أخي الكريم :

الكتاب الذي ذكرته كتاب جمعت فيه فتاوى المشايخ الذين ذكرت اسماؤهم
واسمه فتاوى المرأة المسلمة ومتوفر في المكتبات وسعره 28 ريالا


وفي بداية الكتاب تعريف لكل منهم
1-سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ : مفتي المحكمة ورئيس القضاة والشؤون الاسلامية طيب الله ثراه
2-عبد الله بن حميد: رئيس مجلس القضاء الاعلى للقضاء سابقا
3--رئيس الرئاسة العامة للاشراف على الحرمين الشريفين وقد تولى رئاسة المجمع الفقهي في رابطة العالم الاسلامي وعضوا في المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة واعداد الدعاة


4- محمد بن صالح العثيمين: امام الجامع الكبير في عنيزة ومدرس بكليتي الشريعة واصول الدين بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم وعضو هيئة كبار العلماء


5-عبد العزيز ابن عبد الله بن باز: مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا وله عضوية في كثير من المجالس العلمية والاسلامية


6- صالح الفوزان : مدير المعهد العالي للقضاء


7- عبد الله بن جبرين : مدرس بكلية الشريعة في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة وهو عضو افتاء في رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد سابقا ادارة البحوث العلمية حاليا

ومن التعريف السابق يتضح لك ان الكتاب يضم فتاوى لقضاة معروفين هذا اذا اتفقت معك على أن الحكم الشرعي لابد أن يصدر من قاضي
فالقاضي والمفتي سواء طالما أنهما يتبعان كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا هو الأصل

ثانيا : يبدو أنك لم تفهم ماهو الخلع فالخلع يا أخي هو طلب من الزوجة بفسخ عقد النكاح على أن ترد للزوج مهره

وتعريفه في الاصطلاح: فراق الزوج لزوجته بعوض بألفاظ مخصوصة (وكلمة عوض معناها أنها تدفع للزوج مقابل أن يتركها)

فكيف ستتخذ المرأة الخلع ذريعة لكسب المال وهي اصلا مطالبة برد المهر للزوج اذا طلبت الخلع؟ ؟؟؟

وللعلم فإن القاضي لن يخلع كل إمرأة طالبت بالخلع بل يجب أن تكون كارهة للزوج بحيث لا تستطيع العيش معه ولا تستطيع إعطاؤه حقوقه من شدة بغضها(راجع كتاب الملخص الفقهي للدكتور صالح الفوزان وستجد كل الأحكام المتعلقة بالخلع: ضوابطه وشروطه و الحكمة من مشروعيته ومدة العدة للمخالعة وأحكام أخرى لا يتسع المقام بذكرها وهو كتاب موثوق وصاحبه هو مدير المعهد العالي للقضاء أي أنه قاضي )

وأنالم أقصد في ردي أن أشجع زوجة أبو صالح على مطالبتها بالخلع ولكني أنبهك من فتوى أفتيتها بغير علم ولم يرد لها في كتاب الله ولا سنة نبيه أصلا أو دليلا

وكما أن المرأة من حقها أن تطلب الخلع للأسباب السابق ذكرها فإنه إذا لم يكن هناك حاجة للخلع فإنه يكره وعند بعض العلماءأنه يحرم في هذه الحال لقوله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما باس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه الخمسة إلا النسائي

واعتقد أنه بالتوفيق بين هذا النص ونص الخلع يتضح لديك أن الدين الاسلامي لم يجعل الخلع ذريعة للمتعة المحرمة كما تدعي بل ضبطه بضوابط

ولكن ليس من هذه الضوابط عدة تستمر لمدة 5 سنوات


ثالثا : الفتوى التي ضمنتها ردي كانت موثقة بدليل وأنت لم تورد دليلا بل أردت مني أن اسأل قاضيا وهل سيحكم القاضي بحكم لم يرد في الكتاب والسنة ؟؟؟




وهذا نص الدليل على صحة القول بأن عدة المختلعة هي حيضة واحدة إليك وهو حجة :

ففي الصحيح : أن امراة ثابت بن قيس رضي الله عنه قالت: يا رسول الله! ما أعيب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الاسلام (أي كفران العشير المنهي عنه والتقصير فيما يجب له بسبب شدة البغض له) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم(اقبل الحديقة وطلقها تطليقة) وأمرها أن تعتد بعد الخلع بحيضة
أخرجه البخاري من حديث ابن عباس

وهذا ليس خاصا بالصحابي المذكور وزوجته بل هو حكم عام ودليل ثابت يستند إليه أهل العلم


رابعا: أنا لم أقرأ الكتب بسرعة ورديت لأنني أعلم أنني محاسبة أمام الله على كل كلمة أكتبها خاصة وأن هذه فتوى وأجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار

ويمكن لأي شخص أن يعرف أنني وثقت كلامي بأدلة مما يدل على عدم تسرعي
بل اسمح لي يا أخي أنت من تسرعت ونطقت بفتوى من غير علم فلتحذر عاقبة ذلك


كان من الممكن أن توجه نصيحة لصديقك بألا يطلق زوجته وأن يتريث في الحكم عليها وأن يدعها لفترة من الوقت لتريح أعصابها ولتهدأ ثورة الغضب في نفسها ولكن لا يصل الأمر إلى حد الإفتاء يا أخي بدون دليل

وأنا لا اتخذ المنتدى ساحة للجدل أو القاء الاتهامات ولكن هذا هو الحق والحق أولى أن يتبع ولا تظن يا أخي أنني قد ذكرت ما ذكرت لمجرد معارضتك أو مخالفتك ولكني أخشى يوما تشهق فيه القلوب والابصار وأرجو أن أجد بعد مماتي أجرا يجري علي بعلم ينتفع به اذكره لمن جهله



أرجو أن تتقبل الأمر بصدر رحب وأن تحذر يا أخي من التطرق للفتوى بدون دليل أو المجادلة في أمر اسنده العلماء بأدلة من الكتاب والسنة


والله ولي التوفيق