بسم الله الرحمن الرحيم






رؤية.. من أحلام يقضتي.. أو كما يقال شرودي.. أيام حياتي حافلة مليئة لم تكن عادية.. أيام لي وأيام أخرى علي لا أدري أيهما تغلب على الآخر.. كل يوم من حياتي فيه جديد.. كل شيء يتغير من حولي.. لكن شيء داخلي لم يتغير.. لا أستطيع تحديده.. لكني أشعر به.. يحزنني أمر.. لم أعد أمشي تلك المسافات الطويلة لوحدي.. أفكر.. أتأمل.. أسبح حتى أني كنت أنشد تسبيحي.. لم أعد أركب دراجتي وأطير بها بحرية.. والإبتسامة تعلوا وجهي.. كطفلة في جسد امرأة.. تعلمت الصمت.. وما أجملها من صفة.. لم أجد من أحدثه.. فأصبحت حواسي الأخرى تتحدث عني.. فلغتها أبلغ مما ينطق به لساني.. أحببت نافذتي.. لا أدري لماذا تعلقت في ذهني.. لعلها رمز للهرب ! أو أمر آخر أجهله.. لكني فتحتها.. رذاذ المطر لطخ وجهي.. اسنشقت رائحة المطر دعوت الله سرت قشعريرة في أرجائي هبت الرياح أسرعت بغلق الناقذة ومازلت أحدق في الخارج.. أحدق في المجهول.. كان إحساس رائع.. في حينها ! لا أدري أئتمنى عودتها.. أم لا.. أهي مرحلة وانتهت كانت جميلة.. في حينها.. ولو عادت لن تحمل نفس الطعم.. أترك الإجابة للمجهول.

أقف الآن متسمرة.. وسط الزحام.. ذهب الصفاء.. ذهب الهدوء.. ذهب ذلك الإحساس.. لا أستطيع التركيز.. لا أدري من أكون.. فقدت إحساسي بنفسي.. أصوات عالية.. تكاد تفتك بأذني.. نظرات فارغة.. تكاد تلتهمني.. أصابع إتهام.. موجهة نحوي.. زحام مخيف.. يركضون للحاق بقطار وهمي.. لا يعبؤون بمن يقف أمامهم.. ضربات توجه نحوي.. على كتفي.. على راسي.. في ظهري.. وحتى قلبي لم يسلم.. حاولت أن أجري معهم.. لكني لا أدري إلى أين يذهبون.. لم يدلني أحد.. لم يأخذوا بيدي.. فتوقفت.. لكي لا أتيه وسط الزحام.. فقرت أن أمشي عكس التيار !


نظرت لساعة يدي.. وجدت عقاربها تعود للوراء.. لعلي تمنيت ذلك.. فتحققت أمنيتي.. لكني لم أجد شيء.. فذاكرتي خانتني.. هي الأخرى !! أمعقول نسيت تفاصيل حياتي.. بالكاد أذكر بعض الحوادث التي لاتسنى.. عصرت الذاكرة بكل ما أحمل من قوة.. لم أستطع استرجاع الماضي.. لعل عقلي الباطن لا يريد ذلك.. فعذرته.. قلبت ما أخرجت فوجدت أجمل ما حملت.. عاد المجهول يطاردني مرة أخرى.. يسألني ماذا سيحل بك.. فكرت بجواب شافي لكي أصده بلا عودة.. فكان جوابي كالآتي.. إذا عجزت ذاكرتي عن تذكر ما مررت به منذ 20 عاما.. فستعجز تذكر لحظتي هذه بعد 20 سنة أخرى " إن كتب الله لي ذلك ".. فلا يهمني ما ستأتي به ولا يهمني ما أعانيه الآن.. لأني لن أذكره..

ما يحزنني ويؤلمني ويبكيني.. هو أني قد أنسى أغلى لحظاتي مع أمي وأبي وبقية أسرتي..

لا تقلقي يانفسي.. فهذه دار فناء.. ستلقينهم بإذن الواحد الأحد في دار البقاء.. في جنة عرضها السموات والأرض.. تحت ظل الرحمن.. يوم لا ظل إلا ظله.. حول ضفاف الأنهار نتسامر جميعا.. عند منازلنا التي وعدنا الله بها.. على سرر متقابلين.. لا حقد ولا بغض ولا حسد ولا مرض.. فلا خوف ولا حزن.. عند مالك الملك.. ولا ملل ولاضجر.. عند زعيم أهل الجنة عليه أفضل الصلاة والتسليم..

يالله.. يا حي قيوم.. يا رحمن يا رحيم.. يا قريب.. يا سميع.. ويا مجيب دعوة الداع إذا دعى.. أدخلني ووالدي وأهلي وكل من قرأ مقالي جنة الفردوس بغير حساب.. لنلقى الأحبة.