أخي الفاضل (العربي)

أحسن الله عزاءك و غفر لها و جعل الجنة مثواها ..

أظنك من مصر .. فإن كان ظني صوابا فأتمنى أن تجيبني عن سؤال يحيرني و لا أجد له إجابة تروي ما في النفس من ظمأ لمعرفتها ..
هذه الظاهرة بهذه الصورة الشنيعة لم أسمع بمثلها في الشدة و الفظاعة إلا في مصر رغم اطلاعي على أحوال دول إسلامية عديدة غيرها .. و كنت إلى زمن قريب أطلع على جريدة مصرية مشهورة فيها من الأنباء الأسبوعية عن الحال الاجتماعية في مصر ما يندى له الجبين .. و منذ ذلك عقوق الوالدين بمثل تلك الصور ..
فمن أم لم تجد إلا أن تشتغل خادمة عند الغير كي تعيل أبناءها بعد وفاة أبيهم .. و عندما كبروا و اشتد عودهم ما كان منهم إلا أن يردوا جميلها بأن يقتلوها عمدا و كيف ؟ بالساطور .. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
و أب أفنى من عمره 30 سنة مغتربا في دولة عربية أخرى ( لم ينزل خلالها إلى مصر إلا مرة واحدة هي عندما قرر إنهاء غربته) .. يكدح ليل نهار ليؤمن لأبنائه عيشا كريما فإذا به يجازى بأن يرمى في دار العجزة .. و لا يزوره أبناؤه مطلقا و لا يتصلون به أبدا .. فبكى و أبكى من كان يستمع إليه من الغرباء .. فما السبب في كثرة هذه الحوادث بمثل ذلك المنوال المتزايد يوما بعد يوم ؟.. ما السبب في نظرك و أنا ألحظ على الأسر المصرية اهتماما منقطع النظير بالأبناء ؟!! .. فما أن يتزوج الواحد منهم حتى يكون كل همه هو أبناؤه من تعليم راق و ما يصحبه من دروس خصوصية طيلة العام و اهتمام فائق بجو المذاكرة و ناد رياضي ثم الزواج و ما يستلزمن من مصاريف و تبعات .. الخ تلك الأمور ..

أعتذر منك فقد استطردت كثيرا في هذا الموضوع لكن الحادثة ذكرتني به ..
أكرر التعزية و للفقيدة الرحمة و المغفرة ،،
سلام