القيوم اسم من أسمائه الحسنى، يدور على معنيين:
1/الباقي الذي لا يزول.
2/هو الذي قام بنفسه فلم يحتج إلى أحد، وقام كل شيء به فكل ما سواه محتاج إليه بالذات
.وإذا استشعرت هذا المعنى انقطع قلبك عن المخلوق الذي لاقيام له إلابالله، وفوضت أمرك للقيوم سبحانه
فإيجادك ورزقك وصحتك وتسخير المخلوقات لك ولباسك ونومك وجوارحك وغير ذلك كلها من آثار الأسم ( الرحمن) جل جلاله فرحم الله عبداً ترجم شكره إلى عمل .
(الرحمن) "من أعطى اسم الرحمن حقه،عرف أنه متضمن لأرسال الرسل وإنزال الكتب أعظم من تضمنه إنزال الغيث وإنيات الكلأ وإخراج الحب فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب
والأرواح أعظم من إقتضائها لما تحصل به حيّـــاة الأبدان"
قال ابن القيم :
إن الأدب مع الله هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهراً وباطناً .
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء :
1- معرفته بأسمائه وصفاته ،
2- ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ،
3- ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علماً وعملاً وحالاً
والله المستعان ..
وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبته وذكره والابتهاج به ، وطلب الوسيلة إليه ، والزلفى عنده ،
ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه ، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف ، وله أطلب ، وإليه أقرب ، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل ، وإليه أكره ، ومنه أبعد . والله ينزل العبد من نفسه حيث يُنزله العبد من نفسه .
ورد ذكره في القرن مرتين، ومن معانيه: المبارك. والبركة الحقيقية لا تُسأل إلا من الله عز وجل، فالله مبارك في أقواله وأعماله، ولذلك البركة المطلقة لا تطلب إلا من الله سبحانه وتعالى، وقيل: هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الأولاد والأنداد، وقيل:هو المنزه عن كل وصف يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير،وقال ابن كثير: المنزه عن النقائص؛ الموصوف بصفات الكمال.ولا مانع من حمل المعنى على الأربعة معاً ..
إذا علمت أن الله هو القدوس سبحانه، فنزه عن النقائص في ذاته صفاته وأسمائه الحسنى وفي أقواله وأفعاله ونهيه وأمره، واعلم أنه موصوف بكل كمال، فقوله الصدق، وخبره الحق، قال تعالى: (ومن أصدق من الله حديثا)وفعله منزه عن الخطأ والنسيان(وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئاً عبثاً أو سفها(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا)فإذا جاءت الآية فيها فعل منسوب له -سبحانه وتعالى- فاعلم أن هذه تقديس لله سبحانه فأرعِ لها سمعك..!