أمي - (حكاية م زيتون)
السلام عليكم،
لطالما خفي موضوعها عليكم فها انا اسرد لكم قصتها بالمختصر
يرجع موضوعها لوقت زواج أبي فيها.
تزوجها ليحصل على جنسية و عمل و يبتدئ حياته في كندا.
أمي تزوجته و عمرها 18 و انجبت اول بنت في سن ال19 و من ثم اولادها جاؤوا وراء بعض و هي في سن
21،23،24،25،27،28،29 كذا بالترتيب جاؤا الاولاد الصبيان. كنت انا في النص تماما. و في سن ال30 تطلقت عام 1993.
الطلاق كان بطلبها هي و بعد هروبها من المنزل مع اختي الكبيرة.
كان ابي شديد علينا و عليها و نحن في كندا. و كان في ذلك الوقت صعب التربية في كندا و خسران العائلة
سهلة جدا لكثرة الفوضى. حرص ابي على تربيتنا و تعليمنا و اداء صلاتنا و و الزمنا بقراءة القرآن و حفظه.
و لو انه كان يستعمل اسلوب الضرب المبرح و الكلام الجارح اتجاهنا و اتجاه زوجته و لكن كانت هذه فلسفته
حينها من خوفه من ضياعنا برأيي.
أمي ما كانت تتحمل العيشة معه و لكن الاشياء الحلوة بأبي كانت تساعدها عل الصمود و الصبر و العيش.
فأبي كان رجال بكل معنى الكلمة.
عاشت كذا معه في كندا الى حين وصلت اختي الى السنوات الثانوية في المدرسة. و مع الانفتاحات
الموجودة هنا، جاءها عون خارجي مجهول و اخبرت امي و اتفقوا و ارتحلوا من المنزل لأيام.
بعدها بقليل جاءت الشرطة و كبلت أبي و أخذته الى السجن المؤقت. و رجعت امي و اختي للمنزل و تلقت
من شبابها الكبار ردا عنيفا على عملتها. المهم سحب أبي أمواله و اغراضه و رجع الى لبنان. فعل هذا
لكثرة الدعاوى عليه من الحكومة لأن أمي أفشت بكل أسراره في تحصيل المال وووو. <<<هو حلال و لكن
لأنه استعمل اسمها و اشتغل شغلتين في نفس الوقت دون علم الدولة فاشتكت عليه في ذلك و في كل
صغيرة وكبيرة تحاول ان تخرب عليه بقدر استطاعتها.
طلبت الدولة ان نصفنا الاولاد تعيش اما مع الوالد و اما تأخذهم هي. فحينها ارسلتنا امي، الشباب الاربعة
الكبار فقط، للعيش مع ابي و هي تذرف الدموع الغالية في مطار لبنان. كانت قد سافرت معنا ثم رجعت الى
اختي و اخواني الثلاثة الصغار.
عشت بعيدا عنها لمدة 10 سنين بكاء و قهر و جفاء و ظلم ووو و كان حلمي ان اراها او حتى احتضن
بحضنها.
بداية لم يتركنا ابي نكلمها على الهاتف لأنها هي ما تركت اخواني يكلموه على الهاتف. ثم لاحقا سمح لنا
بتكليمها و بارسال مكاتيب لها و صور. لكن ما عمره ابي سمع صوت ابناءه الصغار طوال فترة ال10 سنين. و
كان البكاء رفيقه حتى يومنا هذا. اجده جالس على الشرفة ينظر الى الدنيا و عيناه ممتلئة بالدموع.
تزوجت اختي من ما يدعى شيخ دين قريب لامي و كان ذلك غصب عن والدي و عاشت معه. كان مثقف،
جامد، مفكر و ذكي. استطاع ان يكسب امي و اختي و أخواني و يبعدهم عنا و عن ابي حتى يهرب بجلده منا.
أخيرا تخرجنا من الثنوي و حان الوقت للدراسة في كندا. معناه حان الوقت لرؤية امي و العيش معها.
و أخيرا سافرنا لكندا و كان اللقاء. فور وصولنا فرحنا كثيرا و احتضنا بعض و ما اكتفينا بالعناق و القبل لمدة
شهور الا و قامت الدنيا من تحتنا.
كنا نحن في حزب المعارضة و حزب اللي لازم يكره و يعزل و هم بحزب الحق و السلطة. اثاري اخواني هنا و
اختي كان عندهم حقد علينا لا يوصف.
مع مرور السنين و معاونة زوج اختي، استطاعوا ان يعزلونا عنهم كوننا جئنا من عند ابي و جئنا نحب ابي.
مشكلة تلوى مشكلة طردنا من المنزل و عزلنا تماما في سنة 2003. نحن ما كان ذنبنا الا اننا كنا نكلم
والدي بين فترة و اخرى. كانت العيشة شبه مستحيلة كون ان والدي لا محل له من الاعراب في منزل امي.
