حدثني صديقي بهذه القصة التي حدثت معه شخصياً قائلاً :
( قبل سنتين بدأت التفكير الجاد بالزواج..
والدتي عجوز ومريضة وأخواتي متزوجات ولكن في اصقاع البلاد ..لذلك لم يكن من بد بأن ابحث بنفسي عن بنت الحلال ..
بدأت البحث عن طريق الخاطبات ولكن للأسف كانت طلباتهن المالية لاتتوقف لذلك عزفت عنهن ..
ثم توصلت خلال بحثي عن طريق الانترنت الى موقع للزواج ..سجلت فيه بمعرف ما ثم بدأت البحث عن المواصفات التي ارغبها بالزوجة ..
وأثناء بحثي ..لفت انتباهي مواصفات احدى العضوات فأرسلت لها رسالة برغبتي بالزواج بمثل مواصفاتها ..
ردت بالإيجاب ثم ارسلت عنوانها البريدي فأضفتها بالماسنجر ثم تبادلنا الشات (كما يقولون) تلك الليلة ..
كنت متردداً بالبداية لأن الطريقة التي اخترتها للزواج لم تكن مريحة نفسياً بالنسبة لي ..الا انه بعد مرور فترة من الزمن (ربما 3 اشهر) توصلت الى قناعة بأن هذه الفتاة هي فتاة احلامي التي اتمناها ..
لم يكن تواصلنا الا عن طريق الماسنجر فقط ..فقد كانت رافضة لمبدأ الحديث بالهاتف الا بعد ان يتم الموضوع ..
اخبرتها برغبتي الصادقة بالإرتباط بيها فأجابتني بموافقتها ..فطلبت منها (عنوان منزلهم حتى أحضر مع والدتي للتعارف وإكمال مايلزم من هذه الامور وهنا جاءت الصدمة الغريبة والسعيدة بنفس الوقت )
استطراد :
(سأكتب الحوار الذي دار بينهما في الماسنجر كما رواه لي صديقي لطرافته وغرابته)
قال لها : صفي لي العنوان ومن اي مدينة انت .
قالت : انا من نفس مدينتك
قال : والعنوان ؟ ..
قالت : اسكن بحي (كذا) ..
قال : غريب ..انا اسكن بنفس المنطقة ..أخبريني بأي شارع بالحي ؟
قالت : شارع (كذا) ..
قال بإستغراب شديد : معقوووووول ؟؟
انه نفس شارعنا وحينا ؟؟
اجابت : لا اصدق ماتقول ..ربما انت تسكن بالطرف الآخر من الشارع ؟
قال : بل اسكن بشقة مع اهلي في عمارة يوجد أسفلها بقالة ..
وهنا ألجمت الدهشة الفتاة فلم ترد عليه بالماسنجر بالرغم من وجودها به
وبعد عدة دقائق .. قالت : هذه العمارة التي ذكرتها امامنا مباشرة وكنت اشتري من هذه البقالة التي ذكرتها الحلوى والعصائر مع اخي الأكبر وانا صغيرة ..
قال لها : انتم جيران لنا .. ...سبحان الله ..اكاد لا اصدق !!!!
(اخبرها صديقي بإسمه فعرفته وكانت سعادتهما بهذه الصدفة كبيرة جداً )
بالرغم من ان هذه القصة قد لاتحدث الا مرة واحدة بالمليون الا انها مؤشر لأمور كثيرة جداً وهامة ..
وأهم هذه الامور على الاطلاق هو بأن الحياة المدنية الحديثة قد أشغلتنا عن جيراننا فما عدنا نعلم ما اسمائهم فضلاً عن ظروف معيشتهم ..
فلو كان التواصل موجود بين النساء كما كان بالماضي ..الم يكن من المعقول ان يصل كلا من ذلك الشاب وتلك الفتاة الى بعضهما بشكل اجتماعي اكثر قبولاً وانضباطاً لعاداتنا وتقاليدنا ..
لا اود التطرق الى موضوع التعارف عن طريق الماسينجر ولا اتمنى من الاعضاء الخوض فيه بقدر اهتمامي بطرح هذه الاسئلة بين ايديكم واتمنى مشاركاتكم الفعالة :
1- هل ترى أن العلاقات التقنية تزيد من العلاقات الاجتماعية أو تقلل منها ؟ ولماذا ؟
2- هل قلت علاقاتك الاجتماعية والأسرية بعد أن استقطبت اهتمامك العلاقات التقنية ؟ ولماذا ؟
3- هل ترى أن العلاقات التقنية تعد وهمية تنتهي في وقت قصير ثم تتغير بعكس علاقات القرابة الجيرة والصداقة ؟ ولماذا ؟
4- ما هو نصيب الجيران والأقارب والأصدقاء من وقتك مقابل علاقات الانترنت ؟
5- هل تواصلك مع أصدقائك عبر النقال والماسينجر أكثر من تواصلك معهم عبر اللقاء المباشر ؟ وما هو الفرق الذي وجدته في ذلك ؟
6- أي العلاقات أكثر استمرارية .. التقنية أم المباشرة ؟