الطريقة المثلى للتعامل مع ضحايا الطلاق (الأطفال)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه :
كتبت هذا الموضوع تحقيقاً لرغبة الأخت أم السوسة .. وفقها الله ورد إليها أبناءها رداً جميلا عاجلاً غير آجلا
الطفل عندما يخرج على الدنيا ويبلغ الستة أشهر يبدأ يميز أبويه فقد يألف أشكالهم ولذلك فإنه يبدأ في البكاء عندما يأخذه أي شخص غريب (عدا أطفال الرضاعة الطبيعية) فإنهم قد يسبقون تلك الفترة كون الطفل الذي يرضع طبيعياً يعرف أمه عن طريق حاسة (الشم) ومن هنا نبدأ بالدخول في الموضوع .. يحتاج الطفل لحنان الأم وعطف الأب مجتمعين وهذا الشيء مؤكد علمياً وبدليل أن ضحايا الطلاق تنتابهم حالة من الشرود الذهني عند رؤيتهم لقرناءهم من الأطفال الذين ينعمون بحياة مستقرة وأغلب حالات الشرود هذه تصل لذروتها في الأعياد والمناسبات بدلاً من أن تكون باعثاً للفرح لدى الأطفال فإنها تخض مضاجع اولئك الضحايا وتنكي جراحهم .. ولهذا يبدأ مسلسل العناد والقلق من المستقبل والمزاج الحاد والعصبية والشعور بالوحدة والإنطواء والإنعزال عن المجتمع ويبدأ الطفل عملية الانسحاب التدريجي وهذه الحالة السيكولوجية طبيعية لمن فقد مقومات الحياة السعيدة في كنف أبوين مستقرين وأكثر الأطفال تأثراً بتلك الحالة هم من تجاوزوا سن الخامسة .. ويبدأون في الكوابيس والأحلام المزعجة ومشاكل التأخر الدراسي والبكاء بدون سبب و (التبول اللا إرادي – أجلكم الله) .. وبالنسبة لطريقة الحفاظ على توازن واستقرار الطفل وحتى لا نخوض بشكل موسع في المسببات على حساب إهمال الحلول فإننا سنقترح عدة حلول من شأنها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى أن تساعد على ضبط التوازن أو ما نسميه بالإستقرار الذي يحتاجه الطفل حتى بلوغه سن النضج والتمييز وعندها سيصبح الوضع أقل وطأة عليه وسنبدأ منذ بداية الإنفصال :
1- عدم الكذب على الطفل وإخباره بأن هناك إنفصال حدث ولم يعُد بالإمكان العيش تحت سقف أسرة متكاملة وأن هناك (طلاق) قد حدث وسأخبرك عن أسبابه بشكل أكبر عندما تصل لسن تسمح لك بذلك وعن الآلية السليمة لطريقة إخباره فيمكن أن تشبه الأم طريقة الطلاق باصدقاء الطفل عندما لم يعد يرغب التحدث إليهم ويقاطعهم بالمدرسة شريطة ألا تنال الأم من الأب أو تقلل من قدره واحترام الطفل لأبيه وصورة الأب هي هاجس الطفل ومتى ماتجاوز سن الخامسة سيصبح قادراً على التكيف مع الوضع .
2- محاولة تخفيف حدة التوتر أمام الطفل وعزله بمنأى عن الخلافات وإشعاره بأن الوضع طبيعي ويتسنى ذلك عن طريق الاحترام المتبادل بين الأبوين .
3- زيارة الطفل لأمه والعيش معها في العطل والمناسبات حتى يحس بالإشباع العاطفي ويتنقل بين الزهور وينال من رحيق الأم وعبق الأب .. وهذه الزيارات ضرورية جداً .
