أخي الفاضل /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بالنسبة للأعياد المتعددة مثل عيد الميلاد ونحو ذلك ,,, فالاحتفال فيها بكونها عيد والاستعداد لها استعداد خاص , وعمل مناسبة عامة لذلك ,, وتغيير نمط ذلك اليوم والتهنئة لها كما يفعل الكفار فهذه لاشك في حرمتها للأدلة الواضحة في ذلك ,, فليس في الإسلام إلا عيدان ..
وسوف اعرض لكم فتاوى العلماء نحو هذا الامر مع تلخيص للحكم الشرعي ومبرراته :
أولا : لايجوز تسمية أي مناسبة باسم : عيد ....
ثانيا : الاحتفال بهذه المناسبة تقليدا واتباعا للغرب في هذه الأمور , كطريقة الاحتفال والتهاني والكلمات , فهذا داخل في التحريم من باب أولى , لآن الحكمة من قصر الأعياد في الإسلام على ماورد هو مخالفة الكفار , ويؤكد ذلك : تخصيص يوم الجمعة بكونه عيد دون يوم السبت أو الأحد بعد سؤال النبي عليه الصلاة والسلام عن فعل المشركين في هذين اليومين ..
والدليل على ما ورد في أولا وثانيا :
تواترت النصوص الشرعية على حصر الأعياد الزمانية في الإسلام في عيدين حوليين هما الفطر والأضحى لا ثالث لهما سوى العيد الأسبوعي يوم الجمعة وأن ما سوى ذلك من الأعياد إنما هو محدث سواء كان أسبوعياً أم حولياً أم قرنياً أم غير ذلك.
والأصل في هذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر). رواه أبو داود والنسائي ولفظه: (كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما…) الحديث .
فحصر النبي صلى الله عليه وسلم أعياد الإسلام في هذين اليومين ونهى عن غيرهما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما) يقتضي ترك الجمع بينهما لا سيما وقوله: (خيراً منهما) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
وأيضاً فقوله لهم: (إن الله قد أبدلكم) لما سألهم عن اليومين فأجابوه بأنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن ذكر هذا الإبدال مناسباً، إذ أصل شرع اليومين الإسلاميين كانوا يعلمونه ولم يكونوا ليتركوه لأجل يومي الجاهلية…] .
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقولت الأنصار يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله: [فالدلالة من وجوه: أحدها:قوله: (إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا). فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال: {ولكل وجهة هو موليها} وقال: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص.
الثاني: قوله: (وهذا عيدنا) فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه…]الخ .
وكذا الحديث المشهور: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
فهو أصل في رد كل المحدثات في الدين ومنها الأعياد الزمانية والمكانية.
وبيان ذلك: أن الأعياد بأنواعها هي من شعائر الدين حتى الأعياد المدنية فيشملها هذا.
ثالثا : الفتاوى الواردة في عيد الزواج ونحوه ,, مع التوجيه :
ـ فتوى فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
سئل فضيلة الشيخ : عن حكم إقامة أعياد الميلاد للأولاد أو بمناسبةالزواج.
فأجاب بقوله : ليس في الإسلام أعياد سوى يوم الجمعة عيد الأسبوع ،وأول يوم من شوال عيد الفطر من رمضان ، والعاشر من شهر ذي الحجة عيد الأضحى وقديسمى يوم عرفة عيداً لأهل عرفة وأيام التشريق أيام عيد تبعاً لعيد الأضحى.
وأما أعياد الميلاد للشخص أو أولاده ، أو مناسبة زواج ونحوها فكلهاغير مشروعة وهي للبدعة أقرب من الإباحة.
((الفتوى رقم (17779) وتاريخ 20/3/1416هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (فنحب أن نسأل عن ظاهرة انتشرت في هذا الزمان وهي إقامة احتفال من بعض الناس على مرور خمس وعشرين سنة من ولادته وقد يسمى بالعيد الفضي أو اليوبيل الفضي وبعد مرور خمسين سنة كذلك ويسمى بالعيد الذهبي وبعد خمس وسبعين عيد يسمي بالعيد الماسي وهكذا ومثل هذا يقام أيضاً على فتح بعض الأماكن مثل بعض الإدارات أو الشركات أو المؤسسات لمرورها بمثل المجموعات الآنفة الذكر من السنين وهذه ظاهرة منتشرة.
