تجاذبات الطبيعة البشرية والثقافة التلقائية
موضوع إجتماعي فلسفي
هكذا يبدو لي.
أجمل ما في مسيرة الإنسان هو أنّه يستطيع أن يربّي نفسه ويستطيع أن يغيّر من طباعه وأخلاقه
التغيير الجذري طبعا صعب
ويمكن نقدر نقول مستحيل,
فإذا تذكّرنا أخطاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم والرسول صلى الله عليه وسلّم لم يزل بين ظهرانيهم,
نفهم معنى أن الإرث السلوكي صعب استئصاله,
لكن يمكن تقويمه وتقليمه ,,
ويمكن تعديلة للوصول به إلى جودة تخضع لقوّة الإرادة وحسن الإجتهاد.
ومع ذلك:
لا ننكر نحن كأصحاب عقيدة أنّ بعض الصفات هي رزق, هي أخلاق جبل عليه صاحبها بمنّة من الله عزّ وجلّ,
ولا نعلم التركيبة التي خضع لها هذا الإنسان ليكون هكذا أو كذلك.
نعرف حديث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة
قال يا رسول الله, أهما خلقان تخلقت بهما, أم جبلني الله عليهما,
قال: بل جبلك الله عليهما .
فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله
(رواه أحمد وأبو داود).
ونعرف أيضا أنّ أبا بكر الصّديق رضي الله عنه, على خلاف أكثر أهل قريش, لم يشرب الخمر حتى في الجاهلية, نفسه تاباها من غير أمر, إنّما هو الخلق الكريم.
لكن بقاء أثر النشأة والبيئة نجده في حادثة أبي ذر الغفاري مع بلال رضي الله عنهما حين نعته بابن السوداء.
أما عن ازدراء المسلم لغيره, فهي جزئيّة مهمّة فيما ينبغي أن يكون عليه خلق المسلم ,
المسلم يحمد الله أن جعله كذلك وبدل ان ينظر لغيره بدونيه, عليه أن يستشعر مسؤوليته في الأخذ بايديهم بما استطاع,
وأضعف إمكانياته الدعاء لهم.
ويبقى على غير المسلمين أيضا واجب التفكير حين يدعون إلى الحق وقد جعل الله منهاج الفتوحات بالدعوة أوّلا ثم الجزية قبل الفتح,
هذا يتبيّن أنّ الفطرة توجب عليهم التفكير قبل المكابرة والصدّ ,
وعلى المسلم أن يدعو بسلوكه وأخلاقه بدل أن يتعالى ويمعن في السب والقذف,
آسفة على الإطالة وقد ذهب بي الموضوع إلى أكثر من هذا لو استرسلت.
__________________
إن كنت في مجالس الناس فاحفظ لسانك,
وإن كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك.
ممتنّة لله وحده