
الإمامة والأئمة في المسجد الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم في هذا الموضوع
الإمامة والأئمة في المسجد الحرام
تقديم
الإمامة في الإسلام. المظهر العملي للوحدة والتوحيد وجمع الكلمة. ومصداقية القيادة والقدوة – ولذا شجع وحث عليها الإسلام بل واعتبرها من بين الواجبات وبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى تطبيقها وإقرارها منذ صدر الإسلام حدث عبدالكريم مولى زاذان قال سمعت علياً رضي الله عنه يقول: (صليت قبل الناس بسبع سنين، وإن أول صلاة ركعنا فيها صلاة العصر، قلت يا رسول الله ما هذا؟ قال: أمرت به).
وروي عن أبي جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، عن أبي جعفر المدائني قالوا:
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام والمسلمين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل ابن هشام) فاستجاب الله دعاءه في عمر فأسلم بعد أربعين رجلاً وعشر نسوة – فظهر الإسلام بمكة وأقيمت الصلاة علانية في المسجد الحرام. وكانت أول خطبة خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم في أول جمعة
قدم فيها المدينة – في بني ساعدة ببطن. الوادي وصلاة الجمعة وان كانت قد فُرضت مع الصلوات الخمس ليلة الإسراء إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصلها في مكة، حيث لم يتمكن من إظهارها والقيام بخطبتها علناً في المسجد الحرام.
وأول من أدار الصفوف حول الكعبة المشرفة الوليد بن عبدالملك بن مروان – فقد كان الناس قبل عهده يصلون القيام في رمضان خلف مقام إبراهيم عليه السلام على بعد خطوات منه ويتركون المطاف لمن أراد الطواف فأمر الوليد بن عبدالملك والي مكة، عبدالله القسري بأن يصلي الإمام القيام خلف المقام مباشرة وأن تدور صفوف المسلمين حول الكعبة وجميع جوانبها – ولم ينكر أحد عليه ذلك من فقهاء التابعين في ذلك العصر أمثال عطاء بن رباح وعمرو بن دينار وكان الناس قبل ذلك يصلون الفريضة في جهة واحدة من المسجد الحرام وهي الجهة الشرقية والجهات الثلاث خالية من المصلين وبعد ذلك التاريخ أصبحت صفوف المصلين حول جميع جوانب الكعبة المشرفة في صلاة التراويح وفي الصلوات الخمس وعن أبي جريج قال: قلت لعطاء: إذا قل الناس في المسجد الحرام أحب إليك أن يصلوا خلف المقام أو يكونوا صفاً واحداً حول الكعبة؟ قال: بل يكونوا صفاً واحداً حول الكعبة. وقال وتلا: (وترى الملائكة حافين من حول العرش) الزمر 75.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة في المسجد الحرام
بعد أن فتح الله على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة من الهجرة ودخل الناس في دين الله أفواجاُ أقيمت صلاة الجمعة كبقية الصلوات في المسجد الحرام فلا تتعدد في مساجد أخرى واستمر ذلك حتى كان العهد السعودي في عام 1375هـ ولدى ابتداء توسع المسجد الحرام – حيث أصبحت مكة واسعة الأرجاء وصل العمران فيها إلى أكثر من خمس أكيال من الكعبة المشرفة وقد أقيم بها أكثر من مئة وخمسين مسجداً – عندها سمحت الحكومة السعودية بإقامة صلاة الجمعة في بعض المساجد غير المسجد الحرام تيسيراً على الناس ومن هذه المساجد: مسجد الجن ومسجد بيت الحمام بشعب عامر – ومسجد الجميزة.
هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة
خطب الرسول صلى الله عليه وسلم على الأرض واقفاً، وعلى المنبر وعلى البعير – وعلى الناقة – وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه – وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول (صبحكم ومساكم) ويقول (بعثت أنا والساعة كهاتين) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول: (أما بعد – فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الأمور محدثاتها – وكل بدعة ضلالة)
وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله – وكان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال: (السلام عليكم) ويختتم خطبه بالاستغفار – وكان يخطب بالقرآن. ومدار خطبه حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله وتعليم شريعة الله – وذكر الجنة والنار والمعاد والأمر بتقوى الله وتبيين مواقع غضبه ومواقع مرضاته.
تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بعض أمرائه آداب الإمامة
استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن العاص الثقفي رضي الله عنه على الطائف فكان أول أمير في الإسلام وقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم. واقتد بأضعفهم أي: اجعل أضعفهم لمرض أو نحوه قدوة لك تصلي بصلاته تخفيفاً – واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً)
هذا ولقد استمرت الإمامة والخطابة في المسجد الحرام بغية الكثير من العلماء والأئمة حتى منتصف القرن السابع الهجري حيث اشتهر بيت الطبريين بالإمامة والقضاء والفتوى والتدريس والخطابة في المسجد الحرام ولم يزالوا حتى منتصف القرن الحادي عشر الهجري – حيث حاول البعض الدخول معهم في هذا المنصب الجليل الشرف – ويقول الشيخ عبدالله مرداد أبو الخير وهو من العوائل المكية العريقة: لقد أصبحت الخطابة في المسجد الحرام بغية الكثرة الكاثرة لكثرة الأئمة. بحيث أنه قد لا يصل الواحد منهم إلى نوبته في الخطبة إلا بعد مضي سنة.
رداء الخطيب ليوم الجمعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
لم يرد نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على شكل رداء الخطيب ليوم الجمعة – وقد روى الإمام الشافعي في الام عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة حرير عند باب المسجد فقال: (يا رسول الله لو اشتريت هذه الحلة فلبستها يوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة)
أخرجه البخاري. وعلل الفقهاء كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الحلة لكونها من الحرير – وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يلبسوا أحسن ما لديهم ليوم الجمعة من المباح حيث روى ابن ماجة عن عبدالله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة: (ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته) وقد قال تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) الأعراف 31
الإمامة والخطابة في المسجد الحرام في الوقت الحاضر
كانت إدارة المسجد الحرام في عهد الدولة العثمانية تستند إلى والي جده وكان يطلق عليه سيخ الحرم أو مدير الحرم.
وكان يشرف على الأئمة والمؤذنين وجميع العاملين في الحرم وله وكيل بمكة من أهليها وهم عائلة نائب الحرم ولما تولى الملك عبدالعزيز رحمه الله على الحجاز عام 1343هـ أيد إقامة عائلة نائب الحرم على خدمة وإدارة المسجد الحرام – وجعل للمسجد الحرام إدارة خاصة وجعل رئيسها نائب الحرم وسميت "مجلس إدارة الحرم".
وفي عام 1385هـ تم إنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام لكي تقوم بالإشراف على التوعية في المسجد الحرام وتم تعيين سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله رئيساً لها – واستمرت هذه الإدارة حتى عام 1398هـ حيث استحدثت "إدارة الحرمين الشريفين" بدلاً من الرئاسة العامة وتم تعيين فضيلة الشيخ ناصر ابن حمد الراشد رئيساً لها. وفي عام 1407هـ عاد المسمى إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي
أولاً: الفترة من (1343هـ - 1419هـ) (1922م – 1998م)
1- الشيخ / عبدالله بن حسن آل الشيخ
هو عبدالله بن حسن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب آل الشيخ رئيس القضاة – وإمام وخطيب المسجد الحرام.
ولد في الرياض عام 1278هـ ونشأ في حجر والده – حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة من عمره تردد على حلقات ودروس علماء أجلاء منهم والده والشيخ/ عبدالله بن عبداللطيف والشيخ/ محمد بن محمود وغيرهم وذلك في علوم التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصوله – والفرائض والنحو حتى بلغ في ذلك مكانة طيبة – عينه الملك عبدالعزيز إماماً وواعظاً في مسجد والده ثم عينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام عام 1344هـ - ثم أسند إليه رئاسة القضاء ورئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- كما أسند إليه تعيين واختيار أئمة المساجد ومع ذلك فقد كان يقوم بالتدريس بالمسجد الحرام واستمر في نشر العلم حتى توفي رحمه الله بمكة عام 1378هـ. من مؤلفاته:
1- شرح الطحاوية (تحقيق وتصحيح مشترك)
2- كتاب السنة تحقيق وتصحيح
3- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (تحقيق وتصحيح)
4- العقيدة السلفية للفرقة الناجية.
2- عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
هو عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن بن حسين آل الشيخ ولد عام 1338هـ في الرياض ونشأ بها – تخرج من كلية الشريعة بالأزهر – القاهرة.
قرأ على والده- وعلى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة العربية السعودية – وناب عن والده في رئاسة القضاء بمكة – ثم عُين وكيلاً لوزارة المعارف ثم وزيراً للمعارف ثم رئيساً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم أُعفي بناء على طلبه – وتولى الإمامة والخطابة في المسجد الحرام. من مؤلفاته:
1- خطب المسجد الحرام
2- من أحاديث المنبر
3- لمحات عن التعليم وبدايته في المملكة العربية السعودية
يـتـبـع
__________________
اللهم ارحم خالتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
اللهم ارحم عمتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة منادي ; 25-09-2009 الساعة 08:45 PM