4- في حال تنقل الطفل بين الأبوين فإنه يشعر بإنتهاك خصوصيته , ومن المسلم به أن غالبية الأطفال يحبذون التملك وحتى أن الألعاب الخاصة بهم لا يفرطون بها ويبكون عندما ينازعهم عليها أحد ... ولذلك يجب أن يهيأ للطفل غرفة خاصة عند الأم وعند الأب وبها جميع حاجياته بدل من أن يحمله في (كرتون) ويحس بالذل والمهانة عندما يشاهد حماية خصوصية أقرانه وبأنهم يمتلكون غرف خاصة بهم وبها جميع وسائل الترفيه .
بالنسبة لوضع المنفصلات واللاتي لا يستطعن مشاهدة أطفالهن وأخص بالذكر (أم السوسة) فإن بداية الحلول مع وضعها يجب أن تتم بشكل ودي وبمناصحة أهل العلم وتدخل المشائخ والتذكير بالله والذهاب للمحكمة والطلب من لجنة الصلح وهي بقيادة شيخ فاضل أحسبه كذلك والله حسيبه فقد تشرفت بالحديث المطول معه وكان نعم الرجل .. وسيأخذ رقم زوجكِ وسيتحدث معه ويخوفه بالله وهناك مشروع أبن باز وجمعية حقوق الإنسان فبإمكان الشخص أن يلجأ لهم ليتم حل موضوعه بطريقة ودية .. وفي حال باءت تلك المحاولات الودية بالفشل فإن الطريق الآخر لا بد منه والستر الذي يتمناه كل شخص عاقل لا بد وأن يفضح ستاره وتصبح الشكوى متضمنة كلمة واحدة فقط (حرماني من مشاهدة أبناءي) ولا أطلب غير مشاهدتهم .. وهذه الدراسة تم إقتباسها لتفتح لكِ الطريق سائلاً المولى أن يجمع شملكِ بأحبابكِ وأن يرد إليكِ أبناءكِ رداً جميلا وأن يهدي طليقكِ ويرده للطريق الناجع وأن يحنن قلبه على أبناءه ويغدقهم بعطفه وأن يشملهم برعايته وحبه ويحتويهم بكرمه ولين جانبه .
مشاكل المدرسة والأسرة أهم مسببات الكوابيس لدى الأطفال
بحث علمي ألماني يؤكد ضرورة اشتراك الوالدين في مساعدة ابنائهم للتخلص من مصادر الأحلام المزعجة
كولون: «الشرق الأوسط»
يثبت العلم يوما بعد يوم ان الكوابيس لا تقتصر على البالغين، الذين يعانون من اعباء العمل اليومي ومشاكل الحياة والمخاوف من جنون البقر والبشر على حد سواء، وانما تراود ايضا تلاميذ المدارس الصغار الذين يعانون من مشاكل الطلاق والدراسة واعباء الحصص والوظائف اليومية.
واذ يعرف العلماء الكوابيس على انها احلام مفزعة يتصاعد فيها الخوف الى درجة ايقاظ الانسان من نومه، فانهم يعرفون الاحلام المزعجة على انها احلام مخيفة لكنها لا تؤدي الى ايقاظ النائم. وعلى هذا الاساس فقد توصل ثلاثة باحثون المان في شؤون النوم والاحلام الى ان الكوابيس تراود 40% من الاطفال من اعمار بين 6 الى 11 عاما مرة في الشهر وتراود نسبة 5% منهم مرة كل اسبوع او اكثر. ولا تترك الاحلام المزعجة اية اثار نفسية كبيرة على الطفل وتبدأ بالزوال بعد سن العاشرة لكن الكوابيس تؤثر على حياة الطفل وقد ترافقه حتى البلوغ ما لم تحظى باهتمام الوالدين.
