من منا لا يحب التسوق ومن منا لا يزور المراكز التجارية والجو الحار الخانق وهذه المراكز مكيفة وتفتح ذراعيها لكل قادم زائرا ومقيما
لذ لم أتحدث عن السلع المعروضة أو عن الخدمات المتوفرة سأتحدث عن منظر لفت نظري وجعل تساؤلات عدة تدور بخاطري :
ما الذي يجعل امرأة تصدق رجلا يقول لها : أحبك ؟
ما الذي يجعل امرأة كبيرة أو صغيرة تشتري مشاعر رجل دون مجادلة أو مفاصلة ودون نقاش أو التحقيق من جودة بضاعة الحب المعروضة ؟
ما الذي يدفع امرأة إلى السير واعية أو منومة وراء هوى لن يلقي بها إلا إلى هاوية سحيقة معتمة ؟
كنت أتجول بنظري بحثا عن مكان في مقهى لشرب فنجان النسكافيه الذي أدمنته .. كانا يجلسان في زاوية جانبية .. تعمدت إن اختار الطاولة القريبة منهم.. قد يكون الفضول أو الغيرة على بنات جنسي ما دفعني لإختيار مقعدي .. كانوا عاشقين مستجدين مكاني سمح لي بالتلصص عليهم وجعلت من راسي إذن كبيرة معلقة بجانبهم رغم إننا تربينا على أن ( لا تجسسوا) ولكن كان صوت فضولي أقوى من صوت ضميري
كانت امرأة جميلة بثوبها الزهري وشعرها الكستنائي وفي عينها عمق مخيف !! .. لا انكر على الرجل إنه كان مبهر في إدارة دفة الحديث فهو كان يتسلق الحوار ممتطيا الأقوال المأثورة وأبيات الشعر المؤثرة بجد كان له مقدرة فذة بإقناع المستمع إلى مدى صدقه
العاشقة تنظر إليه بهيام وقد خُدرت وإذنها تلتقط سيل كلماته .. والحبيب فاتح حنفية لسانه بأجمل عبارات الغزل ( اللي بحياته قيس ما قالها لليلى ) احبك بكل جنون الهوى وبكل فنونه بارادتي ورغما عني أريدك معي هنا وهناك في عمق تفكيري .. حتى حين انشغل عن ذكراك أذكرك .. يا فينوستي انني أعشقك ..
والله كلام كبير ياجماعة
جعلني هذا الموقف الرومانسي الكاذب أتمتم مع نفسي من يحاكم هؤلاء .. قتلت المشاعر ؟ هؤلاء الذين يلعبون بمشاعر النساء يمسكون بقلوبهم بين اكفهم ويعصرونها عصرا .. ثم يلقون بها على رصيف مهمل متروك للبرد والخوف والحزن والألم والوحدة .. ثم يمضون منتصرين يحملون راية انتصارهم في شعور صبياني .. فهم لا يجدون أي عذرا إذا واجهتم ببساطة يجدون ألف عذر وعذر لسلوكياتهم بل أنهم لا يجدون أي حرج في استغلال حديث حميم بحت به لهم بإاعتبارهم أهل ثقة وأهلا لمحبتك وطيبتك ومودتك
نظرت إلى المرأة وقد ارتسمت حفرة كانت تتسع شيئا فشيئا وكانت قدمها تقف على حافتها
غبية ساذجة قلت في نفسي كيف لك أن تقبضي هذا الغرام الرخيص ؟
لكن لعلها الحاجة لا السذاجة هي ما تجعل امرأة ما تنتشى بالعشق النابع من رغبة مشكلة داخلها لان تُحِب وتُحَب أكثر مما هي نابعة من الآخر او معروضة منه
المرأة تريد الحب وتريده بأي ثمن .. ويوم تحب ترى ما ليس صحيحا وتصدق ما ليس حقيقة وتختار في أحايين عديدة أن تكون غبية وان تشتري بضاعة فاسدة
إليك أيتها المراة
أنت أسمى من أن تكون فريسة سهلة لهؤلاء الذئاب فإنتبهي فهم يتربصون لك !
تحياتي للجميع
منقوول