حقوق الوالدين المفروضة في ظل عواصف العنوسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على الكثير بل وأقول الجميع عظم حق الوالدين ومكانتهما في الدين .
وما أكثر المواضع في القرآن العظيم والتي أشارت إلى ذلك الحق وأوصت به،
قال تعالى في سورة البقرة " وبالوالدين إحسانا "
وقل تقدست أسماؤه في سورة الإسراء " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا "
وقال تعالى في سورة الأحقاف " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا "
وقد قال صلى الله الله عليه وسلم " أمك ثم أمك ثم أمك ، ثم أبوك " عندما ساله أحد الصحابة
رضي الله عنه وقال " من أحق الناس بحسن صحابتي يارسول الله ؟ "
وقد سأل سائل الخطاب رضي الله عنه وقال : أتيت بأمي للحج على ظهري
فهل قد أديت حقها ؟ .. فقال عمر : ولا بطلقة واحدة من طلقاتها عندما ولدتك .
حق الوالدين عظيم ، والله أوصى بالإحسان إليهما ولو كانا مشركين ، قال جل وعلا :
" وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا "
فهو تبارك وتعالى أمر بعدم طاعتهم في الشرك والمعصية ، وفي الوقت نفسه أمر
بمصاحبتهما بالمعروف والإحسان ولو كانا مشركين ، وماذاك إلا لعظم الحق المترتب لهم علينا.
إن بلانا الله بوالدين فيهم غلظة وخطأ
إن بلينا بمثل أولئك فليس من العدل بدلا من قول " رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " أن نجرحهم
وننعتهم بأوصاف لا تليق ولو كانت كتابة " ظالم ، لم يبق في قلبي من الحب لهم شيء ، متعجرف،
خائن " ونحو هذا من شديد الأوصاف التي وإن صدقت " حالا " كذبت " إجلالا واحتراما " ..
لست بصدد ولستم بحاجة ذكر أفضال الوالدين علينا ، ويظهر الفضل بازغا مشرقا مجللا في الأم ،
فجميعكم يعلم من آوى وستر أجسادنا ، وحمل ونظف أبداننا ، وكد وسهر من أجلنا ، ليسوا أولئك
إلا الأب والأم لكل واحد فينا، فليكن جزاؤهم على أقل قليل وأشح شح بخيل أن نكف ألسنتنا
عن إيذائهم في حال حظورهم وغيابهم ، لنعفو عنهم ونصفح وندعو لهم بالمغفرة ونسمح ،
ولنستغل فرصة حياتهم كي نفوز برضاهم عنا من قبل أن تسل أرواحهم ونعض أصابع
الندم ولا ينفع يومئذ المبكى ولا المغنى.
إن أخطأ أحدهم فلندعو له بالهداية ، عفا الله عنك يا أبي ، عفا الله عنك يا والدي ، غفر
الله لك وقضى لك حوائجك وأسعد سرائرك ، عفا الله عنك يا حبيبتي أمي ، يا سعادتي
وأنسي ، يا أحن الناس وأرهف الإحساس ، عسى الله ان يبارك لك في عمرك وييسر أمرك.
يقول صلى الله عليه وسلم " رغم أنف من أدرك أحد أبويه أو كلاهما ولم يدخل الجنة " ،
هما فرصة عظيمة والله لدخول الجنة ونحتاج في ذلك إلى الصبر عليهما والإحسان إليهما.
ومع هذا وذاك فإن للكلمة الطيبة والتودد إلى الوالدين كسر قوي لقناعاتهما الخاطئة ولو بعد حين .
وكما قد قيل
من أكثر الطرق على الأبواب ولج
لا ضير أن ترى استشارة بشأن الوالدين ، لكن الألم يعصر القلب يوم أن ترى ربما كرها للوالدين
في بعض العبارات وقد تكون العبارة بذلك صريحة في ألفاظها..
فليستشر وليكتب الأخ والأخت وليدعوا لوالديه أن يهديهما الله ويغفر لهما ويتوب عليهما .
في سلوك هذا المسلك رضا من الله وراحة للبال وطمأنينة للنفس وتعجيل للفرج بإذن الله.
سؤال لأحد كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
"أد الذي عليك واسأل الله الذي لك "
كنت جالسا قبل أسبوعين في درس من الدروس اليومية لفضيلة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
ثم بعد انتهاء الدرس سمعت سؤالا ألقي على الشيخ عن طريق الإنترنت يقول :
نحن مجموعة من الفتيات ، والدنا تزوج على أمنا ولم نعد نراه في المنزل ولا يرعى شؤوننا
ولا حتى يعطينا مالا لنقضي به حوائجنا .. تركنا بالكلية واصبح مع الزوجة الثانية وكأنه نسينا ،
أمنا تقول لنا : لا تصلوه ولا تكلمونه حتى يعود إلينا .. فما رأي فضيلة الشيخ؟
أجاب الشيخ صالح : لا تطيعوا أمكم ، بل صلوه وادعوا له وأحسنوا إليه ، هجره وتركه عقوق له
والعقوق من أكبر الكبائر ، يا بناتي :
أدوا الذي عليكم لأبيكم واسألوا الله الذي لكم .
أما أبوكم فأسأل الله أن يهديه وأن يرده إليكم ويجتمع شملكم.
هذا والله من وراء القصد من وراء كتابه هذا الموضوع
وأسأل الله أن ييسر للجميع أمورهم وأن يرزقهم البر والحياة السعيدة .
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.