بسم الله
جزاك الله خيرا يا أخي فأنت فعلا الفتى ،
فلم تكتفِ بالاستهزاء أو التوبيخ بل أقنعت القاريء بضرورة وفائدة الاعتذار
و اقترحت الحلول العملية
وما نقلته يدخل كما قال أحدهم ضمن حث الإسلام على التوبة
والاعتذار وهذا ليس عيباً بل يدل على قوة الشخصية و الشجاعة والقوة
وأن التائب أو المعتذر يتمتع بشخصية سوية متكاملة، ويعرف حدود نفسه ويشعر بالآخرين،
كما أنه يملك قلبا يقظا وضمير حيا ونفسا مطمئنة مستسلمة
كذلك التوبة أو الاعتذار عن الخطأ ليس عيبا لأنه من عادة الناس ولكن من هو خيرهم ،
الجواب في هذا الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».
معنى التوبة: رجوع العبد إلى ربه تعالى؛ بفعل الطاعة واجتناب المعصية،
ومفارقة طريق المغضوب عليهم والضالين. فهي رجوع عما تاب منه العبد إلى ما تاب إليه.
فالتوبة المشروعة هي: الرجوع إلى الله، وفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه،
وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الناس، ولايتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من الفواحش والمظالم،
بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها،
فأكثر الخلق يتركون كثيراً مما أمرهم الله به من الأقوال والأعمال،
وقد لايعلمون أن ذلك مما أُمروا به، أو يعلمون الحق ولا يتبعونه،
فيكونون: إما ضالين؛ بترك العلم النافع، وإما مغضوباً عليهم؛ بالإعراض عن الحق بعد معرفته
وقال ـ عز وجل ـ: {وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135 - 136].
وقال صلى الله عليه وسلم : «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»
وقال صلى الله عليه وسلم :
«اتق الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمسحها» .
التوبة إذن نوعان: واجبة ومستحبة:
فالواجبة: هي التوبة من ترك واجب أو فعل محظور، وهذه واجبة على جميع المكلفين؛
إذ تجب التوبة على جميع العباد من ذنوبهم ومعاصيهم؛
لقوله ـ عز وجل ـ: {وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]،
وقوله ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم: 8].
وهذا الوجوب واجب على الفور لا التراخي؛ لأن ظواهر النصوص،
وقواعد اللغة يدلان على ذلك، ولأن التنفيذ على الفور والمبادرة
إلى التوبة طريق السلامة من خطر الوقوع في المعاصي.
والمستحبة: هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات،
فمن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين،
ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين، ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين؛
إما الكافرين، وإما الفاسقين.
والله تعالى أعلم
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129