الابتلاء في حياة الناس فنون واشكال واللوان متنوعه

ومن عجائب الابتلاء ان ما يظنه الناس عطاء يكون في حق بعض الناس ابتلاء

وما يكون ابتلاء يكون عطاء عند بعض الناس


السؤال الجوهري


هل الابتلاء امر خارجي ام أمر داخلي ؟؟


بعباره اخرى نقول


هل الابتلاء المؤلم الكئيب الذي يضايقك .. ام الابتلاء ما تكون نهايتة كارثيه


بالنسبه لك بغض النظر عن كونه مريح ام مؤلم .. ام الابتلاء ما يعتقده الناس


كارثي ومؤلم وغير مريح .. ام الابتلاء كل ما ضرك في الاخره وحرمك معونة الرب



تلاحظ


اننا في بيان مفهوم الابتلاء ذكرنا اربع محددات


الاول المحدد النفسي الجواني المشاعري .. وقاعدته (( العبره بما احس به واشعر به واعتقده ))

الثاني المحدد الموضوعي الغائي الخاتمي .. وقاعدتة (( العبره بالمألات والنهايات والخواتيم ))

الثالث المحدد الاجتماعي الثقافي وقاعدته (( اعتماد مرجعية الناس ))

الرابع المحدد الديني وقاعدته (( رضي الله وثوبه وبركته ومعونته ))



نضرب مثالا

المرض


هو شي مؤلم بالنسبه للانسان .. فهو ابتلاء في حسه وشعوره


وهو شي مؤلم بالنسبه للناس .. فهو ابتلاء في ثقافة الناس


وهو شي مفيد اذا ادي الى عاقبة حسنه نافعه في الدنياء كصحة الجسم والسلامه من الاخطار

وهي شي نافع في الدين اذا احتسب الانسان وطلب رضى الرب سبحانه




مثال اخر


اذا ابتلت بأبناء ضعفاء العقول او ضعفاء المشاعر والشخصيه .. او ضعفاء الاجسام



ضعيف العقل مراتب
(( غبي .. معتوه .. تخلف عقلي بسيط .... تخلف عقلي متوسط .. تخلف عقلي شديد))


ضعيف المشاعر مراتب

(( لايدافع عن نفسه .. غضبه داخلي لا خارجي .. يشك في قدراته .. يحقر نفسه ..

كئيب .. قلق .. عصابي ))


ضعيف الجسم مراتب


(( كثير الامراض العارضه .. عنده عاهه مستديمه .. عنده مرض مستديم خطير ))



بعد هذا الترتيب اقول


هل الابتلاء بالابناء الضعفاء نعمه ام نقمه ..؟؟


اذا نظرنا الى الامر في مفهوم الناس وفي مشاعر الفرد فهو ابتلاء

واذا نظرنا الى الامر في مفهوم الخواتيم والنهايات فهو ابتلاء بأعتبار انهم لاينفعون

ويكونون عالة على والدهم حتى الممات (( وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير ))

ويكنون ابتلاء اذا كانوا غير نافعين في الحياة وعالة على والدهم من ناحية موضوعيه


واذا نظرنا بأعتبار البركه والاجر فهم نعمه لقول الرسول عليه السلام (( ابغوني

الضعفاء انما تنصرون بضعفائكم )) ولان فيهم اجر في المصيبه



خلاصة الامر




ان الابتلاء له فلسفه فرديه ذاتيه .. وفلسفه اجتماعيه .. وفلسفه موضوعيه .. وفلسفه دينيه




الفلسفه الذاتيه تحكم على الاشياء من خلال الشعور والاحساس الذاتي كالضيق والحزن

او الانشراح والهدؤ والفرح


الفلسفه الاجتماعيه تحكم على الاشياء من خلال ثقافة المجتمع (( عادات وتقاليد وقيم ))


الفلسفه الموضوعيه تحكم على الاشياء من خلال دائرة النفع والضرر المادي العاجل

او العجل وبغض النظر عن كونه سار او غير سار مفرح او محزن العبره بالخواتيم


الفلسفه الدينيه تحكم على الاشياء من خلال بركة الرب وثوابه الاخروي



واذا نظرت الى اي ابتلاء


فأنظر اليه من ناحية شعوربك به


وأنظر اليه من ناحية كلام الناس عنه

وأنظر اليه من ناحية نفعه وضرره عليك في الحياة


وانظر اليه من ناحية نفعه وضرره عليك في الاخره

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ’’’


واذا نظرت الى اي ابتلاء


فأنظر اليه من ناحية شعوربك به

أتفق هنا في هذه النقطة


وأنظر اليه من ناحية كلام الناس عنه

ولما نهتم للبتلاء من نظرة الآخرين ؟!

الآخرين ليس كل بأمثال بعض ينظر للبلاء بعين الرحمة بل بعين الشماته ووووو أشكال كثيرة ...!

وبالتالي فيكون كلام الآخرين بتأثير سلبي على المبتلى ...

أتمنى أن تكون فهمت المقصد

وأنظر اليه من ناحية نفعه وضرره عليك في الحياة

وهذا يعود للأنسان المبتلى ’’فهو الوحيد الذي يستطيع أن ينظر من هذا المنظور ...


وانظر اليه من ناحية نفعه وضرره عليك في الاخرة ..


جعلك الله قلماً سيالاً للحق دوماً ...

وجزاكَ الله خيرا أيها الأستاذ الفاضل ...

جزاك الله خير

وبارك فيك ونفع بك ....

__________________