وتوصل الباحثون، ميشائيل شريدل ودوروتيا بلوماير وميشائيلا غورلنجر، بعد جلسات مطولة مع 300 طفل مع ذويهم، الى ان مشاكل الطلاق هي في مقدمة مسببات «كوابيس الاطفال» وتلقي بثقلها على الصبيان اكثر مما تلقيه على البنات. وتوصل الباحثون الى ان قضايا موت الاقارب وحوادث الاصابات لا تلعب ذلك الدور الذي يعتقده البعض في اثارة الاحلام المفزعة عند الاطفال. بل ان التلفزيون، الذي يشتد النقاش حول تأثيراته السلبية على الاطفال، والافلام والمسلسلات المفزعة لا تلعب دورا بحجم الدور الذي يلعبه خناق الوالدين المقبلين على الطلاق في ايقاظ الاطفال من نومهم ليلا وهم فزعون. وعموما تراود الكوابيس المزعجة، الناجمة عن مسببات اخرى غير الطلاق، البنات اكثر مما تراود الصبيان وفسر الباحثون الحالة على انه الخوف الطبيعي لدى البنات والذي يزيد عنه عند الصبيان.
كوابيس مزعجة ولكن هل هناك علاقة للكوابيس بالنشاط الذهني للطفل؟ يرد الباحث ميشائيل شريدل ايجابا على السؤال اعتمادا على نتائج الاستفتاء الذي اجراه بين ذوي الاطفال. واثبت الاستفتاء ان الوحوش والاشخاص المفزعين يزورون احلام الاطفال الذين يصفهم ذويهم «بالنباهة» و«الفنطازيا» اكثر مما يقلقون نوم غيرهم من الاطفال. ويشير المنحنى البياني للاحلام المزعجة انها تبدأ بالتلاشي تدريجيا بعد سن العاشرة لكنها تعود لتزداد من جديد مع دخول الطفل سن المراهقة ويحصل ذلك، من جديد، اسرع لدى البنات مما عند الصبيان. وتشاهد الفتيات في كوابيسهن على العموم افرادا مرعبين، عدوانيين عادة، ويتعرضن لمختلف الاصابات في حين يتعرض الاولاد في كوابيسهم لهجمات الحيوانات الكاسرة والوحوش.
ويؤكد شريدل ان الاطفال الصغار (اقل من ست سنوات) يشاهدون الكوابيس لكنهم يعجزون عن وصفها او تذكرها كاملة وربما ان اهم مؤشر للوالدين على تعرض طفلهم للكوابيس هو خوف الطفل من النوم او الذهاب الى الفراش. وينصح الباحث الالماني الابوين، في حالة استيقاظ الطفل مفزوعا، بالابتعاد عن ترديد الصيغة المعتادة «لا تخف، انه مجرد حلم» لان مفهوم الحلم عن الاطفال يختلف عن فهم البالغين له. فالاطفال حتى سن الخامسة عشر يعتقدون ان الحلم معايشة حقيقية، وطبيعي فانهم عايشوا الخطر الداهم في الكابوس مباشرة، ولذلك فان التطمين الشفاهي لا يكفي لتبديد مخاوفه وعلى احد الوالدين ان يلازم الطفل في فراشه الى ان ينام ثانية. ويقع على الوالدين ان يطمنوا مخاوف طفلهم بطريقة اخرى وعن طريق تشخيص مصدر هذه المخاوف ومن ثم العمل على تبديدها.
وحسب مصادر الباحث شريدل فان دراسة اخرى اجراها تثبت امكانية مساعدة الطفل في التخلص من مخاوفه عن طريق تكليفه برسم الكوابيس والاشكال المفزعة التي شاهدها في طيفه. وقد تم تكليف عدد كبير من الاطفال برسم كوابيسهم ومن ثم برسم البدائل التي يعتقدون انها كفيلة بتبديد هذه الكوابيس. وهذا يعني اشراك الطفل نفسه في عملية تشخيص مصادر الفزع ومن ثم في العمل على التخلص منها. كما تم في الدراسة تكليف الاطفال برسم الكوابيس اكثر من مرة ثم مقارنة هذه الرسوم مع بعضها ومع الحلول التي يطرحها الطفل. ويقول شريدل انه نجح بهذه الطريقة بتغيير الكوابيس التي يشاهدها الاطفال خلال اسبوعين. اذ صار الاطفال بعد اسبوعين يرسمون احلاما بذات الموضوعات الا ان «مصدر خطر» اختفى من هذه الرسومات.
التعديل الأخير تم بواسطة د. سطام ; 18-11-2008 الساعة 06:52 PM