القبله .. تقي من الكوابيس.. - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-2007, 02:45 AM
  #1
saapna81
عضو متألق
 الصورة الرمزية saapna81
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 5,688
saapna81 غير متصل  
القبله .. تقي من الكوابيس..

القُبلة حديثٌ عبير كلماته من أفنان الدنيا.. ورسول صادق يفتح آفاق الحياة بألوانها البهيّة وأنهارها العذبة التي تسقي الأرواح المتعطشة.. فتستشفّ عمّا في سويداء القلوب من حبّ وحنان.. وهي المرهم العاطفي لأبنائنا.. والبلسم الشافي الذي نستمدّ منه الحياة العصريّة المتجدّدة المليئة بالأمل والنجاح.



عن البراء رضي اللّه عنه، أنه قال: ( دخلت مع أبي بكر أوّل ما قَدِمَ المدينة، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمّى، فأتاها أبو بكر فقال لها: كيف أنت يا بنيّة؟ وقبّل خدها ).


من لا يَرحم لا يُرحم

إنّها قبلة الأغصان عند تعانقها.. والعصافير عندما تترنّم وتحطّ في عشّها.. والزوجة عندما تخلو في مملكتها مع زوجها.. والأطفال عندما تشرق عليهم شمس التناغم والتناعم.

فهل جرّبت يوماً أن تقبّل ابنك وهو نائم.. أو أن تنظر إلى صورته البريئة.. وفطرته النقيّة.. وكلماته العذبة التي تغذي الوجدان؟

إنّها الرحمة الإنسانيّة التي تحدّث عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم . فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: «قَبلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِي وَعِنْدَهُ الأقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التمِيمِي جَالِسًا فَقَالَ الأقْرَعُ إِن لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُم قَال: مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ«. (وفي رواية ثانية قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما).

إنّس الطفل الذي يحصل على قبلة من والديه قبل نومه يكون أقلّ كوابيس في أثناء الليل.. وأكثر تركيزاً على دراسته.. وأقلّ عدوانيّة على إخوانه. وتؤكد كثير من الدراسات أنّ الإنسان الذي ينشأ في بيت فيه تقبيل واحتضان يكون أصحّ نفساً من الإنسان الذي ينشأ في بيت لا قُبلة فيه ولا احتضان.
إشارات عاطفيّة


إنّ هذه الإشارات العاطفيّة تحمل رسالة صادقة لا يمكن أن نتغافل عن معانيها أو نسيء فهم مفراداتها؛ فقُبلة الوالدين تعني التقدير والاحترام.. وقُبلة العلماء تعمّق معاني التبجيل والإجلال.. وقبلة الأبناء تحمل معاني الرحمة والحنان.. وقبلة الزوجة تشفّ عن أبجديّات المحبّة والمودّة.


وعن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النبِي صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهَا فَقَبلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ وَكَانَ النبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا«.
إنّ دراسة هذه الجزيئات في عالم الأسرة تعالج كثيراً من السلوكيّات والعادات السيئة التي قد تعوق آفاق الأطفال في إدراك المجتمع وتنوير الذات. فمن الأمور التي تجعل الطفل يستيقظ منتعشاً نشيطاً محبّاً للدراسة والمدرسة هي قُبلة الأم التي تودّع الأبناء.. أو قُبلة الأب التي تستقبلهم عندما يعودون إلى كنفهم العائلي.


تقول الدكتورة فوزيّة الدريع: «المراهق مثل الطفل وأكثر في حاجته للتقبيل، فقد تدفع إلى تعويضات فمّية بديلة مثل التهام الطعام بشراهة، أو التدخين، أو تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول. ومن الضروري نحن الآباء والأمهات أن ندرك حاجة المراهق للتقبيل، فقبلة الرأس والخدّ والتربيت والاحتضان قد تخفف هذه الحاجة وتحمي المراهق من تعويضات مدمرة«.
ليكن بينكما رسول


القُبلة ترسم لنا لوحة الرضا بألوان التسامح والتآلف.. وتعمّق مشاعر الأبوّة والبنوّة.. وتعكس في النفس أشعة الأمل والارتياح.. فتذيب جليد الرتابة والملل.. وتطفئ نيران الغضب.. وتخفف أوجاع القلوب وأمراض الوحدة وآلام الغربة.

وعندما نتابع سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم ندرك أنه ما ترك أمراً إلا وبيّن أهميّته، فهو القدوة للأسرة السعيدة.. والمعلّم الذي يترجم الواقع إلى قول وعمل. وقد اشتهر صلوات اللّه عليه بأنّه كان يقبّل نساءه. أخرج الإمام البخاري رحمه اللّه عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ لَيُقَبلُ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ وَهُوَ صَائِمٌ ثُم ضَحِكَتْ«.

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو الرجال إلى تقبيل نسائهم وله حديث عظيم في ذلك، قال : ِ«لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول قيل وما الرسول يا رسول الله؟ قال القبلة والكلام«.

وقد جاء في بعض الدراسات أنّ ما لا يقل عن 56% من الأزواج يعيشون بلا قُبلة ويشبعون جنسيّاً بلا قبلة، أمّا المرأة فتكون تعيسة، ويؤثر ذلك فيها وفي علاقتها بزوجها، وحتى على علاقتها بأولادها.

وفي دراسة أجريت في أمريكا على نساء أمريكيّات ويابانيّات وُجد أنّ المرأة التي يقبّلها زوجها تكون أقلّ عصبيّة وأكثر حناناً على أطفالها من تلك التي لا يقبّلها زوجها؛ فانعدام القبلة في العِشرة الزوجيّة تؤثر على سلوك الزوج.. والزوجة.. والأطفال.. فتصبح حياتهم قاسية جافة.. وعواطفهم يابسة ميتة.

يتبع
__________________
كل الشكر والتقدير للمجموعه السعوديه لدعم مرضى الصلب المشقوق على ثقتهم بي وأتمنى للحمله النجاح كما الرياض (احتواء،لأننانحبهم نحتويهم)
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 AM.


images