5 - فإن كان الأمر مباحاً عنده وعندها . لكن كان أمره لها به على وجه التعنّت والإذلال والقهر ، فلا يجوز له فعل ذلك ،كما لايجوز لها معصيته ! وعليها أن تذكّره الله عزوجل ، وان تصبر وتحتسب .
سادساً : فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً . وهذا توجيه من الله تعالى لكل زوج ملّكه الله أمر امرأة ، واكتسب بنصّ الشريعة سلطته عليها أن لا يستغل هذه السلطة للبغي !! فإن الله قد ختم آية القوامة بقوله : " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً إن الله كان عليّاً كبيراً " فهمها بلغت سلطتكم - ولو ألبست لباس الحق في بعض الأحوال - فإنه متى ما حصل فيها نوع من البغي أو الظلم فإن الله يتهدّد الظالم بقوله : " إن الله كان عليّاً كبيراً " . وحتى لا تقع - أخي الزوج - في البغي :
- كن ليناً رفيقاً في طلبك وامرك .
فلا تطلب بصخب ولا بإزعاج ، كما لا تطلب في حالة تشعر معها زوجتك بإذلال لها أو إهانة كما لو كنتما في خصومة أو مشادّة !!
- إذ أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع . صحيح أن لك حق الطاعة ، لكن هذه الطاعة مطلوب فيها أن تكون : . في المعروف . . وتكون في دائرة الممكن المُستطاع !
- لا تكثر من الأمر ، بقدر ما تكون مشاركاً في الأمر ! فبدل من أن تقول ( افعلي - لا تفعلي ) قل ( ما رأيك لو فعلنا - ولم نفعل ) !
- مودة ورحمة !! فأمرك لها بودّ يحفّزها إلى الطاعة بتودد وقنوت ، كما يحفّز فيك الرحمة لها فترحمها إن لم تستطع هي فعل ما أردت !! بعكس ما لو كان أمرك لها ( تسلّطا ) أو ( قهراً ) . . فإنك تحفّز فيها العصيان ، وتعين نفسك على الطغيان !!
- وشاورهم في الأمر . فإن امرأة شاركتك في أعزّ ما تملك ، ومنحتك مالم تمنحه لأقرب الناس لها من أب وام وأخ وأخت !! إلاّ أنت في حسّها الفارس والبطل . . في شعورها الملك والأمير . . في كيانها . . الروح والنّفس أفلا تستحقّ منك ايها الزوج أن تشاركها قرارك وأمرك ونهيك بالمشاورة ؟! لقد أدّب الله تعالى نبيّه بقوله : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " ممايدلّ على أن القلب الغليظ ، والخُلق الجلمد لا محل فيه للعفو ولا للاستغفار وهو القلب الأناني الذي لا يشعر إلاّ بذاته وكيانه !! إن المشاورة مما يُدخل الأنس ويزيد المحبة ويُشعر بالتقدير . . ويُعين على الامتثال ودّاً ورحمة !
أخيراً : الزوج طريق للجنة . . والجنة محفوفة بالمكاره !! فطاعة الزوجة لزوجها - وإن تبع الطاعة مشقة - فإن ذلك هو طبيعة الطريق ، وطبيعة الواقع . فليست المشقة ذلّة وهواناً ، بقدر ما هي قدر الواقع ! ومن أطاعت زوجها على تعنّته وظلمه ، فهنيئاً لها الجنة إن آمنت وصبرت .. فإن كرامة المرأة أن تعيش هذا الإيمان ، وان تتقلّب فيه مؤمنة مصدّقة ، لا كارهة ساخطة جازعة ! " ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " الودود الولود التي أن ظلمت أو ظلمت قالت هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضا حتى ترضى " .
والحمد لله رب العالمين
وكتبه أخوكم : أبوأحمد ( مهذب ) .