رد: لما تكون شاذ عن قبيلتك !
أخي الكريم : محمد ، تحمل ثرثرتي وكلامي :
أولا : اعلم أن الماضي قضى وانتهى ، ولا يمكن أن نغير فيه شيئا ، لا يمكن لا يمكن ، من إهلاك النفس والعقل أن نفكر فيه بألم ، هناك من الناس من جعل الماضي كالوحل أو القيد الذي يقيد رجليه فلا يتقدم ، وهناك من الناس من جعل الماضي سببا للتعلم وتصحيح الأخطاء ، فكن من النوع الثاني.
ثانيا : وكل منا له ماض سيء ومليء بالأخطاء ، وكل خطأ نقع فيه يكون سببا لباب كبير من العلم والتجربة ، كلما كان الخطأ فادحا ، كلما كان التعلم أفضل وأقوى.
ثالثا : الأخطاء والذنوب ، نعمة من الله عز وجل ، حتى نتوب ونتعلم ويغفر الله لنا ، ونلتجىء إلى الله ، ونكون دائما قريبين منه سبحانه ، قال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيدِه ! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون ، فيستغفرون اللهَ ، فيغفرُ لهم ) صحيح مسلم.
رابعا : كل ذنب مهما كان ، مهما كان عظمه وكبره وقذارته ، فالله جل جلاله يغفر لك ، بل ويبدل سيئاته حسنات ، وحين يغفر الله للعبد فإنه يرحمه ويوفقه وييسر له أموره ويستره ويصلح شأنه ، فتقرب إلى الله وأكثر من الاستغفار فهو مفتاح كل هم ، وأكثر من الدعاء ، اسجد لله وأخرج دموعك وهمومك في سجادتك ، ستجد اللذة والخير والنور والسعادة.
خامسا : صورتك عن نفسك ليست صحيحة ، فأنت تصف لنا نفسك كما تراها أنت لا كما يراها الآخرون ، أنت شخص آخر في نظر الآخرين ، أخي محمد : دون مبالغة ، هناك ملايين الناس يتمنون حياتك وصفاتك الجميلة التي فيك التي لم تنتبه لها ، لأننا نحن البشر نركز في السلبيات فقط ، بل هناك بشر يحسدونك ويغبطونك ويريدون 10 % من حياتك .
سادسا : كلما زاد همك فتذكر أن هناك من هو أشد منك هما وذنوبا وأخطاء وتعبا.
سابعا : لا بد لا بد أن تحسّن علاقتك مع الله ، فحين تحسن علاقتك مع الله ، يحسن الله كل شيء في حياتك ، الصلاة ، الأذكار ، القرآن.
ثامنا : صب القهوة ، إكرام الضيوف ، وغيرها من المجالات الاجتماعية ، حلها مع كثرة التجارب وكثرة ممارستها ، وهي حاجز بسيط يذهب ويتلاشى ، وخاصة حين تبدأ بعلاقاتك جديدة مع أناس لا يعرفونك ، هنا تتجرأ أكثر وتتعود أكثر ، فأنت الآن على أبواب الدخول إلى الجامعة ، حاول أن تتعرف على أصدقاء جدد ، واعزمهم في بيتك أو في مطعم أو في حديقة وأكرمهم ، ستجد الحاجز يذهب مع الوقت دون تعب ودون جهد ، وستتعجب أن الموضوع بسيط جدا.
تاسعا : الجامعة عالم آخر سيزيد ثقتك بنفسك ، في الجامعة أنت مسؤول عن نفسك ، لا طابور صباحي ولا اتصال بولي أمر ، أنت حر في الجامعة ، كثير من الشباب الذين مثل مشكلتك ، شفاهم الله بعد دخولهم الجامعة ، بدؤوا بعلاقاتك جديدة ، اهتموا بدروسهم ، وثق منهم أساتذتهم ، بدؤوا في تنظيم وقت للدراسة ووقت لممارسة الرياضة ، واشتروا ملابس جديدة ، وأدوات جديدة.
عاشرا : واحمد الله أنك وصلت إلى الجامعة ، وهذا دليل على قوة عقلك وتفكيرك وتميزك الذهني ، هناك آلالاف الشباب الذين لم يقدروا على الوصول بسبب معدلاتهم الضعيفة وبسبب ظروفهم القاهرة ، وبعضهم بسبب الأمراض العضوية والنفسية ، هناك آلالاف يتمنون الدخول إلى الجامعة ولو دفعوا ملايين الريالات لكن لا يقدرون.
الحادي عشر : هناك علاج القرآن ، القرآن شفاء ، الوصفة سهلة جدا جدا ، تتوضأ تفتح المصحف على البقرة أو على أي سورة تقرأ صفحة صفحتين عشر صفحات قدر استطاعتك ، وتنفث على نفسك بنية الشفاء من جميع الأمراض ، ستجد والله والله والله تغيرا كبيرا في حياتك ، لكن توكل على الله ( وإذا مرضت فهو يشفين )
الثاني عشر : تحتاج إلى علاج سلوكي وهو القراءة في كتب تطوير الذات ، تقوية الثقة بالنفس ، والاستماع للمحاضرات في اليوتوب في هذا الموضوع واستمع : للدكتور عبد الكريم بكار ، إبراهيم الفقي ، وغيرهما.
الثالث عشر : هناك جلسات سلوكية ، تجلس مع شخص متخصص تتكلم معه يجيب عن أسئلتك ومشاكلك ، يوجهك توجيها صحيحا ، وتقرأ معه كتابا وتتناقش معه توجد هذه الأمور كما سمعت عند عيادات ميدي كير في الرياض ، وعندهم أيضا استشارات هاتفية تتصل وتستشير الدكتور عبد الله السبيعي أو أسعد صبر .
الرابع عشر : لا تلم أحدا من أهلك ، صحيح عليهم جزء من الخطأ ، لكن ابدأ بإصلاح نفسك ، وإنقاذها من هذا التعب وهذا الهم.
والمعذرة على كثرة كلامي ، أسأل الله لك التوفيق والإعانة.
__________________
وأنت لا تعلم ، ربما تقول كلمة تصلح بين زوجين وتبني أسرة سعيدة ، فاحتسب!
( سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم )
التعديل الأخير تم بواسطة صباح التفاؤل ; 22-07-2015 الساعة 08:50 AM