الحمدلله رب العالمين - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-2008, 12:44 AM
  #1
"تفاصيل"
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 56
"تفاصيل" غير متصل  
الحمدلله رب العالمين


ربما آن الوقت لأكون جريئاً بعض الشيء .. وافصح عن شعور كان يلازمني طيلة سابق حياتي ..
نعم لم استشعر طعم وحقيقة نعمة الإسلام التي منّ الله بها عليّ .. ربما من منطلق فاقد الشيء لايعطيه ..
لأنني لم أذق مرارة غيره من الأديان والمذاهب والملل – ولله الحمد والمنّة - ..


كنت أسمع حديث بعض خطباء المساجد والدعاة عن نعمة الإسلام .. ودعوات الأئمة في قنوت الصلوات بالشكر على هداية الإسلام ..
لكنها كانت كلمات تمر مرور الكرام .. كلمات بلا روح حتى اتحسس معناها ..
كان بعض المصلين يبكون .. ولا أدري ما يبكيهم .. كنت آتساءل ذلك .. ربما لشيء من الرياء .. لا أدري .!


إلى أن مَنّ الله عليّ .. وادخلني في رحمته .. لأتقرب إليه زلفى .. بمصادفة أحد البرامج في قناة وثائقية تعرض رحلة عبادة الحج لثلاث رهط من البوذيين ..



والبوذية ديانة مبنية على التقشف وإلغاء الطبقية وإثارة العاطفة .. نبعت من شمال الهند وانتشرت على يد ابن ملك يُدعى ( سيد هاتا ) .. يُلقب ببوذا وتعني [ المستنير ] ..
كان هذا الرجل يتأمل ويتفكر في الكون .. ووصل إلى أن الآلهة لا تستطيع تغيير الظواهر الكونية .. واتخذ قاعدة ذي ثمان شعب -لا تسمن ولا تغني من اللهب- في مبدأ دعوته ..
وبعد وفاته إلى الآن .. أدخل اتباعه الكثير في ديانة البوذية ..
أهمها كانت الصلاة جلوساً أمام تمثال بوذا .. الصيام عن الأكل دون الشرب .. والحج إلى تمثال بوذا بالهند وزيارة الأماكن المقدسة ..




كان هؤلاء ثلاثة رجال بلغ العمر منهم أقصاه .. يمشون سيراً على الأقدام على مايربو 1200 كم .. طمعاً في الأجر – حد زعمهم - ..
يجرون زادهم وما يقتاتون منه على عربة طيلة رحلتهم .. يجوبون السهول باعتدالها .. ويتسلقون الجبال بزمهريرها .. وينزلون الأودية بِحرها ..


ثيابهم رثّة خشنة .. بالية متسخة .. تُغطي أيدهم وركبهم الجوارب .. وُضع على سطحها ألواح صغيرة من الخشب .. يتم استبدالها حينما تُبالى وتتمزق ..
لأنهم طيلة رحلتهم يمشون خطوتين إلى ثلاثة .. ثم ينكبون على وجوهم وأجسادهم أرضاً تعظيماً إلى من يقصدونه .. فتمنع أطرافهم عن الأذى ..


وكلما مروا على بيت أو كوخ ممن يعتنق ديانتهم وجب عليهم إكرامهم بالغذاء والتطبيب وحُسن الضيافة .. لكي يطالهم استحسان بوذا .. وتتغشاهم رحمته ..
إلى أن وصلوا إلى مقصدهم بمدينة التبت .. ليُقام لهم حُسن الاستقبال والاحتفال .. يتراقصون بطقوسهم ابتهاجاً .. بعد أن تطهروا واستبدلوا ثيابهم .. تناسوا جُلّ الشقاء ..
تغشى وجوههم الفرحة وتعلوها ابتسامة الرضى .. والحمد لبوذا أن منحهم الحياة إلى أن طرقوا بابه .. وكأنه غُفر لهم ماتقدم من ذنبهم .. ليبلغ نعيم الألهة حال مماته .!!


انتهى الفيلم .. وانتهيت معه .. اغرورقت عيناي .. وبدأت هواجس تطرق عقلي ..
سبّح الفكر في سُبُحات التفكير .. واحساس بنعمة عظمى ..
تذكرت قول الله تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً ... الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ..

كانت ترن في اُذنيّ .. وصدى كلماتها لم يفارقني تلك الليلة ..



تساءلت في نفسي ..

كل ذلك الجهد .. والوصب .. والتعب .. وقد ذهب هباءاً منثوراً ..
كيف بهم يوم الحساب .. يوم يُدركون ما كسبت أيديهم واقترفته أنفسهم .؟!
وهل يعون هؤلاء الرهط ومن هم على ضلالتهم .. حقيقة الوجودية .؟!
وهل هو ذنبهم أم تقصير منّا نحن .. في ايصال نور الحق .؟!

كيف لو أن الله أراد .. أن ننشأ في كنف مجتمعهم .. ونكون في زمرتهم .. وتتغشانا ضلالتهم .؟!


فلم تكن [ فلاحة ] منّا وذكاءاً .. أن ولدنا في كنف والدين مسلمين .. أو مجتمع مسلم .. أو حتى في مهبط الرسالة .. والله لا وألف لا .!


فلنحمد الله أن هدانا إلى الإسلام .. ووفقنا إلى الإيمان .. حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ..
واسأل الله أن يميتنا عليه .. وأن يُحسن خاتمتنا بنطق شهادتيه .. وأن يجمعني الله وإياكم .. وأهلينا .. وأحبائنا .. في الدرجات العُلى من الجنة ..



(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)



رحمني الله وإياكم ..

بقلم ..

تفاصيل
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 PM.


images