هل هذه الاحتفالات سنة أم بدعة ونسأل بالله الإجابة على هذا السؤال حتى نكون على بصيرة من أمرنا).
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه لا تجوز إقامة الحفلات وتوزيع الهدايا وغيرها بمناسبة مرور سنين على ولادة الشخص أو فتح محل من المحلات أو مدرسة من المدارس أو أي مشروع من المشاريع لأن هذا من إحداث الأعياد البدعية في الإسلام ولأن فيه تشبها بالكفار في عمل مثل هذه الأشياء فالواجب ترك ذلك والتحذير منه وقد صدرت منا فتاوى في هذا الموضوع نرفق لك صوراً منها زيادة في الفائدة وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.))
رابعا : تخصيص موعد الزواج بشيء معين من ادخال السرور والبهجة بين الزوجين بشكل خاص بينهما , ودون اشراك غيرهما , ودون احتفال يتضمن بعض المحظورات السابقة بداء من التسمية بالعيد , ومرورا بطريقة التعامل مع هذا اليوم والاستعداد له , وانتهاء بالعبارات التي تقال فيه كقول : كل سنة وانت بخير ,, ونحو ذلك مما يشعر باعتباره عيدا ,,,,
وعلى هذا تحمل الفتاوى المجيزة :
((فضيلة الشيخ - حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بعض النساء المستقيمات - نحسبهن كذلك والله حسيبهن - يُقمْنَ حفلاً تذكارياً في يومتاريخ زواجهن، وهذا الحفل يكون بين الزوجة وزوجها/ وتقوم الزوجة بهذا الأمر لإدخال السرور على قلب زوجها وعلى قلبها، ولتصفية الشوائب والأكدار الزوجية، فهل إقامتهالهذا الحفل - الخاص بها وبزوجها فقط - فيه شيء؟ وهل يدخل في حكم الأعياد المحرمة؟علماً أنهن لا يقصدن بذلك أنه عيد بل حفل تذكاري فقط.
أجاب الشيخ / سلمان العودة : بالنسبة لتخصيص مناسبة الزواج بشيء من إدخال السرور بين الزوجين، وتصفية الأكدار التي تعتري حياتهما فلا بأس بها؛ لأنها ليست أمراً تعبدياًدينياً، وليست أمراً عاماً، وإنما هو خاص بينهما؛ فلا حرج فيه. ))وقد ذكر غير واحد من العلماء أن فعل الزوجين على النحو السابق وضمن الضوابط المذكورة لايدخل في دائرة المحظور ..
الخلاصة :
1ـ الاحتفال بيوم الزواج على أنه عيد ـ تسمية أو مضمونا بالفعل والتهنئة ـ : محرم شرعا , ولاشك في تحريمه لما سبق من الأدلة .
2ـ تخصيص هذا اليوم بما يخل السرور على الزوجين بشكل يجعل من العلاقة الزوجية أكثر ترابطا ومودة : لايدخل في المحرم , بشرط تقيده بالضوابط التالية :
1) عدم تسميته أو قصده عيدا .
2) اختصاصه بهما دون إعلانه .
3) عدم فعل شيء يخرجه عن التحريم كمثل التقليد للكفار فيه , وهذا يخص بشكل أساسي :
§ عبارات التهنئة .
§ طريقة الاحتفال .
§ نشر خبره أو التعبير عنه بأسلوب تقليدي للكفار ..
فهذه الأمور يجب أن تكون بعيدة عن التقليد للكفار ..
والله أعلم ..
وعلى هذا أخي الفاضل تم الجواب على الموضوع بعموم , وكذا حكم الاحتفال بيوم الزواج بخصوصه ,, وفيما يخص الاحتفال بقدوم المولود , وكذا مشاركاتهم في أعيادهم غير الدينية فينطبق عليها الحكم العام بالتحريم , وقد اتفق اهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة انظر الاقتضاء (2/425) وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/227 - 527) والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي (533) .
قال شيخ الإسلام : " لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك, ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك, ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة . وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم, بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام " مجموع الفتاوى (52/923).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة 2/722
(فصل حكم حضور أعياد أهل الكتاب....فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضورمعهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهلهوقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم)
آمل أن يكون هذا النقل واضحا ,, وجزاك الله خيرا على هذا الحرص ..