الحياة الزوجية بين أي طرفين لها عوامل عديدة تتحكم بها كالعوامل النفسية والشخصية والدينية والاجتماعية وغيرها. وهذه الحياة لها أسباب نجاح عديدة كما أنّ لها أسباب فشل عديدة. ومن منظوري الخاص أرى أنّ التوفيق الإلهي هو أهم عامل لنجاحها واستمراريتها مهما قيل ويُقال.
الحياة الزوجية في بعض الأحيان تقع في مآزق ومطبّات وحفر تختلف في درجات تأثيرها وعلاجها. وفي هذه الحالة لا بد من السعي حثيثاً لإصلاح الأمور وإعادة قيادة دفّة هذه الحياة على الطريق الصحيح. ومع هذا كله تجد أنّ أحد الأطراف لا يريد أن يُصلح من حاله ووضعه، ولا يريد أن ينتبه لمكامن القصور والخلل لديه ليتداركها ويصلحها مع معرفتنا جميعاً بأنه لا يخلو أي إنسان على ظهر البسيطة من العيوب.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى مخرجاً ومندوحةً للرجل في حالة استنفاذه لطاقته وجهوده في الإصلاح والنصح والوعظ أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة؛ لأنه من ظلم النفس وإجبارها على القهر اليومي أن ترى زوجة أمامك لا تستجيب ولا تريد أن تستجيب لمحاولات الإصلاح معها. وفي مثل هذا لا بد من زواج آخر يعدّل موازين الأمور.
وبحكم اطّلاعي على العديد من التجارب رأيتُ أنّ الزواج الثاني يُصلح الزوجة الأولى ويعيدها إلى صوابها في الغالب، وهذه إحدى حِكَم التشريع في التعدد بلا شك. وأعتقد أنّ مردّ هذا يعود إلى أنّ الإنسان –وهي الزوجة في هذه الحالة- لا يعرف قيمة النعمة إلا بعد افتقادها، وكذلك هناك نوعية من الناس لا تستيقظ من سباتها الشتوي ومنامها العميق إلا بصفعة مؤلمة مدوّية فيعود إليها رشدها وصوابها، إضافة إلى الغيرة الفطرية وحب المرأة للتملّك ورغبتها أن تكون الأفضل فإن هذه الأشياء جميعها تدفعها دفعاً إجبارياً للأمام لإصلاح الوضع.
وسأضرب بعض الأمثلة:
-دكتور في إحدى الجامعات تزوج بامرأة ثانية ولديه من الزوجة الأولى عدداً من ألأبناء، وأنجب أيضاً من الثانية يقول لأخيه، وأخوه نقل لي هذا القول لي: (يا فلان.. لم يصلح بيتي الأول إلا بعد زواجي بالثانية).
-معلم فاضل في إحدى المدارس عانى مع زوجته لمدة 4 سنوات وهي لم ترد التغير، وكل أسبوع تفتعل مشكلة وتدّعي المرض (هذه تسمى الزوجة الأنّانة)، وتدّعي أنها مسحورة، وتذهب لبيت أهلها ويتدخل أهل الفضل للإصلاح لكن سرعان ما تعود حليمة لعادتها القديمة. وقرر بعدها الرجل أن يتزوج بأخرى فعادت الأولى لبيتها ولم تخرج منه حتى الآن، وذهبت كل ادعاءاتها مع الريح.
-موظف عانى مع زوجته لمدة 8 سنوات فهي تفضحه في المجالس وبين النساء وفي كل مكان، وقد بذل كل الجهود في إصلاحها، وكثيراً ما تذهب لبيت أهلها وترفض العودة. تزوج بزوجة ثانية قبل سنة ونصف فطلبت منه الزوجة الأولى بعد زواجه بستة اشهر أن تعود لبيتها. وإلى الآن ما سمعنا عنها شيئاً مما سمعناه من قبل، واستقرت حياته مع الاثنتيْن.
وبالرغم من هذا فإني أطلب من معشر الرجال أن يتزوج وهو يحمل في داخله نية سليمة، ولا يتزوج الأخرى لفترة مؤقتة حتى تتأدب الأولى ويعود لها فهذا لا أراه عملاً صحيحاً مشرّفاً يليق بالرجال الحقيقيين.
:::
أقول قولي هذا.. وأستغفر الله لي ولكم.
أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد
مدينة الرياض
الأربعاء 17/11/1433 هـ

لقد دخلت حقل الألغام يابليغ وفتحت على نفسك وابل النيران فخذ حذرك

__________________
اللهم إن أبي نزل بك وأنت خير منزول اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وارفع درجته وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا .. آمين

أعرف هذا قبل كتابة هذا الموضوع.. لكن لا تخافي فأستطيع تجاوزها بسلامة إن شاء الله.

