السلام عليكم

تتفنن الشياطين من الأنس والجن أخزاهم الله في أساليب أبعاد المخلـوق

عن خالقه ،، فتغـتر كثير من الأنفس بمكتسباتها التى حباها الله أياها وبدل

أن تكون تلك المكتسبات نعمة تستحق الشكر ،، يجعلها الإنسان نقمة عليه

فيظن أنه بما أكسب قادر بالاعتماد على نفسه ومكتسباته بتحقيق مايريد ،،

وكثير من الناس يظن أن الحمد والشكر كلمة تقال باللسان ،، فلا يعـيهــا

بقلبـه ولايصدق بها في عمله ،،

ولهذا أخواتي فإن النظر إلى الجمال والشهادة والوظيفة بزهو وأعتقاد جازم

أنها مؤهلات تكفي لتحصلي على الزوج الذي تريدينه بالضبط ،، أعتـقــــاد

خاطئ جداً ،، حتى وإن قلت بلسانك أنني أتوكل على الله مالم يكن ذلك

التوكل في قرارة نفسك وأنه فقط القادر على أن يكتب لك ماتريدين ويمنع

عنك مايشاء ،، وأعلمي أن الله يقلب القلوب ويصرفها كيفما يشاء سبحانه

فذلك الذي تظنين أنه حتما سيعجب بك وبمكتسباتك قد يصرف الله قلبــه

فلا يراك شيئاً ولا يرى بك مايشده إليك رغم استغراب من حوله ،،

وقد ترين كثيرات لاجمال شكلى ولاشهادة ولاوظيفة ومع ذلك وفقهن في

أحسن الرجال دينا وخلقاً وتعامل وتستغربين لكن الإجابة تكون بأن ذلـــك

توفيق الله وفضله الذي يمنحه ويمنعه عما يشـــاء من عباده سبحانه ،،

أو قد يكون ابتلاء وفتنـة لينظر إن شكرن فضله ورحمته ،،

وليس دائما أخواتي يكون عدم التوفيق هو أكيد بسبب عدم التوكل على

الله أو الأعجاب بالنفس ومكتسابتها ،، ففي أحيان كثيرة يكون ابتلاء مـن

الله لـك لامتحان صبرك قبل أن يمنحك ويرزقك ماتسألينه من فضله فإن

صبرتى وحمدتى الله كان لك فضله بإذنه تعالى وإن سخطتي وضجرتى

ومللتي الدعاء وأعتقدتى أنه لايستجاب لك فما ظلمتى إلا نفسك ،،

لهذا أخواتي تأكدن بأن الله أرحم الراحمين ومايريد لكن إلا الخير والسعادة

فتوكلن عليه وأكثرن الإلحاح بالدعاء فإن الله يستحي من عبده اللحوح

ومن تظن أنها لايستجاب لها لاتعلم من علم الله شي فكم دعوة مؤجل

لك خيرها بالآخرة ،، وكم دعوة علم الله أن في استجابتها شر عليـــك

فعوضك بأن وفقك فيما هو خير لك ،، وكم دعوة علم الله أن لك ماهو أعظم

خيراً من استجابتها فدفع عنك بلاء ورفع عنك أبتلاء وأزال مصيبة ،،

ربنا كريم ورحيم سبحانه وتعالى لن تنقص خزائنه شيئاً لو أعطى كل سائل

حاجته ولكن علمنا قاصر وعقولنا صغيرة أمام عظمته سبحانه ،،

أسأل الله أن يرزقكن حق التوكل عليه بقلوب مخلصة صادقة ويرزقكن كل خير 00



الأخ الكبير