السلام عليكم

كثير من الرجـال يشكون زوجاتهم ، ويعمدون هجرانهن أمداً بعيدا ، حتى إذا ما كانوا بالقرب منهن نفروا نفرةً ساخطة لأنهم ما عادوا يجدون في زوجاتهم تلك الفتاة الجميلة ، الرشيقة ، الأنيقة التي كانت تشدهم إليها قبل زواجهم بهن ، وفي أيام خطبتهم .

وفي المقابل أيضاً نرى الكثير من النسـاء يشكين أزواجهن ؛ لأنهم يهملـون مظهرهم ولا يتطيبون لهن خُلقاً وخلقاً ، إما لأنهم يظنون أن هذا – الإهمال – من الرجـولة ، أو أنهم يزعمون أن هذا من التقـوى ، وأنهم من الزاهدين .

وكل هؤلاء رجالاً كانوا أم نساء جهلوا حقيقة الزواج ودثروا حقوق الطرف الآخر منه، الذي كانوا يجيشون الأفكار ويقلبونها كيف شاءوا تلبية لنداء الجسم والعقل والروح قبل إقدامهم على طرق باب الحياة الزوجية ، حتى تم ماكان يتمنى من الاقتران بمطلوبه فلم يلبث إلا أن يهمل متململا حياته الجديده لاسباب كثيرة إما تدينا أو جهلا أو عدم الاهتمام بما يملى عليه الحق ، حتى ترى البعض منهم حرم مالم يُحرمه ربه .

قال تعالى يندد بالذين يحرَّمون ما أحل الله لعباده من هذه الزينة والطيبات المباحة :
" قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة "
وجاءت السنة النبوية تحض الناس رجالا ونساء على حسن الهيئة ، ليكون مظهر المسلمة عنواناً لما يحمل من صحة العقيدة ، وجمال العدل ، وحسن الذوق والادراك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من كان له شعر فليكرمه " صحيح الجامع .
.. وعن أبي قتادة قال : قلت يا رسول الله ! إن لي جمّة " شعراً مسترسلاً " أفأرجَّلها " أسرحها بالمشط ؟ " .. قال نعم ، وأكرمها .

فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قول رسول الله عليه الصلاة والسلام .

وقد توهـم بعض النـاس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام أن الخلق الكريم ، يدعو إلى التبذل في الثياب ، وهو خطأ لا يزال يقع فيه كثير من المتديَّنين ، يحسبون فوضى الملبس واتساخه ، لوناً من الزهد أو العبادة .

وقد لفت النبي أنظار أتباعه إلى وجه الحق في ذلك فقال " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " فقال رجل : إن الرجل منّا ، يحب أن يكون ثوبه حسناً ، ونعله حسنة ؟! فقال عليه الصلاة والسلام " إن الله جميل يحب الجمال " أخرجه مسلم .

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب دُون " زهيد " فقال له :

ألك مال ؟ .. قال نعم .. قال " من أي المال ؟ " .. قال : من كل المال قد أعطاني الله تعالى !! .. قال " فإذا آتاك الله مالاً فلتر نعمة الله عليك وكرامته " .

فيجـب على المــرأة إذن أن تتزين لزوجها ، مما يشعر الرجل باتجاهها نحوه ، فيعيرها انتباهه وإكرامه ، لكن أكثر الزوجات هذه الأيام ، لا تلبث بعد أشهر من الزواج أن تنهمك في أعمال البيت ، وتولي عنايتها شطر المطبخ ، وتبذل في أثاث البيت وجدرانه غاية وسعها ، حتى تنصرف ، من حيث لا تشعر ، عن الاحتفاء بزوجها في الملبس أو الزينة ، مع أنها لا تقصر فيهما حين تستقبل صديقاتها وجاراتها .

كذلك ينبغي للرجــــل أن يتزين لزوجته بما يتناسب مع رجولته ، كما يحب أن يرى امرأته تتزين له ، فإنها يعجبها منه ما يعجبه منها ، وقد فهم السلف ذلك من قوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " .

قال ابن عباس " إني لأتزين لامرأتي ، كما تتزين لي ، لهذه الآية "




منقول بتصرف شديد