السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
لقد سمعت أذناي صرخات مدوية....
وانين ألمك لما ألم بك أقض مضجع أخيك..
فاتركي من أجله كل شيء في يديك...
وارمقي كلماته التي كتبها إليك بعينيك...
واستنصتي له قلبك فهو الآن يتحدث إليك...
أختي ....
أنا لا أرض أولاً بهذه التسمية لكي...( فاقدة أمل )...!!!!
اسمحي لأخيك أن يسميك...( حائزة أمل )...
ما هذا الذي كتبتيه أختااااه....!!!!
كأن روحك المؤمنة معلولة...وعقيدتك في ربك فاسدة أومدخولة....!!!
وكأنك خبيثة النية.........وفاسدة الطوية...ليس لكي أي إيجابية...!!
قد البستي نفسك لباس الاحتقار....الذي لا يبليه الليل والنهار....!!!
يقال لك أنت وردة ... فتنظرين إلى الشوك....؟؟
ويقال لك همتك نار تحرق الأقران....فتنظرين إلى الدخان...؟؟
ويقال لك : جمالك جمال الطاووس في ريشه...فتنظرين إلى رِجله...؟؟
ويقال لك : أنت نهر عذب كنهر الفرات ...فتنظرين إلى ما يحمله من زبد وقاذورات...!!!
ويقال لك : أنت أروع عمارة مطرزة بالفسيفساء...فتنظرين إلى دورة المياه...؟؟
أن كلمات الشكر والثناء والإعجاب من الآخرين على عمل جيد انجزتيه...ليست مجاملة كاذبة....!!
بل إن ثناء المثني ...يستلزم منك زيادة العطاء....لا التقهقر إلى الوراء...
نعم ...إن الإقرار بالنقص فضيلة...
وازدراء النفس ...طريق للوقوف على عيوبها وتكميلها..
بل هو حبل تمسكين به حتى لا يهوي بك الغرور في أودية الهلاك ...
فلا تنسجي من هذا الحبل مشنقة تقتلين بها نفسك...!!!!
ثم هذا فيه دليل على تقواك وخوفك من مولاك وعلامة صدق ....
ولكني أقول لك : مهلاً مهلاً ......فلنفسك عليك حق...
أختااااه....
إن الجراح التي أصبتي بها في الماضي لا شك تركت أثراً بالغاً في حياتك ...
ولكن...يجب ألا تصبح جراحاً تثعب دماً إلى اليوم ......وإلى مماتك....؟؟
ثم إني أهمس في أذنك وأقول لك :
أنا لا أعتبر ما عندك هو عدم ثقتك في نفسك ...
بل أراه مخاوف وأوهام حفت بك ....حتى سببت لك الخوف من مستقبلك..
أي ثقة هذه المهزوزة التي تزعمين.......!!
وأنا أنظر إلى نجاح باهر ......وتقدم ظاهر....!!!
انظري إلى أول حياتك....سخرية تمر بك واستهزاء....
ثم تواصلي نجاحك وتقدمك العلمي حتى أصبحت معلمة أحياء ....!!!
دقة في التخصص ...تدل على التميز......
وآمل وأحلام تتحقق ....ربما لم يظفر بها غيرك بل فشل وعجز...
ما شاء الله لا قوة إلا بالله...
فحقيق بك أختي أن تفرحي بفضل الله عليك ...
وأن تشاهدي فضله ومنته دوماً بين عينيك...
فاسمعي عبارات المديح والثناء التي تقال لكي...
واسبحي في معانيها فهي خاصة بك وفي ملكك...
ثم تبرئي من حولك وقوتك واعلمي أن كل ذلك من فضل ربك...
وأن ما سمعته أذناك من ثناء ....هو عاجل بشرى المؤمن من الله..
أختااااه....
سبحان الله ...
همتك أطول من كل ما طال....
بل تجاوزت الجوزاء بمكان عال...
ثم تكتبين بيدك هذا الاستفسار والإشكال..؟؟
لقد نصبت لكي الرايات والأعلام بين الأنام....
وأنت تنظرين _ سامحك الله_ إلى ماضي الأيام ومواطن الأقدام..؟؟
إذ مثلك لا تفقد من نفسها الثقة...
بل تكون صاحبة تجربة في الحياة وحنكة...!!!
فقد عركتك الأيام بسهام الكلام..
فركبتي ظهرها في البروالبحر...
ووقفتي منها على الخير والشر...
لقد نفضت عن رأسك غبار التراب ....
ثم سموتي بهمتك إلى عالي السحاب.....
ثم إن كان جدار ثقتك في صغرك قد انهدم وانهد ....
فها قد بنيتي الآن من جديد جدار الثقة والرفعة والمجد...
أخيراً...
إياك أن تلتمسي لنفسك بعد اليوم في تحقيرها معاذير....
أو تستسلمي للعجز وتقولي : هكذا جرت المقادير...
فقد كرم الله نفسك ....وإن أهانها من لا يعرف قدرك...
فارفعي يديك إلى السماء...
وتوجهي لله بالتضرع والدعاء....
أن يكشف عنك الداء الذي نزل بك والبلاء ....
وأن يصرف عنك وساوس الشيطان في كل الأزمان...
وأن يحفظك من كل سوء ويجعلك من خير إماء الرحمن....
اعتذر فقد أطلت عليك...
وهذه نصيحتي أضعها بين يديك...
فإن لم ترغبي بها فمزقيها ولا عليك....
وإن نالت القبول عندك فادع الله لأخيك...
أخوك
متأمل