يحكى أن البرعي رحمه الله أخذ محمولا على جمل ، فلما قارب مكة أتته سكرات الموت ...
فأخذ يقول :
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي *** هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي *** الشوق أقلقني وصوت الحـادي
حرمتموا جفني المنام ببعدكـم *** يا ساكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفـا *** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائما جـد السُـرى *** عرفات تجلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى *** في ليل عيد أبـرك الأعيـادي
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم *** فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا *** مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم *** ومفـارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـدى *** ما سار ركب أو ترنـم حـادي
ثم مات رحمه الله في طريقه ...
لاشك أن كل مسلم يجد في نفسه حنينا إلى بيت الله الحرام ...
ما اعذبها من لحظات حين يرى العبد الحجيج عند الطواف وعند الرمي وعند المبيت ..
يسائل نفسه سبحان من جمع هذه الألوف المؤلفة ...
فلا يملك إلا ان يدعوا ... اللهم لا تردهم خائبين ... ولا عن جنابك مبعدين ... وأعدهم إلى أهلهم سالمين غانمين ...
كثير من الناس من عاد من الحج .. ولكن من الذي كان حجه مبرورا ...
اللهم إنا نسألك أن تجعل حجنا مبرورا وسعينا مشكورا وذنبنا مغفورا ..
يا أختي الغالية ... الثبات الثبات الثبات ...
وتذكري .. " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "
لتكن نفسك عدوتك وإياك ان تتبعي نفسك هواها .. ثم تتمنين على الله الأماني ..
أسأل الله لنا ولك ولجميع اخواننا وأخواتنا الثبات على دينه حتى نلقاه ..
دمت بحفظ الرحمن ...
__________________
اللهـــــــــم ألن قلب زوج دمعات الروح ... ورده إليها ... وردها إليه معززة مكرمة ...
اللهـــــــــم أجعلني خيرا مما تظن زوجتي ... وأجعلها خيرا مما أظن .. ويسر لنا امورنا ...اللهـــــــــم آمين ...