نوير: ياليت زوجي .. عايض: ياليت زوجتي ..
نوير وعايض زوجان مثل أغلب الأزواج يتوقع كل منها بأنّ الآخر هبة له من رب العالمين ، وتقع الدهشة وتحل الغرابة عندما يسمع أحدهما أو كلاهما مقارنة زوجة لزوجها بأزواج الأخريات أو مقارنة زوج لزوجته بزوجات الآخرين التي يتخللها طبعاً ندب الحظ والسخط من الحياة الزوجية ..
ومع مرور الأيام وتوالي السنين يمر الزوجان بما كانا منه يستغربان !!
نوير : ياليت زوجي يقعد معنا في البيت مثل زوج فلانة..
هذه الكلمات تفسر أن هذا الزوج لا يحب زوجته ولا يضعها في أولوياته كما يفعل الزوج الآخر..
عايض : ياليت زوجتي تهتم فيني مثل اهتمام زوجة فلان بزوجها..
هذه الكلمات تفسر أن هذه الزوجة لا تحب زوجها ولا تضعه في أولوياتها كما تفعل الزوجة الأخرى..
هذه المقارنة ( الظالمة ) تتسبب في إثارة غضب الزوج والزوجة، وقد تكون هذه المقارنة بداية تليها مقارنات عديدة وبالتالي يكون عصر الصداقة بين الزوجين قد ولى وانتهى ..
وانطلقت صافرة عصر جديد!!
إن ظاهرة التحدث عن الأزواج ومقارنة بعضهم ببعض ظاهرة منتشرة لا تكاد تخلو منها مجالس النساء إلا من رحم الله تعالى ..
** المقارنة التي تكون لصالح زوج الأخرى، لا تخلو من أمرين:
1. قد تكون خوفاً من الحسد أو العين .
2.قد تكون لإقناع الزوجة لجليساتها بصدق أحاسيسها (المبالغ فيها)وإن كان زوجها ليس بالسيئ تماماً ..
وفي كلا الحالتين تتصف المقارنة بالكذب أحياناً أو المبالغة الزائدة ..
أما بالنسبة للرجال فغيرة الرجال وكرامتهم فضلاً عن طبيعتهم التي تأبى هذه المقارنة جملة وتفصيلاً،بل يحق لي القول عن استحالتها تماماً ( حيث يستحيل أنّ مجموعة من الرجال يبدؤون بالمقارنة بين زوجاتهم)، ومع هذا تجد أنّ بعض الأزواج يقارن بين زوجته وبعض قريباته المتزوجات أمام زوجته فقط..
وهنا نقف ونتساءل: لماذا هذه المقارنات بين الأزواج؟
هناك أسباب كثيرة للمقارنة بين الأزواج منها:
1.تجاهل الزوج / الزوجة لمسئوليته وتخليه عن دوره أو جزء منه ، والذي يؤدي إلى تحمل الطرف الآخر لتلك المسئولية التي تم التخلي عنها حفاظاً على الأسرة ، ومن هنا تبدأ المقارنة..
2.قد يحتاج الزوج /الزوجة إلى المقارنة هنا بدافع التعرّف على تعامل الزوجات الأخريات مع أزواجهن أو الأزواج الآخرين مع زوجاتهن ليشعر الطرف الآخر بسوء معاملته ..
3.عدم تقدير الزوج للزوجة أو عدم تقدير الزوجة لزوجها ..
4.إذا فقدت لغة الحوار بين الزوجين فتكون المقارنة متنفسًا لتفريغ الهموم والآم ..
5.توسع الطموح والتطلعات الدنيوية بحيث ينسى الزوج / الزوجة الحكمة من الزواج ومقاصده ..
عندما تبدأ بالمقارنة بين إنسان تحبه وبين شخص آخر، فأنت قد فتحت الباب للمشاكل على مصرعيه ، ولو فكرت في ذلك لوجدت أن الأمر معقول ، لأن أغلبنا يريد أن يكون محبوبًا لدى الآخر كما هو عليه، وإنه لأمر يدفع للشعور بالإهانة أن نفكر أن شريك حياتنا يتمنى لو أننا كنا نشبه أحدً آخر(غيره)..
إن المقارنة بين الأزواج بهذه الصورة لا فائدة من ورائها ..
لأن الإنسان يعطي بإرادته وبرغبته أضعاف ما يمكن أن يعطيه تحت الضغط والإلحاح، فأنت بهذه المقارنة تؤذي نفسك وتدفع شريك نحو الابتعاد عنك ، وقد يسيء لك بالرد على هذه الإهانة أو يتعمد المضايقة ولو من باب العناد..
فالمقارنة لفرض سلوك معين في علاقة أحد الزوجين بالآخر ، لن تؤتي ثمارها أبداً ولن تكون مجدية ..
أما المقارنة المجدية هي المقارنة للتعرف على الأخطاء والسعي لمعالجتها وتوفير حياة زوجية سعيدة ((وهذا بيت القصيد )) ولكن كيف ذلك ؟؟
هل سألت الزوجة ( نوير )نفسها:
لماذا زوجها كثير الخروج من المنزل ؟
هل في المنزل أمر ما يدعو ه إلى الخروج كثيراً؟
هل وفرت في منزلها مناخاً يبعث الهدوء والراحة النفسية ؟
ماذا صنعت (فلانة ) حتى يصبح منزلها بيئة جاذبة لزوجها ؟
هل سأل الزوج ( عايض ) نفسه:
لماذا زوجته لا تهتم به ؟
هل هو مهتم بزوجته أيضاً؟ وإذا كانت الإجابة نعم
هل يشعرها باهتمامه ؟
ماذا صنع (فلان) حتى يلقى كل هذا الاهتمام من زوجته ويصبح محور حياتها ؟
لماذا لا نستفيد من خبرات الآخرين و تجاربهم الناجحة في حياتهم الزوجية ؟؟ ونطبقها بدلاً من إطلاق هذه المقارنات الفاشلة جزافاً التي تهدم أكثر مما تبني وتبعد أكثر مما تقرّب، وهذا الأمر لا يتم إلا بالتركيز على الإيجابيات التي يمتلكها الشريك وبتقصي أسباب النجاح والبيئة الحاضنة له عند الآخرين أو الأخريات ..
__________________
وينك رحلت وغابت بعيني الشمس
وضاعت حياتي كلها في غيابك
هذا مكانك .. مثلما كان بالأمس
وهذي حروفك .. بعدها في كتابك
(( سترى حروفي تسير في عقلك !! ))
التعديل الأخير تم بواسطة الزعيـــــم ; 06-12-2006 الساعة 08:41 PM