
					جوال + قيادة = الغباء .. علمياً (( نظرية تعدد المهمات ))
				
 
				
				
			
			
			
				
				جوال + قيادة = الغباء .. علمياً (( نظرية تعدد المهمات )) 
 --------------------------------------------------------------------------------
تنبيه : الموضوع طويل .. لكنه شيق ومهم .. أنصحكم بقراءته 
----
كثيرون يتحدون القانون الذي يمنع استعمال الهاتف الجوال أثناء القيادة ، 
و يعتمدون في ذلك على ثقتهم بأنفسهم و قدرتهم على القيام بالأمرين في وقت واحد من دون فقدان السيطرة على السيارة . 
و لكن ماذا يقول العلم ؟ 
(( تعدد المهمات ))
 هو مصطلح ظهر أساساً في عالم الكمبيوتر للإشارة إلى قدرة جهاز ما على تنفيذ أوامر عدة في الوقت نفسه . 
و في دراسة عملية معمقة أجريت مؤخراً تأكد أن هذا المصطلح يسقط تماماً و يصبح مفهوماً خطأ عندما يتعلق الأمر بالدماغ البشري .
فالوعي لمجريات الأمور في محيط الإنسان و قيادة السيارة من النشاطات التي تتطلب انتباهاً كاملاً يتركز في الجزء الأمامي من الدماغ .
 و لكن قدرة هذا الجزء المحدود تعجز عن تلقي أية مهمة إضافية في الوقت نفسه ، خاصة إذا كانت بحجم الحديث على الهاتف .
يؤكد الباحث جوردان غرافمان من المعهد الوطني للاضطرابات العصبية في أمريكا أن جزيئات في القسم الأمامي من الدماغ تتحرك من الأمام إلى الخلف بفعل تلقيها أوامر بسيطة ، 
و ذلك من خلال أجزاء قليلة من الثانية الواحدة . و قد تمتد هذه الحركة لمدة ثانية كاملة أو عدة ثوانٍ بفعل الأوامر المعقدة ،
 فيبدو الأمر ظاهرياً و كأنه (( تعدد مهمات )) ، أي القيام بأمرين في وقت واحد 
، في حين أن الأمرين متتاليين ، و هذا الفارق الزمني ما بينهما هو الذي يشل القدرة على التعامل فوراً مع الطوارئ في المحيط ، فيصبح تصرف الإنسان مهما كان مستوى وعيه و ذكائه ، مساوياً لتصرف الحمقى و الأغبياء .
و تؤكد الدراسات الموازية لدراسة غرافمان أن الحديث عبر الهاتف خلال القيادة يتطلب إجهاداً دماغياً يفوق عدة مرات النشاط الذي يصاحب محادثة شخص آخر مع السائق في السيارة .
إذ أنه يتصاحب مع جملة أوامر ، منها رسم صورة الشخص المتحرك المحفوظة في الذاكرة و استعادتها ، و إرسال مضمون المحادثة إلى الذاكرة ، و الإجابة عن الأسئلة بالشكل الملائم .. 
و في كل هذا تنشيط مرهق لجزيئيات الدماغ المختلفة بحيث يصبح القسم الأمامي منه المسؤول عن إدراك المحيط مشلولاً تماماً ، 
و بحيث أن استعمال السماعات المثبتة على الأذنين لتحرير اليدين لا يعود يشكِّل فارقاً يذكر .
فخلال مكالمة تمتد لمدة دقيقة واحدة مثلاًَ هناك أكثر من ثلاثين ثانية يكون فيها السائق ، مهما كان ماهراً و مشهوراً بنباهته و سرعة خاطره و سلامة ردود فعله ، في حالة توصف علمياً – و ليس من باب التقييم أو الإهانة – بـ (( الغباء )) .
بتصرف عن مجلة (( بوبولار ساينس )) 
المصدر : مجلة القافلة – سبتمر –أكتوبر 2006 – العدد 5 المجلد 55 – أرامكو السعودية
منقوول
			
			
			
			
			
			
			
			
			
				
					
					
						
							التعديل الأخير تم بواسطة غلا المودة ; 07-01-2008 الساعة 08:33 PM