السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من منا يريد أن يكون قاطعاً لرحمه؟

إليكم هذه القصة الواقعية لعل فيها العبرة

لي عدد من العمات واللاتي لا أعرفهن على الإطلاق

(لا تستغربو من هذا القول فهي حقيقة مرة)

لخلافات عائلية حدثت قبل قرون قديمة أي قبل أن أولد أنا تشتت العائلة وأصبح الأخ لا يعرف

أو بالأصح لا يريد معرفة أو التعرف على أخواته ولا حول ولا قوة إلا بالله

وما ذنبي أنا شخصياً في القضية؟ وهنا مربط الفرس

في الماضي القديم أذكر الوالدة رحمها الله قد حدثتنا قليلاً عن أصل المشكلة (ولا داعي لذكرها الآن)

الوالد حفظه الله لا يريد أن يتحدث في القضية على الإطلاق بل الموضوع بالنسبة له مغلق إلى الأبد

عماتي أكثر من واحدة لا أعرفهن ولا أعرف أين تسكن كل منهن

لا أعرف أبناءهن والذين بعض منهم في سني أو أصغر قليلاً أو أكبر قليلاً

العام الماضي سمعت أن واحدة منهن قد حضرت لبيتنا (لأول مرة في حياتها تدخل بيتنا)

وذلك لتقديم التعازي بموت الوالدة رحمها الله وهذا طبع بعض الناس في الأتراح يجتمعون

وفي الأفراح يتفرقون

وأظن أن الوالد حفظه الله قد لان بعض الشئ ولكنني لم أكلمه في الموضوع

عندما سمعت ذلك الخبر وقدومها لبيتنا تشجعت كثيراً وأردت أن أتعرف عليها ولكن كيف لي ذلك

وأنا أقيم في الغربة

كنت خلال شهر رمضان الفضيل أبحث عن أرقام تلفونات عماتي وهناك خالة لي كذلك لم أرها

ولم أحدثها منذ زمن طويل، مختصر الكلام أريد تلفونات أرحامي وفعلاً حصلت على أرقام بعض منهن

وقمت بالإتصال بمن حصلت على رقهما وخلال أيام العيد قد حصلت على آخر رقم لعمة لي والتي لا

أعرفها على الإطلاق والمضحك المحزن في نفس الوقت أنه عليّ أن أعرف على نفسي

أنا فلان (وأغلبهن لا يعرفن من هو فلان) إبن فلان

يا عمتي أنا إبن إخيك فلان أبو فلان وأنا مغترب وأردت أن أتعرف عليكم ونبارك لكم في العيد السعيد

طبعاً أستطيع أن أقول أن الغرابة والدهشة تبدو على وجه كل منهن مع أني لا أرى وجوههن

ولسان حالهن يقول: من هذا الغريب وما يريد الآن بعد هذه السنين الطويلة؟

وأنا في نفسي لا أريد شيئاً من أي منهن

كل ما أريده هو رضى الله سبحانه وتعالى ولا أريد أن أكون قاطعاً لرحمي

لقد دعت لي كل من عماتي الأولى والثانية وهناك ثالثة لم أتمكن من الحديث معها لعدم وجود تلفون في

منزلها وتحدثت مع ابنتها، كل من عماتي وكذلك خالتي قد دعون لي بالخير والتوفيق والنجاح والفلاح

في الدنيا والآخرة وقد وعدتهن جميعاً عندما أعود لبلدي أن أذهب لزيارتهن


أشعر الآن بالراحة النفسية ولله الحمد وذلك بعد الحديث مع عماتي وخالتي

أحاول دائماً أن أبقى على اتصال بمن يتوجب علي أن أتصل بهم من أخوات وعمات وخالات

أتصل من فترة لأخرى ببيت عمي والذي كنت أكلمه باستمرار وبعد وفاته رحمه الله ما زلت

على الإتصال بأبنائه وزوجته


إخواني وأخواتي في الله

بغض النظر عن طول لحيتك وقيامك في الليل لصلاة التهجد وقصر ثوبك

وبغض النظر عن طول ثوبك الفضفاض أختي الفاضلة ونقابك الساتر

هل حقاً نحن نصل أرحامنا دائماً وكما أراد الشرع لنا

هل زرنا أرحامنا (أو على الأقل تحدثنا معهم تلفونياً إن تعسر الأمر) في العيد الماضي

هل أدخلنا السرور على أرحامنا

هل أشعرنا أرحامنا ببهجة العيد

هل أشعرناهم أن لهم قريباً يهتم بهم ويسأل عنهم

هل دعونا لهم


أما أنا شخصياً

فيا ويلي من تفريطي في السنين الماضية

ويا ويلي إن لم يغفر لي ربي تقصيري

أبكي كثيراً على الأيام الماضية وما كان فيها من قطع للرحم

أسأل الله العفو والعافية

اللهم اجعلنا من الذين يصلون أرحامهم دائماً وأبداً

أخوكم أبو أحمد