أرجوك ابي ...أعد إلي ما أخذته مني...!!
أحبتي...
قصة أنقلها لكم
أتمنى أن تضيف شيئا لكم
لمن أهلكوا أولادهم بالعقاب على كل الأمور فما فقهوا معنى العقاب وطرقه..
لمن تساوى لديهم العقاب
فأقدوا العقاب معناه
وإستخدموا الضرب بقسوة وسيلة قاسية للعقاب بل جعلوا منه فن
فتارة بالعصا وتارة بالسوط
ومرة بالعقال ومرة بالخشب
وتارة بالسلك...
على جسد نحيل ويكفي انه جسد طفل...!!
أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب
كسر زجاج النافذة
جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت
تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له ولدك.
فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده
يشبعه ضربا...
أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء
والألم فأمضى ليله فزعا...
أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال
وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة!
وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب
أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ,
لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب,
مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب
أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه
فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف
وغدا ربما تقطع الذراع
وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف,
وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما
مات.
لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية
فقطعت كفي الطفل
وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا
يداه مقطوعتان
فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط
أن يعيد إليه يديه,
لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر,
فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته
فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري حزين:
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الـــــــبنا
من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر
فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصـــــــــــــــا
غـــضبان كـــالليث الجســــــــــــــور إذا زأر
مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه
لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر
والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــــه
يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر
نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت لـــــــه
الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر
وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضــــــــــــــر
صرخــــــــت فجــــــاء الزوج عــــاين فانبهـر
وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب سعى بـه
والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــــر
قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقــــــــــة
عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخــــــذ العبر
كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصـــــا
صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشــــــــــر
في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن
تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطـــر
نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــي على
ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكـــــــــيا ثم استتـــر
قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه
نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر
قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي
لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتــــر
شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــه
مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحر[/poem]
إخواني وأخواتي..
إلى من تمادوا
وتمادوا بتعذيب أبنائهم
ونسوا أن عليهم لأبنائهم حقوق
وأن الطفل ما هو إلا طفل بالنهاية و منك يتعلم
فربيه على الخوف من الله وليس الخوف منك ومن عقابك
وإزرع بقلبه حب الله ورقابته ...وكن له قدوة صالحة
ويكفي ضربا يكفي...
وإن ضربت فلا توجع وإن عاقبت فلا تهلك
وإن هاجمت فلا تخوف ولا تقهر ولا تحطم النفس فتكسر..
فما هو إلا طفل
بل هو طفلك..
وأحب أن أضيف لكم إخواني وأذكركم بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم
فمن الأمور التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسترسال فيها الغضب ،
فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره ، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال :
( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري .
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة ، وبيان آثارها ،
بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف
من حدة الغضب ، وتجنب غوائله ،
ومن هذه الوسائل
1-السكوت وعدم الاسترسال في الكلام ،
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( علِّموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ) رواه الإمام أحمد .
ومن وسائل تخفيف الغضب
2-الوضوء ، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود وحسنه بعض العلماء
ومن الأدوية الهامة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب ، والتخفيف من حدته
، وجاء الطب الحديث بتصديقها ،
3- أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب
من القيام إلى القعود ، أو الاضطجاع ،
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود
ومن الإعجاز في ذلك والحكمة منه ما سأقوله لكم الآن...
أنه عندما يغضب الإنسان أو ينفعل تفرز الغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين ،
تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين ، وهرمون النور أدرينالين
وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب ، فتضطرب ، وتتسارع ،
وتتقلص معه عضلة القلب ، ويزداد استهلاكها للأكسجين ،
والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم ،
وبالتالي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
وقد ثبت علمياً - كما جاء في كتاب هاريسون الطبي -
أن كمية هرمون النور أدرينالين في الدم تزداد بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة
لمدة خمس دقائق ، وأما الأدرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف
وأما الضغوط النفسية والانفعالات فهي التي تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ،
فإذا كان الوقوف وقفة هادئة ولمدة خمس دقائق ، يضاعف كمية النور أدرينالين ،
ومن جهة أخرى إذا كان الغضب والانفعال يزيد مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ،
فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً
الغضب و الوقوف ،!!!
ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان
قائماً أن يجلس فإن لم يذهب عنه فيلضطجع .
فكان هذا السبق العلمي منه - صلى الله عليه وسلم - من أوجه الإعجاز التي لم تظهر إلا في هذا العصر ،
وإلا فما الذي أدراه بأن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف ،!!!!!!!!!!
وتنخفض بالجلوس والاستلقاء ،!!!!!!!!!!!!
حتى يصف لنا هذا العلاج النبوي ؟
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين .
ملاحظة:
تذكروا إخواني وأخواتي أن حل المشاكل لا يكون بالهروب أو الإنتحار
فالإنتحار كفر ومصيره والعياذبالله معروف..
ولكن الحل يكون بمواجهة المشكلة وعلاجها و تضميض الجراح
ومواجهة ظروف الحياة والإبتلاءات والصبر عليها
مهما كانت قاسية..
وفقكم الله ويسر لكم كل خير..
حفظ لكم أولادكم وهداكم لهم وهداهم لكم..
__________________
( إنا لموسعون )
التعديل الأخير تم بواسطة مخملية الإحساس ; 05-03-2007 الساعة 10:30 PM