محاكـاة تجليات الحيـاة وجلـد الذات الإنسانيـة - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-2008, 03:44 PM
  #1
د. سطام
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية د. سطام
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 964
د. سطام غير متصل  
محاكـاة تجليات الحيـاة وجلـد الذات الإنسانيـة

بسم الله الرحمن الرحيم
أضحى الكثير من الناس لا يرى سوى النصف الفارغ من الكأس, وهذه النوعية من الناس تسيطر عليها النظرة التشاؤمية للحياة, وفي المقابل هناك شريحة من البشر تنظر للكأس من النصف المملوء, وهذه النوعية تغلب عليها السمة التفاؤلية فمنذ ولادة الإنسان تبدأ تنشئته من قبل أربعة مكونات ويطلق عليها إصطلاحاً عناصر التنشئة الاجتماعية (الأسرة - المسجد – المدرسة – جماعة الرفاق) وهذه المؤسسات كفيلة بصقل المهارات والقدرات العقلية وتنمية المواهب وزيادة التحصيل الفكري, وفي حال فشل هذه المؤسسات في توجيه السلوك وتنمية القدرات فإن هذا الفرد يصبح في عداد الضحايا ويخضع للنظريات السيكولوجية ومنها نظرية الإنسان المقهور وقد كتبت عنها في أحدى مقالاتي المنشورة وربطت بينها وبين تنامي ظاهرة الإرهاب وتزايد أعداد منهم في سن الزهور وهل هذا ناتج عن التهميش والقهر وهل يصح أن يطلق عليه إصطلاحاً (الشخصية السيكوباتية) أم أنه نتيجة لمسبب وندعم القول بأن تخلف البشر ناجم عن إستجابة الفرد للفعل الاجتماعي ويتضح هذا التخلف من خلال السلوك المشين والذي يتشكل ويتكون من خلال تلاقح أفكار الفرد بمجتمعه وبهذا تصبح نظرية العالم تالكوت بارسونز هي الموجهة للذات ومن المَسلم به لدى نخبة المفكرين أن الإنسان مدني بطبعه وهو نتاج سلوك المجتمع بل أنه صنيعة محيطه وخصوصاً من يقرأ لكتابات أبن خلدون وفلسفته ومايؤمن به هذا العالم من ضرورة العيش داخل المجتمع وصعوبة العيش خارجه أي (يعيش الفرد وحده) وبالمقابل يطالعنا العجوز جاك روسو بنظرية السلب للذات من خلال نظرية العقد الاجتماعي فهو من أشد المنظرين لها ويتجلى ذلك من خلال خطبته وكلمته الشهيرة وأتمنى أن لا أخطى بها كونها من المخزون الثقافي القديم ويقول فيها (ولد الإنسان حرا وفجأة وجد نفسه مكبلاً بالأغلال والحديد) وكان يشير إلى حياة البشر القائمة على الفوضى والقوة, أي قبل قيام الدولة ويقول إن الفرد تعاقد مع الدولة بعقد غير مكتوب , بأن يقبل أن تحكمه هذه الدولة وتحد من حريته ويرضخ لقوانينها مقابل أن تحميه وتقدم له وسائل الراحة والعيش الكريم وكأن هذا العالم يختزل ثقافة الفرد في الحرية .
وقد تحدث المفكر قاردنز عن مسألة القدرات العقلية وأبعادها, فقد طرح في كتابه (أطر العقل) نظرية الذكاء المتعدد, وقد أوضح في مؤلفه هذا أن الإنسان لديه ملكة العقل وأنه مخلوق متعدد الذكاء, وأن هناك تسعة أنواع من الذكاء, وأن كل إنسان سوي يملك ثلاثة من هذه الأنواع على أقل تقدير فقد يصبح الإنسان متميزاً في مواهب معينة وذكياً فيها كالموسيقى وسرعة البديهة ولعبة القدم (الألعاب الحركية) وقد يخفق في جوانب أخرى كالجانب الاجتماعي وعلاقته بمشاكل الناس وحلولها ... الخ
لذا لايلزم المرء أن يستسلم لأي إخفاق في أي جانب معين بل ينظر بتفاؤل ويرى الكأس على أنه مملوء ويرى الماء الذي به , وأن الإنسان يجب أن يشعر بالثقة وأن يشعر بسمو ذاته وأن يتفاخر بنفسه, والحقيقة أنني أطلعت على مؤلف الشيخ الجليل عائض القرني (لا تحزن) والذي حقق رواجاً ومبيعات فاقت المليون وكان يذكر في مقتطفات منه أن محمد له شخصية وذات وكيان يميزه عن خالد وما أجمل إبتسامة محمد وهذه الإبتسامة تميزه عن خالد فلا يصح أن يقلد خالد وينصهر داخل خالد فقد لا يجد من يرغب فيه ... أنتهى كلامه
فعليه الثقة بأن الآخرين قبلوه كما هو ولو حاول التغيير سيفقد الآخرين كونهم أحبوه كما هو, وهذا الكلام من وجهة نظري الخاصة ولم يذكره الشيخ ولنا في إثبات نظرية قاردنز صاحب نظرية التعدد في الذكاء مثال حي وهو العالم خوسيه لويس والبالغ من العمر ثمانين عاما فقد حصل على عدة شهادات ومنها على سبيل المثال شهادة الطب والأدب والفن والقانون واللغات وكان يحتفل بكل شهادة ينالها ولا ينبغي علينا أن ننفي عدم الإستفادة من الآخرين وتقبل نقدهم مع الإحتفاظ بالشخصية المستقلة والحكم على الأمور بموجب عقلية الفرد وليس بموجب عقلية الآخرين .
لي عودة بحول الله وقوته لشرح بعض المفاهيم بطريقة أفضل في حال سنحت لي الفرصة
• مثال حي للتقليد والذوبان والانصهار بعيداً عن الذات (دولة) حاولت التخلي عن كونها إسلامية وانصهرت بالقيم العلمانية وللأسف لم تصبح علمانية ولم تستطع العودة لذاتها الحقيقية, بدليل أن الراعي الأساسي للعلمانية, أي ذاك الإتحاد رفض قبولها, لكون قيمها لا تناسبه, وكذلك الأب الروحي لها في السابق لا يريد تقبلها بحلتها الجديدة وكأن لسان حالها يقول :
• كنت كالغراب (طائر أسود اللون) كوني تخليت عن قيمي وذاتي السابقة فنظرت لطائر اللقلق (طائر أبيض اللون) وأعجبني شكله فحاولت اللحاق به, ولم أستطيع, فلا أنا أصبحت لقلقاً ولا عدت غراباً

* النظريات الواردة أعلاه من الذاكرة القديمة وكتبت بطريقتي الخاصة في الفهم
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM.


images