الحمدلله الذي جعلك ثابتا ناطقا للحق .
والدها يريد الإصلاح لكنه يخشى من ردة فعل ابنته ووالدتها ؛ لذا تراه يطالب بالجواز كما أملوا عليه طلبهن وعند رفضك لإعطائه الجواز استشاط غضبا وخرج .
أجزم أنه عاد للبيت غاضبا واصطدم مع ابنته لعدم وضوحها ففرغت شحنتها وقهرها في الرسالة لذا لا تدقق في كلماتها كثيرا لأن الغاضب غالبا لا يسيطر على مشاعره وأسلوبه فغض الطرف عن أي إساءة بالرسالة من قِبلها ليسَ ضعفا منك لكن سعيا للإصلاح .
والد زوجتك غاضب الآن ومنصدم من ردة فعلك معه لا تقلق بإذن واحد أحد سيراجع نفسه وسيدرك كم أنت مُحق وأن البشر ليسوا سواء فمن يرضَ بذاك لا يرضَ بهذا .
كنت سأقول لك اتصل عليها وتفاهما سويا لكن قرأت ردك بأنك لست مستعد نفسيا ليلة البارحة والحمدلله أنك أدركت حالتك النفسية بأنها لا تسمح لك بالمكالمة لئلا يتفاقم الأمر ويزداد سوءا وتعقيدا .
لكني أيضا أميل إلى أن تهاتفها كما يميل إليه أبو حكيم والبليغ وبعض إخوتي وأخواتي هنا وإن شاء الله أنك اليوم أفضل بكثير من ليلة البارحة .
قد تصرخ وتعاتبك بصوت مرتفع وتتهمك بكم هائل من الإهمال واللا مبالاة لكن لا تكترث من كلامها ولا تعلق كثيرا على ردة فعلها وتفاهما سويا حتى وإن كان أسلوبك جاف قليلا لكن اجعل نبرة صوتك هادئا ، المهم أن ترضي ضميرك بعدم الإساءة إليها أو رفع الصوت عليها وبإذن الله لن يحدث شيء من هذا القبيل من رفع صوت وما شابه .
أكثر صفتين عرفتها عن زوجتك أنها عصبية بعض الشيء وعنيدة جدا لذا لا تدقق كثيرا في ردة فعلها .
بالنسبة لرسالتك أعلم أنك مستاء من الوضع وتريد تقويم حياتك على أسس ومبادئ واضحة وأن يعرف كل واحد ما له وما عليه لكن بصراحة فمنذُ أن قرأت الرسالة ولو أرسلها لي شخص فلن أتقبلها بتاتا فهي أشبه بتلقي أوامر وشروط في قائمة عمل .
بإمكانكما الاتفاق في المكالمة على الشروط كما أسلف بقوله أخي البليغ ويكون ذلك بأسلوب لطيف وليّن وهادئ ولا تنسَ بأن نبرة الصوت مهمة وهذا ما دعانا لرفض الرسالة .
ردد دائما اللهم ليّن قلبها كما لينت الحديد لداوود .