن معرفة مايزعج الطفل الصموت من خلال استخدام الدمى ..والرسوم .. والصور ..ووضع بداية القصة ..ليكملها الطفل من خياله الذي يغرفه من بحر واقعه....
أرجو أن أكون قد وفقت في طرح مايفيدكم ..وشكرا لكم
نقطة ضوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
فيارب من أجل الطفولة وحدها أدم بركات السلم شرقا ومغربــــــا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها إذا غردت في مقحل الروض أعشبا
(بدوي الجبل )