الزوج مسرف مسررررف جدا .. والزوجة مبذرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الزوج مسرف والزوجة مبذرة ..ما الحل؟
وهذا السؤال يتكرر كثيرا والكل
يتسائل عن الحلول، ونظرا لأهمية الموضوع ، ينبغي أن نعالج الموضوع كله ، ونبين الحل
من جميع الجوانب ،
ويمكن لتعم الفائدة : أرجو التكرم بتثبيت الموضوع في المنتدى وشكرا .
وإلى الحل:
الحل هو في اتباع منهج الإسلام المتكامل والمتوازن ،
فكل الناس يحبون المال ، وعندما خلق الله تعالى الإنسان جعل فيه ميلا إلى حب المال
وتملكه والاستكثار منه ، فقال عنه (وإنه لحب الخير لشديد )العاديات،
وقال تعالى
وتحبون المال حباً جماً ) الفجر،
وقد جعل الله تعالى المال والبنين زينة الحياة الدنيا فقال: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) [الكهف:46]،
وقال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة)آل عمران.
وقد قال الله في بيان قيمة المال والبنين لإحراز النصر، ورفع الشأن، قال: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ
ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـٰكُم بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـٰكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) [الإسراء:6].
فالإسلام له منهج متكامل في المال وله قواعد وضوابط يجب أن نتدبرها بأناة ونعمل على
تطبيقها وهي تنحصر في 15 نقطة تنفع لجميع الأزواج الكريم والبخيل وكذلك الزوجات
المسرفة والمعتدلة والشحيحة أو البخيلة ،
وإليكم هذه الضوابط
والتي منها التوازن والتوسط والاعتدال في النفقة
وستأتي تحت رقم 13 .
أما الضوابط المالية أو القواعد الإسلامية العامة التي توضح منهج الإسلام في المال فهي:
أولاً : أن تعتقد أن المال : مال الله:
أن لا تظن نفسك المالك الأصيل لهذا المال، بل تشعر أن المالك الأصيل له هو ربك الذي خوّلك
وملكك ومنحك وأعطاك!! وأنت لست إلا صاحب يد عارضة عليه،
ومن فضل الله عليك أن جعل يدك في هذا المال تعطي نفسك، وتعطي غيرك،
والمالك الأول هو رب العالمين , وهذا المعنى هو الذي أكده القرآن في قوله جل شأنه:
(وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) الحديد:7.
سئل أعرابي كان في قطيع غنم يملكها ... سئل: لمن هذا القطيع؟ كان جواب الرجل: هو لله
عندي!! وهذا جواب سديد، فلا تظن نفسك بالتملك قد أصبحت مالك الملك (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَـٰوٰتِ
وَالأَرْضِ) الشورى:49.
فاعتبر نفسك مستخلفاً، وهذه النظرية ـ نظرية الاستخلاف ـ تجعلك تدقق فيما تنفقه على
نفسك أو على غيرك، أي ليست حريتك مطلقة، فأنت مراقب في تصرفك، مراقب من
صاحب المال الذي وظفك فيه، المال مال الله.
ثانيا : أن الله تعالى أعطاك المال ليختبرك : ويمتحنك وينظر ماذا أنت فاعل فيه , هل
نؤدي حق الله في المال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ
بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) البقرة : 254 وتتبع المنهج الإسلامي
في تصرفاتك المالية أم لا ؟.
ثالثا أن تؤدي حق الله في هذا المال: فإذا ملكت من حلال فإن الإسلام يوجب عليك أموراً،
أول ما يوجب الإسلام فريضة الزكاة، وهي فريضة ليست هينة، ولو أن المسلمين أخرجوا
زكاة أرصدتهم وأموالهم وتتبعوا بها ثغرات المجتمع وعورات الناس لأراحوا الأمة من بلاء
كثير.
والزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام وقرنت مع الصلاة في اثنين وثمانين آية في
محكم القرآن كما في قوله تعالى
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ) البقرة :43،:
وهي فريضة اجتماعية سامية، تشعر المؤمن بسمو أهداف الإسلام : من عطف ورحمة وحب
وتعاون وتكافل بين المسلمين ، وليس لواحد منة أو فضل فيما يقدمه من مال ، إنما هو حق
واجب ، ولأنه في الحقيقة مال الله الذي استخلفه فيه ، قال تعالى : (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم
مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ )الحديد:7 , وقال الله تعالى(وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور:33 .
وتوجد فوائد عديدة للمجتمع والأفراد إذا حافظ الجميع على إخراج الزكاة، منها :تثبيت
أواصر المودة بين الغني والفقير وزيادة لرابطة الأخوة بين المسلمين, وفيها مواساة للفقراء
وامتصاص حقدهم على الأغنياء , لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها .
وللحديث بقية
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129