و خاصة ان امي منعتنا من ان نخبر اخواني الصغار ان ابوهم يحبهم و يتمنى رؤيتهم. هذا حتى يبقون
يكرهون ابي.
طلعنا من منزلها الى الشارع و كان عمري 19. عشنا نتنقل من غرفة لغرفة و نطلب مساعدة الدولة الى ان
ذهبنا الى جامعاتنا. حينها استقرينا قليلا فبقينا نحاول الاتصال بها و لكنها تكلمنا شهر و ترفضنا شهر...
و بقينا ندق و نحاول و نلقى عذاب بمكالمتها. تحن فترة و تقسى فترات. الى حد اليوم. لا تعبرنا و لا تهتم
لامرنا و ان اتصلت بها لا ترد و ان كلمتها ترحل بسرعة دون اي عواطف ابدا. و ان وجد شئ منها فقط
مجاملة و غصب عنها.
اختي نفس الشئ. ان كلمتها و كأني اجنبي عنها فلازم اقصر المكالمة و لا عواطف و لا شئ. بقينا كذا
على مدار 7 سنوات الآن و ما في أمل في التغيير لآرائهم. بل نحن اعداؤهم للابد.
كل احلامي كانت فيها لامي. كانت هي املي في الحياة. توقعت ان القى حضن يضمني. توقعت اني
ساستشعر بحنانها من جديد. صدمت من ردات فعلها و خيبت املي. مرت السنين و انا محطم بداخلي.
ادرس ليلة و ابكي ليالي. عشت حياة الضعيف المجروح. ما كان عندي الا ان اوصل ابي و اطلب حنانه علي.
و هو كل املي الآن. لذلك لا ابالي لأي شئ يفعله معي لطالما يسمعني و يحبنا.
حاولت ابعث هدايا لاخواني و لبنات اختي و لأمي على مرور السنين دون جدوى. حاولت اكون لطيف،
حبوب، مطيع، حنون معهم دون جدوى. خلاص الطريق مسدود على الآخر و لن يفتح قلبهم لنا بعد.
تأتي اختي مع زوجها و بناتها الى مدينتي لتترفه دون الاتصال بي و دون زيارتي و دون اعتبار ان لها منزل
هنا. منعزلين تماما.
بالرغم من انهم بجوار ما يدعى شيخ دين، مربيهم و معلمهم، الا و انهم كانوا لا يصلون صلاتهم
الخمسة الا لمن كانوا يذهبوا مع سهرهم الى صلاة الجمعة. الامر الذي نرفزني من هذا السهر العاطل!
كبر اخي الصغير (22) و قرر الذهاب الى الحج منذ سنتين مع زوج اخته. و بطريقه نزل لبنان و سكن مع اهل
زوج اخته الشيخ. ذهب لزيارة ابي لمدة يومين فقط و بكى بكاء الولد الصغير حين رأى ابي و خالتي و اخواتي.
ما ان عاد الى كندا الا ان شتم ابي و ضحك عليه و حكى عليه بالشر و جعله لعبة بلسانه. فجرح ابي
لخداعه لهم بزيارته.
ثم نزل اخواني الصغار الاثنين (18) و (20) مع امهم الى لبنان السنة الماضية و سمحت لهم امي بزيارة ابيهم لمدة يومين.
واحد منهم (20) شتم والدي و حكى عنه امام الناس و جرحه و لم يرجع لعند ابي ثانيا و الآخر 18, الاخ الصغير,
حن على ابي و احبه و بكى لفراقه.
هذا الاخ الصغير الحنون كان قد استمر بالتواصل مع ابي و اخواتي حتى الآن. الله يرضى عليه و يوفقه يا رب.
حتى انه اتصل ليعيد ابي قبلنا كلنا نحن الكبار.
فالمهم قست القلوب و انعدم الامل و انطوت صفحة الصلة بيننا و بينهم. ربحنا اخ منهم من عند امي و
خسرنا البقية. الله يخليلي عينه يا رب كثر ما هو مرضي و حنون و مخلص و طيب.
و هذه هي حكايتنا الى يومنا الحالي يا أختي أم داليا.
ادعيلي حتى الله يوفقني و لا تزعلي مني كوني اعتبركم مثل الامهات لي او الخالات او اخوات لي.
عذرا على الايطالة. سامحوني اني طولت عليكم بالرغم من اني وعدتكم بالاختصار في الاول
__________________
............................استوصوا بالنساء خيرا............................
هي الايآم دآئـرة ~ فلآ تفرح ولا تأسى ~ وكن بالله ذآ ثقـة ~ فإن الله لا ينسى أخوكم
التعديل الأخير تم بواسطة كوكب أنيق ; 25-11-2010 الساعة 12:38 AM