الأخت الكريمة/ متفائلة بالله
-أتفق معك أنّ التعدد لا يناسب أي رجل.
-هناك فئة من الرجال أساؤوا للأمر هذا بسبب حماقاتهم.
-هناك خطأ يختلف عن خطأ آخر.. ولكل شيء علاجه.

الأخت الكريمة/ هبة الرحمن
-الطلاق ليس هو الحل الوحيد فهناك حلول عديدة قبله والله.
-لا تعوّلن كل شيء على جانب واحد في الرجل.. وأظنك تفهمين مقصودي!
-الزواج الآخر له أسبابه ولا أظنه ينحصر في سبب واحد؛ وهو السبب الذي ذكرتِه أنتِ.

الأخت الكريمة/ الحب يكبر
-هذا هدف من أهداف موضوعي بارك الله فيك.
-أحترم رأيك كله.
-والله إن الكثيرات من السيئات يتعدّلن بعد هذا الأمر.. وأقول هذا استناداً على الواقع.
-الرجل العاقل الواعي يعرف كيف يتعامل مع الزوجة إن هاجت وماجت.
-البيوت يا رعاك الله أسرار فنحن لا نرى منها إلا الجزء الظاهر.
-نعم! يوجد للزوجة مخرجاً إن استنفذت طاقتها تماماً ويأست منه وهو أن تطلب الطلاق منه أو الخلع وترى حياتها مع رجل آخر وفق الشرع القويم.. هذا باختصار.
-سننتظر موضوعك.

الأخ الكريم العملاق/ أبو حكيم
-لقد فتحتها فعلاً.. والله المستعان.
-بكل تأكيد كنت أعرف أن عبارة (نعم.. ولكن) ستحضر بقوة مع دعمها بالتبريرات.
-لا تخشَ عليّ يا أبا حكيم فإني أعرف أتعامل مع الأمر إن تحول إلى جدل.. وإني أحترم جميع وجهات النظر.
-يا رجل: لقد فهمت وجهة نظري.. وأي قرار دولي يُنتظر بعد استنفاذ كافة الحلول؟!.. لا يبقَ سوى الصدمة الكبرى كما أسمتها زوجة أحد الأصدقاء.
-نادراً ستجد امرأة توافق عليها.. وأنا هنا لا ألومهن أبداً وأتفهم منهن هذا.
-صدقتَ فيما ذكرته من واقع وحالات وقفت عليها بنفسك.. وهذا يا رعاك الله أدرجه تحت مظلة محاولة النساء قهرهن لبعضهن البعض.
-كن شجاعاً.. واكتب موضوعك يا صديقي، وتحمّل ما يأتيك منهن فهنّ أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا هنا.

__________________
اللهم احفظ لي زوجي وسخره لي واحفظ لي اولادي

الأخت الكريمة/ ناني
-للتعدد مقاصده التي نعلمها والتي لا نعلمها.
-بل وُجد من تفرط في زوجها وهي تحبه بسبب بعض المؤثرات الخارجية.
-بل هناك من لا يستجبن والله.
-بل هناك من عادت والله بعد زواجه بأخرى وأحسن من السابق.
-ممكن أن تكون أسوأ وممكن أن تكون أفضل.. وعودي لبداية موضوعي حين ذكرتُ أن الأمر توفيق إلهي.
-أقوالي السابقة أعلاه أقولها لك استناداً لأرض الواقع وليس اعتباطاً أبداً.

لم يرد نص صريح من الكتاب و السنة يقول ان من مقاصد التعدد
هو كره الرجل زوجته او انه بسبب مشاكل مع زوجته او انه تأديب

حينما نقرا الإباحة الشرعية للتعدد بتلك النظرة نخرج بنتيجة
قاصرة و حكم خاطئ على هدة الشريعة !

و من قال هذه الحكمه انما هي استنباطات لا تستند على دليل قطعي
و تحتمل الخطأ و الصواب ..

بل ان القران يوكد عكس هذه النظرة و يقول تعالى ( فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا
و يجعل الله في خيرا كثيرا ) ..

و حدد القران بشكل صريح علاج النشوز للزوجة و الزوج كذلك
و لم يرد ان التعدد علاج في تلك الحاله ..

و رائي الشخصي ..
ان من رغب بالتعدد فانه سوف يعدد حتى لو كانت زوجته اصلح و اتقى و اجمل نساء زمانها
و العكس صحيح ..
و من رغب بالتعدد فانه يختلق الأعذار اختلاقاً ..
و لا صلاح الزوحة سوف يقيها من التعدد و لا نشوزها أيضاً هو من يجلب لها التعدد
و لو انا نرى ان كل من عدد عليها هي من الصالحات !

و لا ننسى ان لتعدد شروطه و ضوابطه و مقوماته و من عجز عن إرادة امرأة واحده
فهو عن من سواها أعجز ..!
و ما نفع زيد ، قد يضر علي .. فلا يأخذنا الحماس و نقع في الظلم ..