السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتراف خطيرالي زوجه مخلصه
إلي الاخوه والأخوات الاعزاء في هذا المنتدى الحبيب والمفيد باذن الله أهدي لكم أولى مشاركاتي :
حصل نقاش بين احد الإخوه وزميل له من الذين ينظرون الي المرأه نظره
دونيه لا يقرها الشرع الحكيم ولا الاعراف وطلب مني ان اتناول هذا
الموضوع علي صيغة رساله اخباريه عن محبته لزوجته وقد رغب ببث محبته
ورد الجـميل لها من خلال اعترافه لها بمثاليتها وقد انكر عليه صديقه
كما اخبرني هو بذاته فكانت هذا الرساله :
قال لي صديق ، معروف بجمود الفكر ، وعبادة العادة ، والذعر من كل خروج
عليها أو تجديد فيها . قال:
أتكتب عن زوجك في الرسالة تقول إنها من أعقل النساء وأفضلهن ؟ هل
سمعت أن أحداً كتب عن زوجه ؟ إن العرب كانوا يتحاشون التصريح بذكرها ،
فيكنون عنها بالشاة أو النعجة استحياء وتعففا ، حتى لقد منع الحياء
جريراً من رثاء زوجه صراحة ، وزيارة قبرها جهارا . ومالك بن الريب
لمّا عد من يبكى عليه من النساء قال :
فمنهن أمى وابنتاها وخالتى **** وباكية أخرى تهيج البواكيا
فلم يقل وامرأتى . . وكذلك العهد بآبائنا ومشايخ أهلنا . لم يكن يقول
أحد منهم : زوجتى ؛ بل كان يقول : أهل البيت وأم الأولاد ، والجماعة
،والأسرة ، وأمثال هذه الكنايات . أفترغب عن هذا كله ، وتدع ما يعرف
الناس ،وتأتى ما ينكرون ؟
قلت : نعم !
فكاد يصعق من دهشته مني ، وقال :
أتقول نعم بعد هذا كله ؟
قلت : نعم ! مرة ثانية .
أكتب عن زوجتي فأين مكان العيب في ذلك ؟ ولماذا يكتب المحب عن الحبيبة
وهي زوج بالحرام ،ولا يكتب الزوج عن المرأة وهي حبيبته بالحلال ؟
ولماذا لا أذكر الحق من مزاياها لأرغب الناس في الزواج . والعاشق يصف
الباطل من محاسن العشيقة فيحبب المعصية إلى الناس؟ إن الناس يقرؤون كل
يوم المقالات والفصول الطوال في مآسي الزواج وشروره ، فلم لا يقرؤون
مقالة واحدة في نعمه وخيراته ؟
ولست بعد أكتب عن زوجي وحدها ؛ ولكنى كما كان هوجو يقول : "إني إذا
أصف عواطفي أبا ، أصف عواطف جميع الآباء" .
لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً
مستريحا ، لأن الإنسان خلق كفورا ، لا يدرك حقائق النعم إلا بعد
زوالها ؛ ولأنه ركب من الطمع ، فلا يزال كلما أوتى نعمة يطمع في أكثر
منها ، فلا يقنع بها ولا يعرف لذتها . لذلك يشكو الأزواج أبدا نساءهم
، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ، وانقطع حبله منها وأمله فيها
؛ هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها . أما أنا فإني أقول من الآن
تحدثا بنعم الله وإقراراً بفضله – إني سعيد في زواجي وإني مستريح .
وقد أعانني على هذه السعادة أمور يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب
للسعادة فيه ، فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق
من سالكه من لم يسلك بعد هذا الطريق.
أولها : أني لم أخطب إلى قوم لا أعرفهم ، ولم أتزوج من ناس لا صلة
بيني وبينهم . . فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ، وأعرف من
سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ، وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم
وعرفوني ، واطلعت على حياتهم في بيتهم واطلعوا على حياتي في بيتي . إذ
رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ، وأنه زينة المجالس ونزهة
المجامع ، وهو في بيته أثقل الثقلاء
تزوجت بنتاً أبوها عمي ،. وأمها بنت التربية الايمانيه الحقه. فهي
عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين.
والثاني : أني اخترتها من طبقة مثل طبقتنا . فأبوها كان مع أبي في
السراء والضراء ، وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،وهذا هو الركن
الوثيق في صرح السعادة الزوجية ، ومن أجله شرط فقهاء الحنفية الكفاءة بين الزوجين .
والثالث : أني انتقيتها متعلمة تعليماً متوسطاً ،ً تستطيع به أن تقرأ
وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ، وقد استطاعت الآن بعد أربعة
عشر عاماً في صحبتي أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ، وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات ،وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين ألقتي مع فتياة قريبات وبعيدات ، فلا أجدهن أفهم منها في امور الحياة والتواضع ومحبة الغير لله ،وان كن اعلي منها تعليما.
ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ، ولكني أقرر – مع الأسف – أن
هذا التعليم فيه من المفاسد في بعض أوضاعه ، يسيء على الغالب إلى
أخلاق الفتاة وطباعها ، ويأخذ منها الكثيرمن مزاياها وفضائلها ،ولا
يعطيها إلا قشورا من العلم لا تنفعها في حياتها ،ولا تفيدها زوجاً ولا
أما(حسب رأيه الشخصي) . والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر من أن تكون زوجة سعيدة
وإمامربية فهي المدرسة الحقيقيه.
والرابع : أني لم أبتغ الجمال-علي ما فيها من جمال ولله الحمد -
وأجعله هوو الشرط اللازم الكافي كما يقول علماء الرياضيات لعلمي أن
الجمال ظل زائل ؛ لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعووركذ به ،
وانتباهك إليه ، لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ويلحق من
لسن على حظ من الجمال ، ومن هنا صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق وهو
من كبار أئمة الفسوق ، حين قال لزوجه النوار في القصة المشهورة :
ما أطيبك حراما وأبغضك حلالا !
........................................
البقية في الجزء الثاني
..............................................
تحياتي .. أمين ..
منقول