في البداية أقول أختي ...
أرى أن تتخذي قراراً حاسماً ....
بــــــــــــــــأن ...
لا طلب للطلاق ....
أمهليني لحظة ولا تتركي ردي ...
أعلمُ أنكِ قد تكوني غير راضية عن كلامي حتى الآن ...
ولكن اتركي لنفسك فرصة لإكمال ما أود قوله ...
نعم أختاه ... لا تطلبي الطلاق ...
على الأقل لفترة ... التحقق من الأمر والبحث ورائه .. و الحوار حوله ...
وبمعنى آخر اتركي عقلك المتصرف في هذه الفترة لا قلبك وعاطفتك ...
( لعلي أطلبُ أمراً صعباً ) !!!
لكن صدقيني .. هو ليس بصعوبة الإحساس بعد الطلاق ... وتبعات ذلك
ليس لأن الطلاق أمرٌ شيء على الدوام ... كلا فهو في بعض الأحيان حلاً وراحة ..
قال تعالى في سورة النساء :
((
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{128} وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{129} وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً{130} ))
و أرجو أن تمري سريعاً كذلك على تفسير هذه الآيات ...
(
وإن امرأة) مرفوع بفعل يفسره (
خافت) توقعت (
من بعلها) زوجها (
نشوزا) ترفعا عنها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها (
أو إعراضا) عنها بوجهه (
فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا) في القسم والنفقة بأن تترك له شيئا طلبا لبقاء الصحبة فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها (
والصلح خير) من الفرقة والنشوز والإعراض قال تعالى في بيان ما جبل عليه الإنسان (
وأحضرت الأنفس الشح) شدة البخل أي جبلت عليه فكأنها حاضرته لا تغيب عنه ، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل لا يكاد يسمح عليها بنفسه إذا أحب غيرها (
وإن تحسنوا) عشرة النساء (
وتتقوا) الجور عليهن (
فإن الله كان بما تعملون خبيرا) فيجازيكم به .
ثم يتلو ذلك ...
(
ولن تستطيعوا أن تعدلوا) تسووا (
بين النساء) في المحبة (
ولو حرصتم) على ذلك (
فلا تميلوا كل الميل) إلى التي تحبونها في القسم والنفقة (
فتذروها) أي تتركوا الممال عنها (
كالمعلقة) التي لا هي أيم ولا هي ذات بعل (
وإن تصلحوا) بالعدل بالقسم (
وتتقوا) الجور (
فإن الله كان غفورا) لما في قلبكم من الميل (
رحيما) بكم في ذلك
وأخيراً .. وهو شاهدنا ..
(
وإن يتفرقا) أي الزوجان بالطلاق (
يغن الله كلا) عن صاحبه (
من سعته) أي فضله بأن يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها (
وكان الله واسعا) لخلقه في الفضل (
حكيما) فيما دبر لهم
إذا استطعتِ اتخاذ هذا القرار ... فهو الخطوة الأولى ..
تليه خطوات التحقق من الأمر بهدوء ...
و طلب الحوار مع الزوج ..
ولا تكلي ولا تملي أختاه من المحاولات ...
ولا تجعلي الفرصة التي تعطيها لنفسك لبحث الأمر مع زوجك قليلة ...
فكأنما تكون فاصلاً عن الطلاق ضعيفاً يسقط مع أول محاولة غير ناجحة ...
ولا تنسِ أبداً ... التقرب إلى الله عز وجل .. وكثرة الدعاء والإلتجاء له سبحانه
فهو من بيده حل الأمور أولاً وآخراً ...
و ما البشر وما حولهم إلا أسباب يسخرها الله للإنسان لحل مشاكله ..
هذا رأيي .. ولكِ ما ترين فعله ..
وفقكِ الله أختي الكريمة ... وسدد خطاك ..